الكويتية تستاهل الطلاق!! .. بقلم عبدالله تقي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 25, 2013, 2:06 م 1371 مشاهدات 0
النص:
'حط بالك يمه تلعب بعقلك وحدة من هاﻷجنبيات وتقولك تعال تزوجني، ترى ما تحصل مثل الكويتية ..' هذه التوصية - أو ما في حكمها - هي من أركان حديث الوداع بين الأم والابن 'العزوبي' الذي يستعد للسفر من أجل استكمال دراسته، وهو أمر طبيعي في مجتمعنا وتجسيد للمثل القديم 'حلاة الثوب رقعته منه وفيه'. نعم قد أتفق مع هذه الرؤية لو عاد اﻷمر لموضوع الزواج من 'الكويتية'، لكني سأختلف مع وأعارض أي أم بل أي شخص يدعو ويشجع للسفر على 'الكويتية'.
فحال الكويتية - وأعني الخطوط الجوية طبعا - لا يسر لا قريب ولا غريب. فتأخير المواعيد من عاداتها، وكراسيها من أسباب أمراض المفاصل والعمود الفقري، ونظامها الترفيهي 'مثل ويهها'، فضلا عن محدودية وجهاتها وارتفاع أسعار تذاكرها مقارنة بمعظم نظيراتها لا سيما أخواتها الخليجيات. فقد أصبحت الثقة بين الكويتي و 'الكويتية' شبه معدومة في ظل ما يراه من تسابق شركات الطيران على خطب وده بعروض لا تثقل كاهل محفظته وخدمات توفر له أسباب الأنس والراحة، حتى صار البعض مستعدا لدفع مبلغ أكبر أحيانا 'ولا اني أسافر على الكويتية'. ولتزيد 'الكويتية' من حسرة أبنائها طالعتنا الصحف مؤخرا بخبر مفاده أن المؤسسة تستعد لشراء خمس طائرات مستعملة من إحدى شركات الطيران الهندية، في وقت تصدرت بعض الشركات الخليجية عناوين أخبار السفر والاقتصاد بعد شرائها لأحدث ما توصلت إليه صناعات الطائرات. فأي انحدار هذا الذي وصلت إليه حالة الناقل الرسمي؟
ولو كان اﻷمر يقتصر على الطائرات لهان، فالبيت الحاضن لها - وأعني المطار - لا يقل سوءا بأي حال. فاليوم كطبيب لا أنصح مرضى الضغط والسكر بدخول مواقف السيارات بالمطار لما قد تسببه لهم من أزمة أو جلطة لا سمح الله نظرا لسوء التصميم والإدارة. والحال في صالات المغادرين والقادمين 'ألعن' عندما تكتظ بأعداد المسافرين الهائلة في مواسم السفر وما يسببه ذلك من تعطيل واختناقات وضياع للأمتعة. هذا إلى جانب ما يعرف بالسوق الحرة الذي لا تتعدى إمكانياته وبضائعه إمكانيات 'سوق الجمعة'. ناهيك عن أبسط الخدمات الأخرى كالانترنت وقاعات الانتظار الطويل وغيرها من التي تقدمها المطارات المحترمة في العالم لروادها. ولا مجال للحديث هنا عن 'المهازل' التي تتم في مبنى الشحن بالمطار فتلك قصة يطول مقامها.
بعد أن جرب دلع 'الإماراتية' وراحة 'القطرية' فلا تلوموا الكويتي إن طلق 'الكويتية' ومطارها ثلاثا فقد سئم وهو يراها بثوبها 'المرقع' و 'لاعت جبده' وهو ينتظر خصخصتها وأسطولها الموعود ومطارها الجديد. لكننا مجبرين على التمسك بقشة اﻷمل عسى أن يأتي من 'يسنعها' ويعيدها ﻷحضان الكويتيين معززة مكرمة.
د. عبدالله تقي - طبيب كويتي
تعليقات