كارثة الكويت في فساد المواطن نفسه.. الدعيج مؤكداً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 13, 2013, 1:02 ص 1702 مشاهدات 0
القبس
أوقفوا الضرب.. يوقفوا الرقص
عبد اللطيف الدعيج
منذ أن حلّت السلطة مجلس الأمة حلا غير دستوري في عام 1976، منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم توضع في الكويت طابوقة فوق طابوقة، أو «لبنة على لبنة» كما في الأغنية الوطنية. مع هذا فإن مجمل الدخل النفطي تم استهلاكه.. او بالأحرى سرقته. تفننت السلطة مع المجاميع المتحالفة معها في الاستحواذ على المدخرات والدخل الوطني. من زيادة الرواتب والبدلات الى المنح والعطايا، من زيادة قروض الإسكان إلى تقديم الآلاف للمحظوظين كدعم للأثاث، الى اسقاط القروض والمديونيات. في المقابل استولى المتنفذون على املاك الدولة، سواء على شكل قسائم او شاليهات او جواخير او حتى ساحات عامة.
الكل شارك ولا يزال يشارك في النهب «المشروع» لممتلكات الدولة واموالها. واذا كان المتنفذون او الحيتان الكبار كما يسمونهم هذه الأيام ينهبون، فهم على الاقل ينهبون بـ«سكات» ومن دون تذمر او إزعاج للآخرين، او حتى تقنين لما ينهبون. ما يسمى بالمواطنين او ذوي الدخل المحدود، هم المستهلكون او بالاحرى المستحوذون الكبار على الدخل الوطني. ومع هذا فهم من يملأون الدنيا ضجيجا عن حماية المال، وهم من يشرعون القوانين لحماية الاستحواذ وإكسابه المشروعية. ومع هذا فهم يئنون، يشتكون ويدعون إلى الإصلاح ايضا!
ليس هناك أدنى شك في سوء الإدارة السياسية للبلد. وليس هناك شك على الإطلاق في تنامي قوى الفساد والإفساد. ولكن كل هذا رغم فداحته وخطورته ليس المعضلة الأساسية أو الكارثة التي تواجهها الكويت. الكارثة هنا في فساد المواطن نفسه وفي خراب الأمة برمتها. وربما يكون مملا هنا ترديد «إذا كان صاحب البيت بالدف ضاربا»..
طبعا الذين يتهربون من الحقيقة، ويلوون أو يلونون الوقائع، سيشيرون هنا الى السلطة باعتبارها «صاحب البيت». لأن صاحب البيت هنا في الكويت، هو المواطن، صاحب السيادة والسلطة العليا في البلد. وخدعكم من قال إنكم شركاء في الحكم والمال، فأنتم الكل.. الامة مصدر السلطات وصاحب البيت وكل الحلال. واذا لم يبادر صاحب البيت الى اصلاح نفسه والكف عن العبث والاستحواذ الذي يمارسه، فإن الفساد والإفساد سيظلان مهيمنين ومسيطرين على كل شيء باعتبارهما سلوكا وطنيا مقبولا، او على الاقل ممارسا كما هو الحال من قبل الجميع.
تعليقات