تصعيد مستمر في حلب

عربي و دولي

جثة الطبيب البريطاني الى عائلته

585 مشاهدات 0

فاطمة والدة الطبيب عباس خان تبكي خلال استقبال جثمان ابنها

نددت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' السبت ب'الكارثة' التي تتسبب بها القوات النظامية السورية في محافظة حلب في شمال سوريا، متهمة اياها ب'تعمد' قتل الابرياء، في وقت تسلمت عائلة الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي في سجن سوري جثته التي نقلها الصليب الاحمر الى بيروت.
سياسيا، لا تزال مشاركة ايران في المؤتمر الدولي حول سوريا المقرر في سويسرا الشهر المقبل محور جدل واتصالات.
وقالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في تقرير صدر عنها ان 'القوات الحكومية كانت تنشر الكوارث في حلب خلال الشهر الاخير، تقتل الرجال والنساء والاطفال من دون تمييز'، مضيفة ان 'سلاح الجو السوري اما غير كفؤ الى حد الاجرام ولا يكترث لقتل اعداد كبيرة من المدنيين، واما يتعمد استهداف المناطق التي يوجد فيها المدنيون'.
ونفذت الطائرات المروحية والحربية السورية منذ اكثر من اسبوع غارات مكثفة على احياء عدة في شرق مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وعلى مدن وقرى في المحافظة، حصدت مئات القتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين وتستخدم في القصف بانتظام 'البراميل المتفجرة' التي تحتوي على اطنان من المتفجرات ويصعب التحكم بالهدف الذي تلقى عليه.
ونقل التقرير عن الشبكة السورية لحقوق الانسان انها احصت سقوط 232 قتيلا بين 15 و18 كانون الاول/ديسمبر، مشيرا الى ان التصعيد في المنطقة بدأ في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، لكن هذه الايام الثلاثة شهدت 'القصف الجوي الاعنف على حلب' منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت عن غارات جوية عدة على قرى وبلدات في ريف حلب تسببت بمقتل ستة مواطنين على الاقل، واخرى على احياء في مدينة حلب.
وكان الطيران المروحي قصف صباحا 'بالبراميل المتفجرة منطقة مشفى الكندي في مدينة حلب الذي سيطر عليه مقاتلون من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وكتائب اخرى امس'، بحسب المرصد الذي قال ان المشفى كان يعتبر 'من أهم معاقل القوات النظامية عند مدخل حلب الشمالي'.
وتحول المشفى منذ اشهر الى مقر عسكري لقوات النظام. وكان محاصرا من مقاتلي المعارضة.
على صعيد آخر، تسلم مسؤولون في السفارة البريطانية في بيروت بعد ظهر السبت جثة الطبيب البريطاني عباس خان. وكانت والدته فاطمة وشقيقه افروزي موجودتين اثناء عملية التسليم التي تمت في مستشفى اوتيل ديو في بيروت.
وذكر بيان للجنة الدولية للصليب الاحمر التي تولت عملية التسليم انه 'من المتوقع ان تقوم السفارة البريطانية في لبنان باعادة الجثمان بالطائرة سريعا إلى لندن'.
واعلنت دمشق الاربعاء ان الطبيب اقدم على 'الانتحار شنقا' في السجن، مشيرة الى انه كان موقوفا لقيامه باعمال 'غير مسموحة'.
وقال بيان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان 'اللجنة الدولية أدت دورها على أساس إنساني محض وبطلب من عائلة السيد خان ولم تشارك في أي تشريح ولا تجري أي تحرٍّ في ملابسات وفاته'.
واضاف 'إن اللجنة الدولية لا تزور المحتجزين في سوريا على الرغم من الطلبات المتكررة التي قدمتها إلى السلطات السورية للحصول على إذن بزيارة أماكن الاحتجاز في البلد. وبالتالي فإنها لم تزر الدكتور خان أبداً أثناء احتجازه في سوريا'.
ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، اعتقلت السلطات عشرات الاف الاشخاص.
وكان وزير بريطاني اتهم دمشق الثلاثاء بانها اغتالت 'عمليا' الطبيب البالغ من العمر 32 عاما.
كما حمل المرصد السوري لحقوق الانسان نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية وفاة الطبيب، مرجحا ان تكون حصلت 'تحت التعذيب'.
وكان خان يعمل مع منظمة 'هيومان ايد يو كاي' البريطانية غير الحكومية وشارك في تدريب اطباء سوريين في تركيا، قبل عبوره الحدود للانتقال الى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب حيث ساهم في معالجة الجرحى نتيجة اعمال العنف.
واعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام، السبت ان جهازا امنيا اوقف المسؤول في الهيئة منذر خدام في طرطوس (غرب)، مطالبة بالافراج الفوري عنه.
سياسيا، بحث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في موضوع مؤتمر السلام حول سوريا الذي لم يتم الاتفاق على دعوة طهران، حليفة دمشق، اليه.
واعلن الابراهيمي الجمعة ان المحادثات التحضيرية لمؤتمر السلام لم تفض الى اتفاق حول مشاركة ايران.
وقال للصحافيين 'بالنسبة لايران لم نتوصل الى اتفاق بعد. وليس سرا اننا في الامم المتحدة نرحب بمشاركة ايران، لكن شركاءنا في الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بان مشاركة ايران ستكون امرا صائبا'.
وقال المسؤول الاعلامي في الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد الصالح في مؤتمر صحافي عقده اليوم في اسطنبول ان الائتلاف 'يقدر الجهود التي تبذلها الامم المتحدة ومحاولاتها من اجل ايجاد حل سياسي سلمي للازمة في سوريا'. الا انه جدد رفض الائتلاف لمشاركة ايران في في المؤتمر، معتبرا انها 'المسؤولة الرئيسية عن العصابة المجرمة في سوريا التي تواصل قتل الشعب السوري'.
واشار الى ان الحكومة الايرانية تواصل ارسال المال والمسلحين 'لابقاء مجرمي الاسد في السلطة'، وكل بحث في مشاركة ايران يجب ان يسبقه انسحابها وانسحاب حزب الله الموالي لها من سوريا.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك