هل تحذر السعودية من غدر أمريكا؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه زيد الهاملي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2013, 11:55 م 3427 مشاهدات 0
عالم اليوم
رأي شعبي / هل حان وقت تحييد السعودية من قبل أمريكا؟
زيد مطلق الهاملي
بعد الاتفاق غير المفاجئ بين الدول الغربية وايران في موضوع البرنامج النووي والذي سيشمل معه اتفاقيات اخرى تتنوع من التسليح الى الصناعات العملاقة الى التبادل التجاري النفطي الى الاتفاق الاعلامي الى الاتفاق الطبي وهكذا حتى يكون الانفتاح على الحليف القديم الجديد على أعين واسعة ودون لف ودوران كما كان يحدث سابقا حيث تعتبر ايران حليفا لامريكا منذ أكثر من 50 عاما ومن سهّل الانقلاب على شاه ايران وقدوم نظام الملالي ليحكم ايران هي امريكا بنفسها !!!
وحاولت أمريكا ان توهم الخليج العربي خاصة والعرب عامة ان ايران شر وخطر على الخليج فبات الاعلام الامريكي يروّج لهكذا اخبار وصنعوا أحداثا مفبركة حتى صدقت الانظمة وشعوبها هذه الكذبة حتى جاء مايسمى بالربيع العربي وسقطت انظمة ديكتاتورية بسرعة وبتعاون امريكي أوروبي لإيهام الشعوب العربية بأن أمريكا تقف مع حقوق الشعوب العربية الضعيفة واستطاعت امريكا وبمكرها ان تشيح بوجهها عن حكم الإخوان الاسلامي في مصر ولمدة سنة لحاجة في نفسها ولغاية هي اكبر وهي توجيه ضربة قوية للإسلاميين وفي دولة كبرى كمصر ذات تاريخ وعراقة وتحميلهم تبعات الانظمة السابقة وفعلا سقط النظام الاسلامي في مصر كورقة شجر حيث اغتر الاخوان بحكمهم وظنوا انهم سيقاومون المد الغربي والمد المخالف لهم فلم يتعلموا من التجربة التونسية التي حاولت امريكا ان تتدخل بها لكنها لم تستطع وغيرت اتجاهها الى مصر .
واليوم التدخل الأمريكي بات واضحا في كل الدول العربية فهي اسقطت حكم صدام الديكتاتوري وظنت السعودية الحليف القوي بالمنطقة ان العراق سيعود الى حاضنة دول الخليج قبل انقلاب صدام عليها لكنها تفاجأت بأن امريكا سلمت العراق الى حليفها الخفي ايران وتفاجأت السعودية أيضا بتدخل ايران في البحرين وسكوت امريكا رغم ان الاسطول الخامس الأمريكي والذي يتمركز في البحرين يتكون من غواصات واكثر من 15 الف عسكري لم يحرك ساكنا وترك البحرين لوحدها تواجه المعارضة التي تريد اسقاط النظام !!! واليوم تسعى امريكا لفتح كل قنوات التعاون مع ايران فهي تريدها حليفا استراتيجيا على العلن وليس بالخفاء كما كان سابقا الى جانب اسرائيل فاعتراف الغرب بإيران النووية سيجعل السعودية تسعى لبناء مفاعلها مع باكستان وفي الوقت التي ستسعى السعودية لتوازي ايران النووية هل ستلتزم أمريكا بحماية السعودية الحليف الاستراتيجي في المنطقة ؟؟ فهناك اتفاق بين البلدين هو في محافظة السعودية على استقرار النفط باعتبارها الدولة الاولى المصدرة للنفط في المنطقة في مقابل ان تحمي امريكا السعودية من اي خطر خارجي والسؤال إن كان هذا الخطر قادم من ايران فماذا ستفعل أميركا؟ واليوم المثلث المذهبي الإيراني لا يقلق أمريكا بل يقلق دول الخليج العربي والاردن واليمن ، والصراع القائم في الشام هو من سيحدد نتيجة هذا الهلال حيث تراجع اوباما عن توجيه ضربة وقائية لنظام بشار ودخول حزب الله وايران في القتال الى جانب نظام بشار وتحول امريكا التعاون مع ايران النووية يجعل السعودية أكثر حذرا وتغير استراتيجيتها في التعاون مع دول الغرب فأمريكا من مصلحتها ان يكون هناك صراع مذهبي في منطقة الخليج والشرق الاوسط لتحقق الامان لإسرائيل وهناك اكثر من ملف في منطقة الشرق الاوسط بين دولتي التحدي ايران والسعودية فهذا الملف اللبناني لم يغلق والملف اليمني والملف السوري والملف البحريني والملف النووي كلها ملفات شائكة بين هذين البلدين الذي يتسلح كل منهما بطريقته الخاصة وبينهما أمريكا ترتدي ملابس راعي البقر ومعها سيجار امريكي ومسدس سريع الطلقات لكنها تتفرج فهل تحذر السعودية من غدر امريكا التي ضحت بصدام وحسني والقذافي وعليّ صالح؟!!
تعليقات