تقارب حلفاء الباطن 2-2 بقلم محمد البنوان

زاوية الكتاب

كتب 1084 مشاهدات 0

محمد سعود البنوان

تقارب حلفاء الباطن 2-2
 
استكمالا لما سبق

قد تكون جيوسياسية المنطقة والبعد الايدلوجي للخطر الايراني هو التهديد الاساس لانظمة الحكم المحلية في دول الخليج العربي كما انه قد يكون المؤثر الابرز للوضع السياسي والامني الداخلي لتلك الدول وبمحصلة ما تم ذكره في المقال السابق يتضح ان المرحلة التاريخية  الممتدة منذ عقدين وتحديدا منذ غزو النظام البعثي للكويت إلى هذه اللحظة كانت مرحلة تمدد للهيمنتين الغربية والايرانية على القرار السيادي لتلك الدول عبر مؤثرات الضغط المختلفة ابتداءا من تحريك خلايا مشبوهة ذات ولاء ايراني خارجي من طرف النظام الفارسي وانتهاءا بضغط غربي تغريبي على تلك الدول مقابل حمايتها من قبل الانظمة الغربية وتحديدا الولايات المتحدة ويبدو ان استراتيجية الصراع ونظرة متخذي القرار والمحللين السياسيين التابعين للسلطات في تلك المرحلة كانت تعول ووبشكل كبير على التصادم الغربي الايراني باعتباره حجرا لابعاد المنطقة عن مخاطر حرب قد تؤثر عليها على المديين البعيد والقريب.

ولكن تلك النظرة قد تتغير ان لم تكن تغيرت بعد ذلك التقارب الظاهر في الملفين السوري والنووي الايراني مما اخرج ملفات تصور الخلاف بين العدوين اللدودين على انه خلاف ظاهري بينما الاساس فيه كان مبدا الشراكة وليس الصدام على حساب البلدان العربية ودول الخليج تحديدا وذلك ان تقوية الطرف الاضعف وهو الايدلوجية الايراني ضد الايدلوجية الاكبر والاقوى وهي ايدلوجية غالبية الشعوب العربية قد تكون صراعا ملهيا لتلك الدول عن خطر تمدد الكيان الصهيوني وبعد ما حصل وبعد الرد القاسي من وزير الخارجية السعودي ضد السياسيات الخارجية للادارة الامريكية فيما يتعلق ببعض قضايا الشرق الاوسط يتضح جليا ان مبدا الرد على تلك التصرفات قد ياخذ منحنى كبيرا.

فقد ذكرت وكالة رويترز نقلا عن رئيس المخابرات السعودية وتحديدا في تاريخ 22-10-2013 قوله بان المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولايات المتحدة لعدم تحركها بشكل فاعل في الملفين السوري والايراني وقد يكون هذا سببا في عدم قبول السعودية لمقعد غير دائم في مجلس الامن مما شكل نوعا من انواع الاحراج لما يسمى بالسياسة الدولية.

كما ان كثيرا من العقود المبرمة مع الولايات المتحدة والتي تصل إلى مليارات الدولارات قد تكون في موضع تهديد خصوصا مع استمرار تاثيرات نسبية للازمة المالية العالمية وتاثيرات سقف الدين الامريكي وزيادته مؤخرا كما ان بروز الملف البحريني مجددا مع تصريحات وزير الخارجية السعودي المنتقدة للسياسة الامريكية حيال هذا الامر قد تلقي بظلالها اكثر على المشهد القاتم لتلك السياسة وكون السعودية مركز لدول الخليج والقوة الفاعلة المؤثرة فيه فان قرارات بقية الدول قد تكون تابعة لتلك السياسة كما ان تحول السياسة الخارجية الامريكية اتجاه اسيا والتعريض بان المساعدة العسكرية الامريكية لدول الخليج في حال بروز واجهة ايرانية خليجية لن تكون وفقا لما كان يامل ويتصور البعض فان الامن القومي لاكثر من 6 دول تصدر 60% من اجمالي ناتج النفط العالمي قد يكون مهددا تهديدا مباشرا وعلى هذا فالبحث عن حليف استراتيجي جديد مؤثر بديلا عن خيانات الولايات المتحدة قد يكون هو الشغل الشاغل لمتخذي القرارات السياسية في دول الخليج حاليا وان كان الاساس الذي يجب ان يعتمد فيه عدم البحث عن حليف غربي او شرقي كون ان السياسات تتبدل وما جرى مع الولايات المتحدة الامريكية قد يتكرر مع الصين او مع فرنسا كونهما مقترحتان كحليفين استراتيجيين اخرين بطبيعة الحال لتعارضهما سياسيا واقتصاديا مع الادارة الامريكية.

فان الاعتماد على الدول ذات البعد الشرعي الاسلامي هو الحل الامثل لحل معضلة فقدان حليف الردع الاستراتيجي وعدم وجود تلك الدول لا يعني عدم امكانية اقامتها فقبل سنوات وتحديدا 1999لم تستطع ايران مهاجمة افغانستان بعد مقتل عدد من دبلوماسييها هناك على ايدي طالبان بعد تهديد احد افراد الحركة بتجييش 300 الف مسلح طالباني لصد اي هجوم ايراني وباعتبار ان 65% من اراضي افغانستان قد اثصبحت تحت السيطرة الافغانية الطالبانية فان بروز قوة اسلامية مدعومة خليجيا عبر التمويل والاعداد افضل من دعم مجموعة من الليبراليين والوطنيين الذي لم يستطيعوا حمياة انفسهم وما طارق الهاشمي في العراق وسعد الحريري في لبنان إلا مثالان واضحان حول فشل سياسة دعم ما يسمى بالمعتدلين وان المستقبل في الغالب والعلم عند الله سيكون صراع مذاهب اسلامية بالسيف لا بالخطب.

محمد سعود البنوان

كتب: محمد سعود البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك