منتقدا النائب الحربش لاعتباره الهجوم على النبي من الظواهر السلبية، أحمد البغدادي يحمل بعنف على السلف ويراهم لايستحقون هذه التسمية لما ألحقوه بمصطلح السلف من إسفاف وابتذال ومتاجرة بالدين
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2008, منتصف الليل 779 مشاهدات 0
أحمد البغدادي
آكلو السُحت وأشياعهم
حين عجز النائب الحربش عن الرد على تعليقي الخاص حول طبيعة الظواهر السلبية في ندوة جمعية الخريجين يوم الاثنين الماضي, تطرق إلى قضية النبي (صلى الله عليه وسلم) التي حدثت العام 1999, معتبراً أن هذه القضية من الظواهر السلبية, مستغربا من كيفية خروجي من السجن قبل المدة المقررة, ناكراً على سمو الأمير الراحل حقه الدستوري في إصدار العفو. وكلنا يعلم أنه لولا الدنس الذي نشره التيار الديني حول القضية لما وصلت الأمور لما وصلت إليه, لأن هناك أكاديمياً كويتياً أستاذ جامعة ووزيراً سابقاً قال نفس ما قلته, بل ونشره في صحيفة يومية, ومع ذلك تم تغريمه خمسين ديناراً فقط لا غير, ولم يعترض التيار الديني على الحكم. إذن القضية هي قضية ' من القائل ' وليس ' ما قيل ', وقد أدى انتشار الدنس الذي أثاره الإسلامويون إلى نجاسة المجتمع كله. لكن حيث أنك فتحت الموضوع, فقد وفرت لي الحق في الرد بما يتعلق بك وبالآخرين من جماعة السلف, الذين لا يستحقون هذه التسمية لما ألحقوه بمصطلح السلف من إسفاف وابتذال بسبب متاجرتهم بالدين واستغلالهم لمناصبهم السياسية لتحقيق مكاسب خاصة. وبالتالي عليك أن تتحمل ما يرد في هذا المقال:
أقول وعلى الله سبحانه الاتكال, إن الجماعة السلفية التي تنتمي إليها قد سكتت عن المنكرات ( وليس فقط الظواهر السلبية ) في السياسة والمجتمع من النواحي التالية:
1- أنت تعلم تمام العلم أن كل مكسب مالي يحصل عليه الإنسان من خلال استغلال منصبه هو مال حرام في جوهره, وبالتالي فإن من يأخذه ويقبله إنما يأكل في بطنه ناراً, لأنه مال سحت. ولا شك أن بعض النواب الحاليين ومنهم من ينتمي إلى السلف قد استغل منصبه النيابي ليحصل على معاش تقاعدي استثنائي من مجلس الوزراء بدون وجه حق, وما كان ليحصل عليه لولا منصبه النيابي, مصدقاً لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم) عمن يحصل على مال نتيجة وجوده في المنصب بدون وجه حق ' هلا جلس في بيت أبيه أو أمه, فينظر أيهدى إليه أم لا'? وبالقياس نقول ' لو أن هؤلاء لم يكونوا نواباً في البرلمان هل كانوا سيحصلون على هذا المعاش التقاعدي الاستثنائي من دون الكويتيين قاطبة? طبعاً..كلا. وبالتالي هو مال حرام وسحت, يوصل آكله إلى جهنم في الآخرة.
2-النواب المتدينون الذين صمتوا وسكتوا عن هذا الفعل الذي لا يقره الإسلام ( ولا تصدق حكاية أنه مال منحة من ولي الأمر, السخيفة, لأنها لا تدخل عقل عاقل, كما أنها تبرير غير منطقي وغير شرعي يراد به الضحك على الناس وتبرير أخذ المال الحرام ). هؤلاء النواب مشاركون في جريمة أكل المال الحرام. وما صمتوا عن الخطأ الواضح إلا محاباة لأشياعهم, وبالتالي ارتكبوا محرماً في الدين.
3- أنت تعلم أن هناك صحيفة يومية وقناة فضائية تم شراء الأولى وتأسيس الثانية بمال حرام, وأكثر الكتاب ومقدمي البرامج فيهما من الملتحين والمتدينين, أليس هذا أكل سُحت?
4- أنت تعلم كنائب أن قيام ثلاثة عشر نائباً من التيار الديني بالانسحاب من العريضة النيابية التي تطالب بالتحقيق في المصروفات السرية لمجلس الوزراء, إنما هي ثمن التأييد الذي حصلت علية جمعية إحياء التراث من مجلس الوزراء. وسأترك لفقهائكم مدى حرمة هذا الفعل.
5- أنت تعلم أن المال السياسي مال حرام لأنه استخدام للمال بصورة غير شرعية, وبالتالي يمكن بسهولة إدخال المعاش التقاعدي الاستثنائي لنواب السلف ضمن هذا المال المحرم.
6- والآن لنضعك أمام هذا الاختبار ولننظر هل تنتصر للنبي ( صلى الله عليه وسلم) أم لا: كنائب بإمكانك أن تطلب من وزير الأوقاف تزويدك بفتوى ضد أحد كتاب ' الوطن ' من جماعة السلف, كتب مقالاً نال فيه من أم النبي ( صلى الله عليه وسلم). وقد تم إخفاء هذه الفتوى أيام الوزير النائب سابقاً أحمد باقر. وللحق لا أدري مدى مسؤوليته في الأمر. لكن الحاصل أن الكاتب هرب من العقاب لأنه من جماعة السلف, أو لأنه من كتّاب الوطن, لأن جماعتكم من يصير في القضية شيخ ارتعدت فرائصهم. وأنا بالانتظار.
وختاماً نبارك للنواب السلف الذين حصلوا على هذا المال الحرام, المال السياسي, المقتطع من المال العام بدون وجه حق. وإذا كنت فعلا تؤمن أنه ليس مال حرام, فلتكتب لنا ردك.....................ولا أظنك تجرؤ رغم حصولك على دكتوراه في الشريعة!! شريطة أن يكون الرد في صحيفة ذات مال حلال.
تعليقات