جدل في المغرب بسبب 'اللهجة'

عربي و دولي

اعتماد اللغة الدارجة في التعليم بدلا من العربية الفصحى

1374 مشاهدات 0

ارشيف

لاتزال ردود الفعل تتوالى في المغرب بين مؤيد ومعارض للدعوة إلى اعتماد اللهجة المحلية لغة للتدريس في المرحلتين التعليميتين الابتدائية والثانوية.
ويرى الرافضون في هذه الدعوة التي أطلقها رجل الأعمال المغربي نور الدين عيوش أحد نشطاء المجتمع المدني تقويضا للوحدة الوطنية معتبرين دعاتها انقلابيين على نص الدستور المغربي الذي يؤكد أن العربية الفصحى هي اللغة الرسمية للدولة.
وأعرب الوزير السابق امحمد الخليفة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن استنكاره لما وصفه 'بالتوجه الاستعماري اللغوي' من خلال الدعوة الى اعتماد اللهجة المحلية واللغة الدارجة في التعليم بدلا من اللغة العربية الفصيحة مشددا على أن هذه الدعوة 'لا تخدم إلا الأجندة المعروفة منذ القديم لمحاولة الإجهاز على مقومات الشعب المغربي وطمس معالم حضارة الأمة عربيا وإسلاميا'.
وقال الخليفة 'ان دعوة عيوش ومناصريه في هذا الشأن موقف استعماري شاذ' يهدف الى إكمال تنفيذ مخطط 'دنيء' بدأ منذ أن انطلق مسلسل (فرنسة) الشارع المغربي وحصر استعمال اللغة العربية في المدارس والمساجد.
وأكد أن الامر بلغ منتهاه ووصل إلى حد 'لا يمكن أن يسكت عن أبعاده الدنيئة وأهدافه إلا شيطان أخرس' مجددا الرفض لمحاولات تنشئة أجيال من الشعب المغربي لا علاقة لهم بدينهم ولغتهم.
من جهته انتقد المفكر المغربي عبدالله العروي دعوة التدريس باللهجات العامية مؤكدا أن اللهجات المحلية غير قابلة أن تتحول الى لغة وطنية لها ضمانات الانفتاح على اللغات العالمية والأمم والحضارات الاخرى وقادرة على تذويب الاختلافات بين اللهجات بين أقاليم المغرب.
وأبرز العروي خلال برنامج تلفزيوني بثته القناة المغربية الثانية (دوزيم) ليلة أمس الصعوبات التي تعترض عمليات ترقية اللهجات المغربية العامية الى مستوى لغة وطنية معتبرا 'اللغة المحلية غير العربية الفصيحة مجرد تعبيرات فولكلورية شفوية' من الصعب كتابتها وأن 'الناس حينما يذهبون إلى المدرسة فان هدفهم الكتابة'.
وأشار العروي إلى أن أزمة التعليم في المغرب ليست مرتبطة باللغة العربية الفصيحة أو العامية مبديا مرونة في إمكانية إقرار التدريس باللغة الأم في مراحل التعليم الأولي قبل الابتدائي حتى سبع سنوات من العمر كإجراء تبسيطي لإيصال المعلومات والمعارف الى الاطفال.
بيد انه دعا الى ضرورة اعتماد لغة عربية وسطى فصيحة تتجنب التعقيدات النحوية والإعراب والمعجم القديم في الفصول الدراسية والمقررات والمناهج التعليمية في المرحلتين الابتدائية والثانوية مجددا الرفض لترقية اللهجات الى لغة وطنية.
وفي المقابل دعا نور الدين عيوش في نفس البرنامج الى ترقية اللهجات المغربية المحلية حتى تصبح لغة قابلة للتدريس.
وفي رد قوي على دعوة عيوش أصدر تكتل الدفاع عن الهوية الوطنية بقيادة الاستاذ الجامعي والسياسي المغربي عبدالصمد بلكبير بيانا وصف فيه دعاة اعتماد اللهجات المحلية لغة للتدريس ب'رأس الشر الفرنكوفوني' مؤكدا 'أن الشعب المغربي قرر مصيره اللغوي والثقافي منذ مئات السنين'.
وبينما تجر دعوة رجل الاعمال المغربي نور الدين عيوش التي جاءت في سياق توصيات رفعتها ندوة دولية حول التربية الوطنية تحت شعار (سبيل النجاح) نظمتها (مؤسسة زاكورة) الى العاهل المغربي الملك محمد السادس والحكومة المغربية سيلا من الانتقادات وردود الفعل المناهضة للتدريس بالمؤسسات التعليمية باللهجة العامية أعلن نشطاء أمازيغ مناصرتهم لهذه الدعوة.
ولم يصدر حتى الان أي بيان من الجهات الرسمية في المغرب بخصوص هذه الدعوة التي أخذ النقاش حولها يتسع ويتخذ أبعادا سياسية لاسيما أن الندوة التي صدرت الدعوة ضمن توصياتها في إطار تصور لإصلاح التربية والتعليم في المغرب حضرها مسؤولون حكوميون كما حضرها بعض مستشاري العاهل المغربي.
وكان وزير التربية الوطنية المغربي رشيد بالمختار أكد للصحافة المحلية أن حكومة بلاده ووزارته تحديدا ليست معنية بهذا النقاش ولا بمضمون الدعوة الى اعتماد التدريس باللهجات المحلية في المدارس المغربية.
غير ان الإجماع حاصل في المغرب على أنه لا يوجد دخان دون نار وأن هذه النار اشتعلت في مطبخ القرار السياسي لتحضير وجبة إصلاح منظومة التربية والتدريب في المغرب على أساس الاستباق الى معرفة الرأي العام وامتصاص ردود الفعل الغاضبة عبر الاعلام والمنتديات تجاه اعتماد التدريس باللهجة العامية والحد من التعليم الديني الذي سيكون قراره صعبا ولكنه غير مستحيل.

الان ـ كونا

تعليقات

اكتب تعليقك