هل يستطيع المجلس والحكومة طي صفحة الماضي؟!.. الخرافي متسائلاً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 2, 2013, 12:19 ص 932 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / طي صفحة الماضي
سامي الخرافي
لا شك أن الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، خلال دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الـ 14 لمجلس الأمة، رسم معالم طريق واضحة لعمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وحدد أولويات الإنجاز المطلوبة، خصوصا حين أكد سموه ان «أهم أولوياتنا دائما وأبدا حماية أمن الكويت داخليا وخارجيا وتأمين الاستقرار وسيادة القانون وأنه لا تهاون أو تساهل في ذلك»، و«أن مظاهر الخلل التي تعيق مسيرة العمل الوطني هي حصيلة أخطاء وممارسات سلبية، تراكمت عبر الزمن، وتكرست معها الكثير من المفاهيم الخاطئة الضارة»، مشددا سموه على أنه بات من الضروري تصحيح هذه المفاهيم وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح.
وهذا الخطاب ينبغي أن تسارع السلطتان إلى العمل به وتجاوز المرحلة السابقة من التأزيم التي عاشتها الكويت، وأعتقد انه آن الأوان لطي صفحة من الشد والجذب والالتفات إلى ما يحقق للكويت التقدم والازدهار والتنمية التي هي هدفنا جميعا.
ولعل ما يلفت الانتباه، بل ويثير الاستغراب، أن كلمتي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تطرقتا في وقت واحد إلى ضرورة تعاون السلطتين والإصلاح لكي يرى المواطن الإنجازات حقيقة واقعة بأم عينه، فقد قال الغانم: «إنني إذ أقدر بالغ التقدير رغبة الحكومة الموقرة في التعاون الإيجابي مع مجلس الأمة فإنني أؤكد كذلك على جدية المجلس إن شاء الله على ترسيخ التعاون بين السلطتين غير أن ذلك ستكون له مؤشرات مهمة سيأخذها المجلس بالحسبان وفي منتهى الجدية ولن يتوانى في استخدام أدواته الرقابية إذا لم تكن بالمستوى المطلوب، علما اننا ننظر دائما إلى المساءلة السياسية الموضوعية باعتبارها أداة إصلاح لا وسيلة إقصاء وننظر إلى الرقابة المسؤولة باعتبارها أسلوب تصحيح لا أداة تجريح».
أما سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك فقد قال أيضا: «إن الحكومة ترحب دائما بكل توجه إيجابي أو نقد موضوعي بناء، وتحرص على العمل معكم من أجل إحداث النقلة النوعية المطلوبة لتفعيل الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرار وتحمل التبعات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية».
ويبدو واضحا من الكلمتين أن المجلس والحكومة لديهما رغبة حقيقية في التعاون والإصلاح، ولامسا أبرز المعوقات والتحديات التي كانت تقف في طريق الإصلاح والإنجاز، إلا أن السؤال الذي يطرحه كثيرون من أبناء الكويت: هل يستطيع المجلس والحكومة طي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة؟ وإذا كان رئيسا السلطتين راغبين في التعاون والإصلاح وإنجاز أولويات المواطنين، فلماذا الاختلاف إذن؟ وهل تنجح السلطتان هذه المرة؟ نأمل ذلك.
تعليقات