السياسة العربية تحت المجهر

زاوية الكتاب

كتب 788 مشاهدات 0


أصبح من المعتاد والطبيعي حينما تجلس في الديوانية أو العمل ان يتحدث الكل عن السياسة بل ويطلقون النظريات والاحكام والحلول لكل القضايا الشائكة على كل المستويات التي عجزت عن حلها كبرى المنظمات الدوليه !! فما الذي حدث وماهو سر هذا التغيير المفاجئ وكيف اصبح الكل سياسيا  بين ليلة وضحاها.

قيل في السياسة انها مهنة من لامهنة له .. ونرى هذا الامر يطبق في واقعنا الحالي فالكل اصبح يتحدث بالسياسية سواءا كان رجل او امراه شابا  او شيخا كبيرا والكل اصبح يحلل ويقيم الوضع بمجرد قيامه بالاطلاع على مقالة لاحد الكتاب او قرائته لتغريده من شخص مجهول او مشاهدته لبرنامج سياسي في احدى القنوات الفضائيه ! ولو فكرنا بالامر قليلا لوجدنا ان سلبيات هذا الموضوع اكثر من ايجابياته وخصوصا في مجتمعاتنا العربيه التي تنظر للامور من زاويه واحده والمعروف ان السياسه وضعت كممارسة لبناء الوطن  وللتخفيف عن الظغوطات الكامنه في صدور البشر ولكن ما يحدث لدينا هو العكس ... فلقد استغلت السياسه في امور اخرى بعيده كل البعد عن الهدف المطلوب  بل اصبح البعض يدخل السياسه بامور تهدف مصالحه الشخصيه حتى وان كانت تضر بالمصلحه العامه فتارة يتحدثون  في الدين والمذهب وتارة اخرى في العرق والجنس تحت مسميات مزيفه لا تمت للموضوع بصلة,وتم بروز قنوات فضائيه مهمتها الوحيده هي خلق حالة من الصراع والفوضى تحت مسمى الديمقراطيه او الراي والراي الاخر,  وبسبب الانفتاح الاعلامي المفرط  اصبح لكل شخص  راي سياسي يتمسك ويتشدق به ويجبر الاخرين على الاقتناع به ومشاركتك له اصبحت شبه اجباريه  بل حتى وان التزمت الصمت فصمتك هو موافقه او رفض من وجهة نظره  ولا يكتفي الاخرون بمشاركتك النقاش بمايعرفون بل اصبحت موافقتك لما يقولون شيئا اساسيا  و اصبح قانون الراي والراي الاخر مرفوضا بل معدوما  لديهم فاما الموافقه على ارائهم وألا  فانت على خطأ  !

الحل من وجهة نظر الكثيرين ممن ارهقهم الوضع الراهن هو اعطاء المسؤليين واصحاب السلطه و الرموز السياسيه المعروفه على الصعيد السياسي مهمة اطلاق الاراء السياسيه والامور التحليليه الني توضح وتعطي صوره واضحه  لمجريات الامور بعيده كل البعد عن التزييف والكذب وان كان هناك اعتراض او أختلاف في الراي فيجب ان يكون في حدود المعقول وان يتم النقاش بالمنطق ووفق اسس ديمقراطيه تكفل للجميع ابداء رأيه دون مضايقات او صعوبات وان لا يتحول الاختلاف الى خلاف من شانه ان يهدم اكثر مما يعمر فتفقد الديمقراطيه رونقها ويغيب المعنى الحقيقي للسياسة لان الشعره باتت مشدودة اكثر من اللازم وما تلبث ان تنقطع ومع انقطاعها تتحول السياسه الى جحيم لايطاق .

منصور جابر الأسعدي

كتب: منصور جابر الأسعدي

تعليقات

اكتب تعليقك