أنور الرشيد يكتب - لا تؤاخذنا ياشعب مصر
زاوية الكتاب'بريئون مما تفعله حكومتنا ولايغرنكم مجلسنا 'الأمة والبلدي' فكلها خاضعة لإرادة الحاكم'
كتب نوفمبر 27, 2013, 10:09 ص 2464 مشاهدات 0
لا تؤاخذنا يا شعب مصر بما فعلت بك حكوماتنا
بعد سقوط نظام حسني مبارك على وقع ضربات الشباب المصري الذي خرج منتفضا على الفساد والإفساد والتسلط والاستبداد وبعد إحالته إلى المحاكمة تبرع عدد من المحامين الكويتيين للدفاع عن رأس النظام المستبد وكتبت حينها مقال بعنوان لا تؤاخذنا يا شعب مصر بما فعل السفهاء منا ، واليوم أكرر نفس العنوان ولكن بشكل أوسع وأقول: لا تؤاخذنا يا شعب مصر بما فعلت بك حكوماتنا ، هذا هو العنوان الحقيقي الذي يجب علينا أن نُسطره للتاريخ من جانبنا كشعوب خليجية لنبرئ ذمتنا من سياسات حكوماتنا التي لا دخل لنا بها لا من قريب ولا من بعيد فهي التي تقرر وهي التي تنفذ ولا يغرنكم ما يسمى لدينا بمجلس أمة أو مجلس شورى أو حتى مجلس بلدي فهي كلها خاضعة لإرادة حاكم هو من يقرر و جهازه ينفذ ، أقول لذلك بعد أن ظهر الوجه الحقيقي الذي حذرنا منه سابقا الشعب المصري أبان مؤتمر عقدناه في القاهرة عام 2011 من الاستعمار الخليجي القدم للمنطقة العربية بعد تحرر شعوبها من نُظم استبدادية وحذرت أنا شخصيا من الاستعمار السعودي السلفي والقطري الأخواني ولكن على ما يبدو كانت قوى الاستعمار أقوى من أن تصل تلك الرسالة للشعب المصري حتى إننا قمنا بزيارة لمصر كوفد حقوقي خليجي والتقينا بالعديد من التيارات والأحزاب السياسية بما فيهم الأستاذ حمدين صباحي الذي رفض أن يستقبلنا رغم تكرار الاتصال به أكثر من مرة وأنا شخصيا سلمته كرت وكتبت به بأننا منتظرين أن تحدد لنا موعد للقائك وكان ذلك في مركز إعداد القادة لمجلس الوزراء في العجوزه عند المهندس يحيى حسين بمناسبة تكريم سعادة السفير إبراهيم يسري احد الشخصيات الوطنية التي كان لها دور بارز في إلغاء اتفاق تصدير الغاز المصري لإسرائيل و لا اعرف لماذا امتنع عن لقائنا هل هو خوفا من وصول خبر لقائنا لنظمنا الاستبدادية وهو مقبل على ترشح لرئاسة مصر!؟ أم أننا لسنا بذلك المقام لكي يستقبلنا !؟ المهم كنا نحذر من ما هو حاصل الآن في مصر التي ارتدت و انقلب نظامها على منجزات ثورة الخامس والعشرين من يناير ، ما يهمني اليوم هو أن الواقع الحقيقي هو عودة الاستبداد مرة أخرى لمصر بعد أن ثار الشعب عليه وألقاه بمزبلة التاريخ ولكن حكوماتنا التي الخليجية التي ارتعبت حقا والحقيقة أنها لم تكن قادرة على تحمل الديمقراطية وبالذات في مصر لذلك عملوا المستحيل لكي يتم اجهاض ما تم تحقيقه من انجاز تاريخي فلو تداركنا ورجعنا للتاريخ مصر الطويل الممتد منذ أكثر من سبعة ألاف عام ستجد أن هذا الشعب العظيم لم يمتلك حرية بشكل حقيقي إلا في فترات قليلة من تاريخه لا تتناسب مطلقا مع عمره و لكن في ثورة الخامس عشر من يناير استرد حقه الطبيعي مما أثار نظما التي حاولت ونجحت بمحاولاتها لإرجاع الاستبداد مرة أخرى وهذه حقيقة موجودة على ارض الواقع وتؤكدها أحداث الأيام الماضية والقوانين القراقوشية الاستبدادية التي اعلنها نظام السيسي بدعم من نظمنا الخليجي وان اختلفت بمن تدعم الأخوان أو الوهابيين السلف إلا أنهم متفقين على أن لا تكون مصر ديمقراطية لتشع بنورها الديمقراطي على باقي المنطقة وتحفز شعوبها للمطالبة بحقوقها المشروعة لذلك لا نملك إلا أن نقول للشعب المصري نأسف على ما آلت أليه أوضاعكم بعد ملياراتنا فنحن براء منها وليس لنا دخل بها لذلك اكرر عنواني السابق الذي قلته للمحامين الكويتيين ولكن هذه المرة أقوله على نطاق أوسع لا تؤاخذنا يا شعب مصر بما فعلت بكم حكوماتنا .
أنور الرشيد
رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني
تعليقات