نبيلة العنجري توصي رئيس الوزراء بالشباب

زاوية الكتاب

كتب 830 مشاهدات 0


رسائل إلى سمو الرئيس.. هل وصلت؟!

لدينا الكثير من الشخصيات الشبابية المتميزة، والتي تتمتع بكفاءة وخبرة وقدرة على القيادة، فهل ستشارك في الحكومة؟

سمو رئيس الوزراء، أعلم أن كثيرا من الرسائل وصلت إليك، من مختلف أطياف المجتمع، سواء مكتوبة أو منقولة، أو عبر وسائل الإعلام، .. وأعلم أنك تشعر بتذمر الناس، ووصول همسهم بالشكوى إلى أصوات عالية مدوية في بعض الأحيان.
 
وأكاد أجزم أنك على دراية بأوضاع البلد، وما وصل إليه الحال من تردٍ في كل مفاصل الحياة على أرض دولتنا الحبيبة.. لذا فمع علمك بكل هذا وبما أنك قبلت أن تكون مسؤولا عن رئاسة السلطة التنفيذية التي بيدها كل مقدراتنا وأصولنا، فعليك أن تتقبل النقد.
 
ندرك أن الظروف ربما فرضت تشكيلات معينة للحكومة وطريقة محددة للإدارة منذ توليك المهمة، وكانت حكوماتك أشبه بحكومات تصريف العاجل من الأمور! أو لنقل كانت أشبه بحكومات مؤقتة! لكن رغم ذلك لا عذر لسموك عندنا، لأنك لم تغير هذا النمط، ولم تقدم ما يشفع لك.
 
وهنا اسمح لي بأن أطرح عدة نقاط وتساؤلات مهمة على طاولة سموك للتفكير فيها، وتحديد مدى أهميتها في إدارة الحكومة:
 
• ما معايير اختيار القياديين ومن يضعون السياسات العامة، بدءا من الوزراء وانتهاء بالمديرين العامين ونوابهم في المؤسسات، وهل جرى تقييم فعلي لهؤلاء القياديين من حيث التعليم والخبرة والإمكانات والأهم من ذلك ما حققوه من إنجازات؟!
 
• هل هناك فرق متخصصة تتابع ما يحدث في واقعنا المحلي، وتزودكم بما ينتاب المواطنين من مشاعر الاستياء والامتعاض أو الرضا والقبول تجاه القضايا المختلفة؟!
 
• هل عقدت جلسات فحص دقيق في كل القطاعات لمعرفة مواقع الخلل وسبل معالجتها؟

• هل يتم تقييم مدى تأثير خطط الحكومة ونتائجها؟

• هل هناك ثقة بمن حولك من مستشارين وقياديين، ومدى قدرتهم على توضيح الصورة الكاملة لأوضاعنا بشكل سليم؟ وهل هناك نية صادقة لحل كل المسائل والانطلاق نحو الإصلاح؟
 
• وهل مستشاروك يبدون وجهة نظرهم وملاحظاتهم دون مجاملة لك أو خوف على كراسيهم؟

• سمو الرئيس، لماذا لا يكون هناك لقاء دوري، شهري أو نصف سنوي، ينظمه جميع القياديين والمسؤولين كل حسب مكانه، كما يحدث في الدول المتقدمة لاستعراض الخطط والرؤى مع الشعب وتوضيح مدى سيرها ونسبة نجاحها أو إخفاقها؟
 
سمو الرئيس، إن حكومتك تضمّ أعضاء يحملون شهادات علمية مميزة، ومنهم من درس في جامعات عريقة على مستوى العالم، إلا أن أغلبهم لم يتدرج في دهاليز العمل الحكومي.
 
أقول ذلك وأنا أعلم تماما أن لدينا الكثير من الشخصيات الشبابية المميزة، تتمتع بالكفاءة والخبرة والقدرة على القيادات وصنع التغيير الإيجابي الذي يتمناه المجتمع، لكن هذه الشخصيات يئست ولم تجد ما يشجعها على دخول الحكومة.
 
ولا شك يا سمو الرئيس أن لدينا الكثير من هؤلاء الشباب المبدع، لكن قد يكون سبب ابتعادهم معروفا لديكم ولم تجدوا السبل الكفيلة بجذبهم لتولي المناصب القيادية، فهل عملتم على تهيئة الأجواء المناسبة للاستفادة من هذه العناصر، بدلا ممن أمضوا سنوات في مواقع حيوية من دون إنجاز أو تطوير؟
 
وفي المقابل، فإن كثيرا من أصحاب المناصب الحكومية يحتاجون إلى التقييم وعمل استفتاء حول أعمالهم وإنجازاتهم، فمصلحة الوطن ومستقبل أبنائه يجب أن يكونا فوق أي اعتبار.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

نبيلة مبارك العنجري

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك