'التحديات والتحولات أمام الكويت' بالعلوم الاجتماعية
شباب و جامعاتنوفمبر 25, 2013, 12:57 م 1350 مشاهدات 0
تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وبحضور المستشار في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ سالم جابر الأحمد الصباح ممثلاً عن سموه، ومدير جامعة الكويت أ.د.عبداللطيف البدر، وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أ.د.عبدالرضا أسيري، ومجموعة من السفراء والهيئة الدبلوماسية بالكويت وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، افتتحت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت المؤتمر الأول الذي نظمه قسم العلوم السياسية تحت شعار 'التحديات والتحولات أمام دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي في العقد الحالي 2013-2020' خلال الفترة من 25-26 نوفمبر 2013، على مسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح بالحرم الجامعي في الشويخ.
وفي هذا الصدد قال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أ.د.عبدالرضا أسيري إننا في غاية السعادة أن نلتقي بكم اليوم بمناسبة حفل افتتاح المؤتمر الأول لقسم العلوم السياسية تحت عنوان 'التحديات والتحولات أمام دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي في العقد الحالي 2013-2020' والذي يشرف برعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح حفظه الله، كما يسعدني أن أرحب بالحضور الكريم من الضيوف والمشاركين الكرام من داخل الكويت وخارجها في المؤتمر الهادف إلى شرح وتحليل المتغيرات والتحولات التي حدثت في الآونة الأخيرة في الدول العربية وإعطاء تصور مستقبلي للتغيرات التي ستطرأ على منتطقتنا وبيئتنا في جميع المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بغية الخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق.
وتابع قائلاً: ينعقد مؤتمرنا في رحاب جامعة الكويت انطلاقاً من رؤية ورسالة كلية العلوم الاجتماعية وحرصها على تعزيز دورها الحيوي الذي تضطلع به في خدمة الجامعة والمجتمع، من خلال إقامة المؤتمرات الهادفة التي تناقش القضايا المجتمعية الأساسية التي تحتاجها المجتمعات للنهوض والتطور وذلك بمشاركة نخبة عالمية، وإقليمية، ومحلية من المهتمين والمتخصصين في العلوم السياسية والإستراتيجية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لطرح الأفكار واكتساب الخبرات، وتبادل الآراء، واقتراح الحلول، حيث يعد مؤتمرنا هذا جزء من فعاليات كلية العلوم الاجتماعية لهذا العام والتي بدأت الأسبوع الماضي بحلقة نقاشية أقامها قسم علوم المكتبات والمعلومات بعنوان 'التضليل المعلوماتي وأثره على المجتمع'، والندوة التي أقامتها وحدة الدراسات الأمريكية في الأسبوع الماضي بعنوان 'التقارب الأمريكي الإيراني' وملتقى التطور الداخلي الثاني لقسم علم النفس 2014، تحت شعار 'نحو قسم علمي أكثر تميزاً' في الفترة ما بين 19-20 يناير 2014، والملتقى السنوي الرابع لمركز دراسات وأبحاث المرأة بالكلية تحت عنوان 'المرأة والبرلمان...الحاضر والمستقبل' في الفترة ما بين 8-9 ابريل 2014.
وأضاف أ.د.أسيري أن لعل ما يميز مؤتمرنا هذا أنه يأتي ي ظل أحداث متعاقبة جميعها في غاية الأهمية نتيجة لما يشهده العالم العربي من تحولات متسارعة بدءً بالربيع العربي والحرب الأهلية في سورية، والتقارب الأمريكي الإيراني، والصعود الروسي في المنطقة والتوجه العالمي شرقاً باتجاه الصين ودول شرق آسيا والمحيط الهادي، وأيضاً يأتي بعد القمة العربية الأفريقية التي استضافتها دولة الكويت في التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري، ويسبق القمة الخليجية التي ستعقد في شهر ديسمبر القادم ومؤتمر أصدقاء سورية لمساعدة الشعب السوري في يناير القادم، والقمة العربية في شهر مارس المقبل 2014.
وزاد: يأخذ مؤتمرنا طابعاً استشراقياً وتوجهات مستقبلية لمواجهة التحديات الحالية الناتجة عن التحولات السياسية العربية، والتي تهدد الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، كما سيسلط الضوء على جميع القضايا والتحولات التي حدثت في الكثير من الدول العربية والتي تؤثر بتداعياتها على مستقبل الكويت ومنطقة الخليج، ففي ظل تسارع الأحداث على الساحة العربية وتقلباتها وتشكيلاتها وتحولاتها وتناقضاتها، مما ينذر بأن المرحلة الحالية تشكل فعلاً مخاضاً عسيراً لا يدري أحد كيف تكون مرحلة ولادته ولا طبيعة المولود، الأمر الذي ألقى بظلاله على مجريات الأحداث في المنطقة العربية عامة والخليجية خاصة، كما أن الواقع الخاص الخليجي يعيش ذات الحالة مع بعض الاستثناءات، على المستوى الجيوسياسي والأمني والاجتماعي لدول مجلس التعاون الخليجي، وبالتأكيد أن مجموع تلك التحولات التي تعرضت لها الدول العربية خلال الثلاث أعوام الماضية تحتاج إلى دراسة علمية موضوعية لما لها من تأثيرات على مجمل الوضع العربي عموماً، والخليجي على وجه الخصوص، ومن الجدير بالذكر وفي ظل ما تشهده الدول العربية من تغيرات أثرت سلباً على النمو الاقتصادي للمنطقة العربية ككل، فمن المتوقع أن ينخفض متوسط النمو خلال هذا العام بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، لذلك فإن التعاون الاقتصادي بعد الانتهاء من الاضطرابات والنزاعات وعودة الاستقرار إلى المنطقة لهو أمر في غاية الأهمية، وهنا يأتي دور المصارف والمؤسسات المالية الدولية والعربية والخليجية، وذلك لعدم قدرة الدول التي تشهد نزاعات حالياً على القيام بإعادة أعمار ما تهدم بإمكانياتها الذاتية.
وبدوره قال رئيس المؤتمر ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي: يأتي انعقاد المؤتمر في توقيت بالغ الأهمية بالنظر لجملة التحولات والمتغيرات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والنظام الإقليمي والدولي من تحول في موازيين القوى وظواهر ومستجدات تستدعي الرصد والتحليل بمنهجية علمية وأكاديمية.
وأشار د.الشايجي إلى أن التوجه في قسم العلوم السياسية لعقد هذا المؤتمر يأتي في سياق تحمل القسم والكلية مسؤولية في التواصل وخدمة الدولة والمجتمع وهذا جزء من الرسالة الجامعية والأكاديمية حيث أن يتزامن انعقاد المؤتمر مع تحول الكويت لعاصمة القمم والمؤتمرات في المنطقة والذي يعكس السياسة الخارجية النشطة التي تنتهجها الكويت ضمن توجهات وقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، حيث أن في الأسبوع الماضي نجحت الكويت باستضافة اكبر قمة في تاريخها (القمة العربية الأفريقية الثالثة) بمشاركة وفود 71 دولة ومنظمة إقليمية وعربية وإسلامية وافريقية ودولية وخرجت القمة بتوصيات وقرارات مهمة للغاية للمجموعتين العربية والأفريقية.
وذكر أن بعد اقل من شهر ستستضيف الكويت القمة الخليجية الـ34 حيث تناقش تطورات وقضايا مهمة، وفي يناير 2014 ستستضيف الكويت المؤتمر الثاني لمانحي الشعب السوري وكذلك تستضيف الكويت القمة العربية الدورية في مارس المقبل ومن هذا المنطلق يكتسب مؤتمرنا أهمية خاصة لتوقيته ولتزامنه مع القمم والمؤتمرات التي تستضيفها الكويت حيث سيناقش المؤتمر على مدى يومين التطورات والتحولات والتحديات التي تواجهنا جميعا في إقليم بالغ الأهمية وأكثر أقاليم العالم يشهد تغيرات وتحولات بالإضافة إلى التحولات العربية هناك تحولات وتغير في تركيبة النظام العالمي، ومستقبل التحولات في مصر والتقارب الأمريكي وتوجهها شرقا باتجاه أسيا والمحيط الهادي والصين وبالمقابل نشهد الصعود الروسي ودور موسكو المتنامي في المنطقة وعودة القاعدة وزيادة الفرز المذهبي والطائفي في الشرق الأوسط.
