حمود الكليب يكتب: عذراً ..... أبونا الماضي

زاوية الكتاب

كتب 2568 مشاهدات 0


عذراً ..... أبونا الماضي

ذات يوم وعندما كنت أسير متجهاً للمنزل ، بين الأشجار وحقول الأرز ، سمعت هاتفاً ينادي ويصيح هل من مغيث هل من مجيب ، هل من صاحب شهامة ، هل من غيور ، فوقفت حين لحظة أترقب ذلك الصوت الا انه اختفى فالتففتُ حول نفسي لكي أعرف من أين يصدر هذا الندى فلم أستطع تحديده ، فأكملت المسير ، فعاود الصوت ينبعث مرة أخرى وبنفس تللك العبارات - زاده عليهن أنقذوني من الهلاك ، فتوقفت ، وأخذت اهرول نحو مصدر الصوت وبهمة ولهفة متسارعتان ، وحال نفسي تحدثني بان أقوم بإنقاذ هذا الصوت الجريح  عسى الله ان يأجرني أيان مساعدته له ، ولكن سرعان ماذهب الدافع الإنساني يتضاءل شيء فشيء حتى أقرضه الجانب الشخصاني الذي جعلني أبذل قصارى جهدي حتى أنقذ هذا الإنسان لعلي أنال الشهرة من وراءه إنقاذه ، فعندما وصلت إلى مصدر الصوت تبين بانه قد صدر من بئر ماء قد أحيط بمجموعة من البساتين المتنوعة المليئة بالثمار والتى تسقى بماء واحد من ذلك البئر ، فأخذت أخرج رأسي من شفير الجب وانادي هل من مستغيث هل من مستنجد من في القاع فلم يرد على احد ، فأخذت الدلو كمحاولة أخرى فانزلته شيء فشيء وأنا ينوبني شيء من المفاجأة ، حتى وصل الدلو لقاع البئر ، فاحسست بثقل قد أتى على الدلو ، فقمت بسحبه ببطء ووقار وكأن الذي بداخله شيخاً هرماً لاتتحمل عضامه اي اهتزازه وعند وصول الدلو إلى النور إذا بإشعاع ينبع من صخرةً وقد نقش في وسطها ( انا الماضي) فلماذا هذا الهجران وأنا اصل هذه الأشجار والحقول والبساتين والأزهار ، فأستلمته على جبينه الوضاح  فقلت له عذراً ... ابوناالماضي  فسألته كم مكثت في غيابة الجب ، فأجابني وهو يتألم  وقال انا هنا منذ اول بذرة خرجت على وجه الأرض ، فسألته هل انت الماضي الوحيد الذي تم نسيانه؟ قال كلا بل كل من هو حاضر مزدهر له ماضي ولكن مع الأسف مازال مهجور ومنسي ،فنظر الي نظرت المودع  فقال لي هل انت تاركني هنا فأجبته قائلاً لن أتركك أبداً - يا ابو الماضي - فأخذ يبكي حتى فاض البئر من الدموع ولسان حاله يقول واخوتي الباقين من ينقذهم من ماهم فيه من هجر ، فصاح بأعلى صوته وهو قائلا ً أين المنقذين من الحاضر ، وهي آخر كلمة أخذ يرددها، ثم سكت ، فناديته ياابونا الماضي اين انت أجبني فتبين بانه فارق الحياة ، فلم أجد افضل مكان يواريه الثرى هو ان ادفنه فيه سوا أن أعيده في قاع البئر


حمود الكليب  المحامي


 

الآن - رأي: حمود الكليب

تعليقات

اكتب تعليقك