مشروع الأوليفينات «الثالث» و«الرابع» بقلم حمد التركيت
الاقتصاد الآنديسمبر 8, 2013, 11:34 ص 3513 مشاهدات 0
في لقاء مع جريدة «الأنباء» يوم الأحد 1/12/2013، أفاد ناصر العنزي مدير التخطيط الشامل بشركة الكيماويات البترولية بمعلومات مهمة حول المشروع القادم المصاحب لإنشاء المصفاة الجديدة حيث أفاد بأنه سيوفر مئات الملايين من الدنانير، وهي خطوة مباركة على المسار الصحيح الذي تقوم به كثير من الدول التي تربط مشاريع البتروكيماويات بالمصافي للاستفادة من القيمة المضافة لمنتجات المصفاة المصاحبة عند تكرير النفط، الا ان التوجه الى اعتماد مشروع العطريات الثاني قد يواجه صعوبات في تسويق المشروع، سواء على المساهمين أو الشركاء الجدد، حيث ان اقتصاديات مشروع العطريات الاول عانت ولاتزال تعاني الكثير، حيث تقلبات السوق وتفاوت الطلب على العطريات مما يجعل مستقبل نجاحها غير مضمون والمضي به مجازفة، بعكس لو تم توجيه النافتا المنتجة من المصفاة لإنتاج الاثيلين ومشتقاته وهي تكنولوجيا ليست بالجديدة (Naphta To Ollefin) حيث لاتزال مشتقات الاثيلين في وضع جيد وذات ربحية مستمرة، خصوصا مع قلة العرض في سوق البتروكيماويات وزيادة طردية على الطلب في المستقبل نتيجة ندرة اللقيم في الدول المنتجة حاليا.
ان شركة الكيماويات لديها فرصة كبيرة لإعادة النظر في مشروع العطريات الثاني.
ولعله من المناسب الاشارة الى أن الأجدى اقتصاديا التركيز على إنتاج مادة الاثيلين اوكسايد ومشتقاته EOD، حيث انها المنتجات الوحيدة التي تستهلك كميات من الاثيلين اقل من غيرها، وان العرض والطلب عليها مستمر، بل ان الرؤية المستقبلية تشير الى نقص شديد في المعروض وزيادة في الطلب، وهناك ميزة اخرى تتمتع بها شركة الكيماويات، حيث لديها خبرة إنتاجية وتسويقية قائمة وناجحة متمثلة في شركتها التي تملك فيها 50% Meglobal والتي تعتبر الشركة الثانية في العالم من حيث الانتاج والتسويق عند النظر الى الكميات التي تقوم بإنتاجها وتسويقها ناهيك عن الخبرات الشبابية التي تعمل بكل نجاح في نفس المجال في شركة «ايكويت» وكلنا أمل أن تعيد النظر في المشروع ودراسة المقترح لخدمة الكويت مستقبلا.
أما مشروع الاوليفينات المفروض طرحه «الرابع»، فهو التحدي الآخر أمام «الكيماويات» فيما لو أرادت المضي في تطويره، فقد ذكر العنزي انه نظرا لارتفاع سعر اللقيم في مصانع الأسمدة وارتفاع عدد العمالة فإن الاستثمار في الاوليفينات افضل من الاستمرار في انتاج الأسمدة مع الاشارة الى امكانية طرح مصانع الأسمدة للخصخصة، إلا ان التكنولوجيا الحديثة أفرزت تحويل الامونيا الى الميثانول ومن ثم تحويل الاخير الى الاوليفينات، MTO وهي تكنولوجيا ناجحة بشكل متسع ولكن تستطيع الكويت المبادرة بدراستها وتطبيقها ومن ثم عرض هذا المشروع عند طرح مصانع الأسمدة على المستثمرين للخصخصة مستقبلا.
بالفعل، سيكون في حينه في الكويت مشروع رابع للاوليفينات مما يضمن استمرار الكويت كبلد حيوي منتج للبتروكيماويات.
إن الحرص على مصلحة الوطن هو الدافع نحو طرح هذه الأفكار على الاخوة المهتمين مع ثقتنا بحرصهم الشديد على السعي للأفضل. إن أبناء الوطن بحاجة الى إيجاد فرص عمل تكفل لهم العمل مستقبلا في مجال البتروكيماويات.
تعليقات