سليمان الخضاري لرئيس الوزراء: الناس تعبت!

زاوية الكتاب

كتب 1256 مشاهدات 0


الراي

فكر وسياسة  /  إنها أزمة ثقة.. طال عمرك!

د. سليمان الخضاري

 

بعيدا عن الكم الهائل من الكوميديا السوداء التي لونت ردة فعل الكثير، إن لم يكن الغالبية من الناس، تجاه ما صرح به سمو رئيس الوزراء حول انتهاء دولة الرفاهية، وبعيدا عن موضوع الدقة في نقل تصريحه هذا وهل جاء بصياغة معينة أو سياق محدد من عدمه، إلا أن المرء لا يستطيع إلا أن يواجه وبمنتهى المرارة، حقيقة أن أحد أعمق أزماتنا في هذا المجتمع هي... أزمة ثقة!
هذه الحقيقة ظاهرة للعيان بوضوح ولا أحتاج بالتأكيد لإثباتها في هذا المقال البسيط، وليس بجديد تناولها في الصحافة أو وسائل الاعلام، لكن الهدف من طرحها هو تذكير سمو الرئيس بحقيقة وفداحة المشكلة، إذ ان إطلالته الكريمة علينا من وقت لآخر بتصريحات غير محددة المعنى وغير مكتملة الإيضاح لا تؤدي إلا إلى زيادة حجم المشكلة والسخط الشعبي على حكومة سموه!
وفي الحقيقة، فإن زيادة جرعة التناول المباشر لبعض القضايا المهمة من قبل القيادات العليا في الجهاز التنفيذي للدولة هي بلا شك أمر محمود، إلا أن عدم اقتران ذلك بوجود منهج محدد يتم وفقا له تحديد الأولويات وقياس مزاج الرأي العام وكيفية مقاربته بشكل يقلص المسافات بين القيادات التنفيذية والشعب لا يؤدي للأسف إلا إلى المزيد من التعقيد في العلاقة بين الطرفين، حيث يشعر المسؤول أنه يقوم بما عليه من جهد لازم في اتجاه كسب ثقة الناس، ويشعر الناس في المقابل أن تصريحات المسؤول لا تقارب همومهم ولا تتفق مع أولوياتهم، ما يزيد حنقهم وخيبتهم، ويضحي الوضع عندها أشبه بحوار الطرشان!
ولا نعرف في الحقيقة من هم الدائرة المقربة من سمو رئيس مجلس الوزراء في ما يخص قضايا التواصل الاعلامي مع الجمهور ونوعية التصريحات التي يختارها وتوقيت إصدارها، لكننا نشير على سموه أن يحاول ألا يستمع وبشكل مطلق لمن يحاول تصوير كل ردود الأفعال السلبية على تصريحه الأخير وكأنها خرجت من مجموعة صغيرة من «شلة» مغردين أو كتاب، أو أنها تعكس بالضرورة ذلك النمط المتكرر والمعروف عن الشعب الكويتي بأنه شعب «يتحلطم عمال على بطال»!
رجائي الأخير من سموه هو أن يحاول أيضا ألا يقرأ كل هذه الردود السلبية في سياق الاصطفاف مع طرف ضد آخر، إذ ان الناس فعلا وبكل صدق... تعبت!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك