حمد الجاسر: جليب الشيوخ هي قاع الإجرام

زاوية الكتاب

كتب 498 مشاهدات 0


في انتظار «تحرير» جليب الشيوخ! كتب:حمد الجاسر * هناك شيء ما يربط الجنسية البنغلاديشية بالجريمة في الكويت والخليج عموما، نعم ،صحيح ان الجرائم تنتج عن الجميع - وللكويتيين نصيبهم منها - ولكن حين يتصل الأمر بالبنغلاديش فإن للجريمة بعدا آخر، فبعض هؤلاء لديهم من القدرة على تعلم الجريمة واتقانها وتنظيمها وتطويرها بل واكتساب حصانة من القانون واجهزته ما ليس لأي جنسية أخرى. وهذه ليست مقالة عنصرية ضد اخواننا البنغال فمن المؤكد ان أغلبية من هذا الشعب المسلم الفقير تأتي الى الخليج بحثا عن لقمة العيش لا عن المشكلات، ولكن كثافة الوجود البنغالي في عالم الجريمة في الكويت كمّا ونوعا، ووجود العنصر التنظيمي القوي بين عصابات هذه الجنسية، وقدرتها على ادارة شبكات تتمكن في بعض الحالات من رشوة بعض العناصر الأمنية وتحييدها او حتى تجنيدها، امر يثير المخاوف ويستدعي انتباه الدولة وحزمها. والمشهور عن العمالة البنغالية انها غير متعلمة او مدربة، والفرد فيها يعمل في أي مجال ويتقبل أي وضع مهما كان حقيرا وغير انساني ولا يتذمر من سوء المعاملة، وهذا ما جعلها تحتل قاع سوق العمل في الكويت، خصوصا عند كفلاء من المواطنين لا يخافون الله في العامل، ويضعونه في أوضاع من السكن والطعام والمأوى لا تصلح حتى للدواب، ولكن قاع سوق العمل هو ايضا بيئة صانعة للجريمة، وعامل يحصل على 20 دينارا شهريا سيفكر في لحظة ما بسرقة فتحات المجاري الحديدية وبيعها، ثم سيسرق مواد بناء او اثاثا في مبان تحت الصيانة، ثم يطمع في مال أكثر فيقتحم منازل ويسرقها، وقد يخطف خادمة آسيوية من أجل الجنس ويجعلها مومسا تحت الإكراه ويجني منها الأموال، وقد يدخل عالم المخدرات بعد ذلك لأنه أكثر ربحا، واذا فعل ذلك كله ونظم نفسه أكثر تجرأ أكثر على الدولة المضيفة التي لا تخيف ولا تردع. وصارت لدينا شبكات من العصابات البنغلاديشية وأوكار لها في مناطق على حدود العاصمة ولاسيما جليب الشيوخ. ولا ننسى ما حدث العام الفائت في جليب الشيوخ عندما جاءت فرقة المطافئ بعد بلاغ عن حريق، لتكتشف ان العمارة المقصودة ما هي إلا سجن كبير فيه عشرات من الآسيويات المخطوفات اللاتي يجبرن على الدعارة، وفي العمارة زنازين من حديد وغرف سجن تديرها عصابة، ولها زعيم يفرض سطوته على مواطنيه في الكويت، ويأخذ منهم أتوات وربما ينفذ عقوبات ضد من يعصيه منهم، بينما صاحب العمارة الكويتي آخر من يعلم أو يهتم، ويكفيه أخذ الايجار نهاية الشهر. جليب الشيوخ - بفضل العصابات البنغالية أولا - هي قاع الاجرام في الكويت حاليا رغم جهود كبيرة يبذلها رجال الشرطة، وحملات تفتيش ودهم، لأن الأمر يتطلب أكثر من جهود متفرقة أو حملات موسمية من ضباط وأفراد من الشرطة، الأمر يتطلب إعادة النظر في سياسة الهجرة والاستقدام، ويتطلب اعادة النظر في قانون الجزاء وفي اجراءات تنفيذ الاحكام، ويتطلب ايضا تطهير السلك الأمني من العناصر الفاسدة. وقد لاحظت - وبسعادة - تزايد وتكاثف الحملة التي تنفذها وزارة الداخلية في الآونة الاخيرة ضد شبكات الدعارة - وأكثر القائمين عليها هم من البنغلاديش -، وهذه جهود يشكر عليها اخواننا في السلك الأمني وتحسب للوزير الشيخ جابر المبارك الصباح، ولكن - كما قلت - المشكلة ليست بوليسية فقط، المشكلة تتعلق بسياسة الدولة من الوافدين، وأنا أطالب الحكومة بمعاقبة الفئة الوافدة التي ترتكب أعلى معدلات الجريمة سنويا، بوقف منحها تأشيرات الدخول، ولن أفاجأ إذا ما أظهرت الاحصاءات ان هذه الفئة هي البنغلاديش. وجليب الشيوخ لم تعد منطقة متخلفة في أقصى جنوب المدينة يمكن تجاهل ما يحدث فيها، فالمناطق النموذجية الكويتية وصلتها وأحاطت بها، وصار بالقرب منها منشآت جماهيرية مهمة مثل: استاد جابر ومجمعات سكنية وتجارية ناشئة، وبالقرب منها ستنشأ جامعة الكويت الجديدة وجامعات اخرى خاصة، وتصوروا ان عشرات الآلاف من طالبات الجامعة سيمررن يوميا بجليب الشيوخ حيث أعتى العصابات الآسيوية، وهن متوجهات الى الجامعة، نسأل الله السلامة.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك