لمن الولاء اليوم؟! محمد الدوسري متسائلا
زاوية الكتابكتب أكتوبر 21, 2013, 12:28 ص 841 مشاهدات 0
لمن الولاء اليوم؟
جريمة كبرى ترتكب في حق الشعوب العربية المسلمة خلال العقود الأخيرة، قائمة على تربية أجيال بأكملها على الولاء للأشخاص، سواء أكان حاكما أم أسرة أم وزير دفاع أم رجل دين، ويأتي هذا الخلل ليوضح المأزق الذي تصنعه أنظمة حكم فاشلة اعتمدت في حكمها على السطحية، وعلى تقريب سقط المتاع من القوم، بعيدا عن العقليات الفذة لرجال عظام، وجدوا أنفسهم سجناء حق في زنازين الطغاة.
لمن الولاء اليوم؟، سؤال يعرف الجميع إجابته، فالولاء لم يعد للهوية الإسلامية أو للوطن في المقام الأول، بل للزعيم الرمز القائد الملهم، أو للأسرة المسيطرة على الوطن، أو لوزير دفاع هو الرجل الأول في الدولة رغم وجود رئيس لها ومؤسسات أخرى، أو لرجل دين أصبح هو المرجع لأعداد كبيرة من البشر، ليتراجع الوطن ويتراجع الولاء للهوية الدينية التي انتشلت العرب من التخلف والضياع، وصنعت لهم مجدا عظيما لم يتحقق إلا بهذه الهوية.
الأزمة الكبرى التي ترتبط في مفهوم الولاء خلال العقود الأخيرة، أن الارتقاء والصعود في الدولة أصبح يرتبط بهذا الولاء الخالص للفرد، لتتحول هذه الشعوب إلى مجاميع من المنافقين والمتزلفين رغبة في الحصول على رضاء هذا الشخص، ليخلق هذا الوضع طبقة كبيرة من المنتفعين الفشلة الوصوليين، تقوم بإدارة الدولة لتسير إلى فشل يتلوه الفشل في كل مرة، ولإثبات هذا الكلام، ما عليك أخي القارئ إلا النظر في حال الدول العربية ووضعها عالميا، وفشلها في حماية أمنها القومي أو حماية قضاياها العادلة لتعرف ذلك.
عندما يصبح معيار الارتقاء في الدولة هو الولاء للشخص لا للهوية الإسلامية أو للوطن، فإن المتوقع هو الانهيار والفشل المتسارع، الذي سيؤدي في النهاية إلى الدخول في حقبة مظلمة، وهو الأمر الذي أصبح ماثلا للعيان هذه الأيام، سواء على المستويات المحلية داخل أغلب الدول العربية، أو من خلال العلاقات الخارجية وتراجع الاهتمام بالمنطقة من رب الأنظمة العربية أميركا.
هي دعوة صريحة لإعادة صياغة مفهوم الولاء، ولمن يقدم، فمن يريد أن تبقى النعم وتستمر، ومن يريد أن يبقى الأمن والأمان حاضرا طوال الوقت، عليه أن يعرف كيف تبنى الأمم وكيف تستمر، وكيف تنتهي أيضا، ومن لا يشاهد احتضار أغلب الأنظمة العربية هو واهم، ولا يريد أن يصدق ما يجري أمام عينيه.
محمد مساعد الدوسري
تعليقات