وبين أن من أهداف المؤتمر تسليط الضوء على تلك القضايا والتحولات والقضايا والظواهر المستمرة في الكثير من الدول العربية والمنطقة واستشراف مستقبل وادوار اللاعبين المؤثرين وتداعيات التحولات والتغيرات والظواهر وكيف تؤثر بتداعياتها على مستقبل الكويت ومنطقة الخليج العربي في شتى المجالات حتى عام 2020.
وأشار د.الشايجي انه سيتم رفع التوصيات إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح الذي أبدى اهتماما وحرصا شخصيا على متابعة تلك التوصيات وذلك من خلال مساهمة قسم العلوم السياسية والمساعدة مع المشاركين بالمؤتمر لتقديم تصور أكاديمي ومهني لصناع القرار في الكويت خاصة وأن الكويت ستستضيف القمة الخليجية الشهر القادم.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات أ.د.عبدالخالق عبدالله: يسعدني بالنيابة عن ضيوف مؤتمر العلوم السياسية أن أتقدم أولاً بالشكر والامتنان للكويت هذا البلد الخير والمعطاء على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وهو ليس بجديد وكثير على الكويت العزيزة التي تعيش كغيرها من دول المنطقة وسط تحولات مذهلة تتطلب قيادة واعية ويقظة وشعب حريص على وحدته الوطنية وملتزم بدستوره ومحب لديمقراطيته.
وتابع قائلاً: يأتي انعقاد هذا المؤتمر في لحظة تعج بالتحديات والتحولات، وخير فعل القسم عندما اختار عنون لهذا المؤتمر يركز على التحولات بحثاً عن جذورها وانعكاساتها ومساراتها المستقبلية، كما تكمن أهمية المؤتمر في هذا الجمع الكريم من الخبراء والأكاديميين والباحثين من الكويت ومن خارجها، والسؤال المركزي المطروح أمام الجميع: كيف تعاملت الكويت وكيف تتفاعل دول المنطقة مع التحولات الفجائية والمتدفقة؟ وكيف ستؤول إليه هذه التحولات وكيف ستكون عليه الكويت ومنطقة الخليج العربي بحلول 2020؟، الجميع في هذه القاعة بشوق لسماع رؤى ومرئيات الأوراق والبحوث التي ستقدم خلال اليومين القادمين، لكن من المهم التأكيد منذ الآن أن الكويت مرت بتحديات صعبة كل الصعوبة وخرجت قوية ومتماسكة، ومرت دول المنطقة بتهديدات خطيرة في الماضي القريب والبعيد، وهي اليوم أقوى من أي وقت آخر، التحديات والتحولات ليست بجديدة وغريبة على دول الخليج العربي، قدر هذه الدول أن تعيش في منطقة حمراء ومتوترة على مدار الساعة، وقدرها أن تعيش بجوار قوى إقليمية لا يمكن التكهن بنواياها وسلوكياتها.
وزاد أ.د.عبدالخالق عبدالله قائلاً: الخبرة التاريخية الممتدة تشير أن الكويت ومعها بقية دول الخليج العربي تمكنت دائماً من البقاء والاستمرار والتطور والتكيف مع المستجدات بنجاح ملحوظ، الخط البياني لدول الخليج في صعود، وليس لدي شك أن هذا المنحنى السعودي سيستمر وأن الكويت ودول المنطقة ستكون قادرة على استيعاب ما يجري من حولها والخروج بأقوى مما هي عليه الآن، وعلى الرغم من ضبابية الصورة ووجود مطبات ومنعطفات في الطريق، إلا أنني أشعر بالتفاؤل تجاه المستقبل، وأنا على يقين أن دول الخليج ستكون أفضل حالاً وأكثر استقراراً وازدهاراً بل وأكثر اندماجاً وترابطاً وأكثر تأثيراً في محيطها الإقليمي بحلول عام 2020.
وقام مدير جامعة الكويت أ.د.عبداللطيف البدر وعميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د.عبدالرضا أسيري بتكريم ممثل راعي الحفل المستشار في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ سالم جابر الأحمد الصباح، بالإضافة إلى تكريم الجهات الراعية، وتم افتتاح معرض على هامش مؤتمر التحديات والتحولات أمام دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي في العقد الحالي 2013-2020.
تعليقات