عن حكومة النونو المصرية!.. يكتب علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 769 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  الحكومة النونو!

علي أحمد البغلي

 

تاريخ المصريين مع الفكاهة والانتقاد السياسي تاريخ قديم، يمتد لآلاف السنين، فقد كشفت بعض الحفريات أخيراً رسوماً شبه كاريكاتيرية لحيوانات ترمز لانتقاد الشعب لتصرفات فراعنة ذلك العصر، عن طريق التورية الحيوانية، اي تغليف النقد بقصص حيوانية، لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة ما المقصود بها!

وقد كان المصريون ينكتون على حكامهم كلهم حتى وصلنا لعبد الناصر، الذي كان يحكمهم بالحديد ومخابرات صلاح نصر، ومع ذلك لم ينجُ من تهكمهم وسخريتهم، لا بل يقال انه كان دائم السؤال عن اخر نكتة عنه، ليضحك ملء عبيه عليها مع انه هو المقصود بها!

ولم ينجُ لا السادات ولا حسني مبارك من تهكم المصريين اللاذع، ولكن اكثر من وجهت له نكت وتعليقات المصريين - وبحق - كان الاخوانجي محمد مرسي العياط، وكان مرسي بتصرفاته الساذجة تارة، والهوجاء تارة، وغير المدروسة تارة اخرى، صيدا سمينا سهلا لإخواننا المصريين وسخريتهم.

* * *

الدكتور المصري باسم يوسف، هو اكثر من استلم مرسي والاخوان بالسخرية، وساهم في جزء ملموس باطاحة حكم الاخوان ومرسي، وتجييش الشعب ضدهم، برنامج باسم يوسف توقف منذ اطاحة مرسي منذ ثلاثة اشهر، ولكنه رجع الاسبوع الماضي منتقداً الجميع!

فقد مست انتقاداته حكم الاخوان ومرسي وحكم الرئيس المؤقت عدلي منصور، وطالت انتقاداته قائد الجيش عبدالفتاح السيسي ومحبيه، البرنامج الاخير اشعل الجدل السياسي بين المصريين، وقد تقدم عدة نشطاء للنائب العام المصري الاسبوع الماضي، عقب بث البرنامج، بشكوى ضد باسم يوسف بتهمة الاساءة للجيش.. وقد رد المذيع على منتقديه بالقول: ان المصريين يتقبلون السخرية التي ترضي مزاجهم فقط، في اشارة الى رضا قطاعات كبيرة ممن يهاجمه اليوم على ما كان يقدمه ضد مرسي وحكم الاخوان في السابق!

وقد آلمنا ذلك التحرك من النشطاء المصريين ضد باسم، فقد كان عليهم ان يثبتوا لجميع العالم وللإخوان ومحبيهم ان صدرهم يتسع للنقد والرأي والرأي الآخر، حتى لو وصل لدرجة السخرية والنكتة التي تجري في دم كل مصري.

* * *

شعبان عبدالرحيم، او شعبولا، المطرب الشعبي الشهير، الذي كانت له اغان نالت شعبية كبيرة في الماضي مثل «احب عمرو موسى واكره اسرائيل»، ويقال ان هذه الاغنية سبب نفور حسني مبارك من عمرو موسى لمنافسته على الشعبية.. شعبان عبدالرحيم اطلق الاسبوع الماضي اغنية سياسية عن الوضع المصري الراهن اثارت الضجة والاعجاب لتعبيرها بدقة عن ذلك الوضع، فالاغنية عنوانها «النونو مسيره يكبر» والنونو اي الصغير المقصود به الحكومة المصرية الحالية، التي ما زال اداؤها مخيباً لآمال كثير من المصريين!.. شعبان ألحق لازمته الشهيرة «ايييه» وراء كل مقطع من الاغنية التي تقول: بقينا على الحديدة.. والناس تعبانه موت.. عايزين حكومة شديدة.. ما تخافش ولها صوت.. يا حكومة فيكي وفيكي.. وماشية كده بالزق (الدفع) الرحمة الله يخليكي.. الناس خلاص هاتطق.. في ناس مالهاش ملامح.. عايشين في كل عصر.. قال ايه عايزين نسامح.. اللي قال طز في مصر اييييييه.

وهكذا تمضي الحياة بالمصريين بين مشقة العيشة والسخرية.. كان الله في عون اشقائنا اهل مصر وازال الغمة عن تلك الامة.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك