لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك

محليات وبرلمان

3969 مشاهدات 0


قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الحج (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وفي سورة البقرة (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) وقال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).

ها هي أخي الكريم نداء ودعوة من الله سبحانه وتعالى رب العالمين وهو على كل شي قدير للناس بالحج إلى بيته العتيق، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه  أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) 'سورة المائدة، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة، وها هي الدنيا تملئ من تلبية الحجاج طاعة لله سبحانه وتملئ الدنيا تلبية الحجاج قائلين (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).

فحريٌ بك أخي المسلم أن تستقبل هذه الأيام بالطاعة والتكبير والتهليل وتزداد قربة لله سبحانه فهي أيام فضلها عظيم وأجرها كبير، ولا يخفى علينا وجود أعظيم يوم وهو يوم عرفة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني، وان صيام يوم عرفة له من الاجر ما يعلمه الله فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم عرفة قال (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم، ويستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة، لان الرسول صلى الله عليه وسلم تركه صيامه، ولفضل يوم عرفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة) أخرجه أحمد فى مسنده.

وتتجلى خلال الأيام القادمة أعظم عبادات الله سبحانه وتعالى وهي الحج،، والحج كما هو معلوم هو الركن الخامس في اركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيل، حيث يبدأ الحاج نسكه في اليوم الثامن من ذي الحجة ويقوم بالتلبية المعروفة ويقول (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، حيث يتسوى في هذا اليوم الغني والفقير والابيض والاسود، والكبير والصغير، فهم في دين الاسلام فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه)[239] رواه مسلم

وتتجلى المكارم صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى المبارك فيقوم المسلمون صبيحة العيد بالتكبير وتكون صفتها ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ويجب على المسلم قبل ان يخرج لصلاة العيد الاغتسال والتطيب للرجال ولبس أحسن الثياب دون إسراف، ويكون الذهاب لمصلى العيد مشيا أن تيسر ذلك، ومن ثم تأدية صلاة العيد في الأماكن المخصصة لها، والسنة الصلاة في العيد أن يكون في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعد أداء الصلاة يكون ذبح الأضحية فهي سنة مؤكدة لقوله تعالى في سورة الكوثر (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَأنْحَرْ)، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ذبح قبل ان يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح) رواه البخاري ومسلم، وتقسم الأضحية لثلاث أقسام ثلث لأهل البيت وثلاث للتصدق وثلث يهدى.

نسأل الله ان يبلغنا أجر هذه الأيام وأن ينفعنا بطاعته، وان يتقبل منا

الآن - تقرير - خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك