ما ورد في كتب الأقدمين ليس مقدساً.. صالح الشايجي مؤكداً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 7, 2013, 12:30 ص 783 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / تصحيح الموروث
صالح الشايجي
كثرت في السنوات الأخيرة الكتابات النقدية التي تتناول بعض كتب الموروث الإسلامي والتركيز على ضعف أو خطأ ما ورد في بعضها والذي يصل في أحد أوجهه إلى التناقض مع صحيح الدين.
وهدف المفكرين والكتاب الذين كتبوا في هذا الحقل هو تصحيح الانحراف في النهج الديني وتقويم السلوك الخاطئ لدى بعض الذين جعلوا من كتب ذلك الموروث دليلهم إلى الدين لإيمانهم بصحة ما ورد فيها، فبنوا اعتقادهم وتدينهم بناء على ما تضمنته تلك الكتب من تعاليم أو آراء أو سرد لقصص ووقائع، يعتقد واضعو تلك الكتب بصحتها رغم أنها لا تستقيم مع الفهم الديني الصحيح وتتناقض في كثير من أوجهها، مع ما استقر عليه الدين وعقائد المسلمين قبل وضع تلك الكتب.
وهذا التصحيح للانحراف في الفهم الديني، يقتضي منا التعامل معه على أنه خدمة للدين الإسلامي وللمسلمين، وأن نجعله نهجا جديدا لنا كمسلمين، ننشئ عليه أبناءنا في صغرهم لتمتين عقيدتهم الدينية ولتقوية الإيمان الصحيح لديهم وحمايته من الاختراق ومن التشويه.
وهو الواجب الذي يتعين على وزارات التعليم العربية والإسلامية القيام به على الفور ودون إبطاء أو تلكؤ وذلك بتنقية المنهج المدرسي الديني من الشوائب والقصص والتعليمات الخاطئة والتي يتلقاها الأبناء في مدارسهم على أنها من المسلمات الدينية فيكبرون عليها وتصبح هي أساس معتقدهم الديني.
إن واجبنا كمسلمين وفي مقدمتنا حكوماتنا هو خدمة الدين الإسلامي بنهجه الصحيح والقويم والسليم، لا خدمة واضعي كتب ذلك الموروث والذين ربما ساقتهم إليه ظروف معينة أو ضغوطات سياسية أو إملاءات بشكل ما، أو ربما هم يعتقدون بصحة ما قالوا وكتبوا واعتقدوا حسب ظروف الزمن الذي كانوا يعيشون فيه، أما وقد جاءت أزمنة زادت فيها قدرات المجتهدين وأتاحت فيها وسائل المعرفة لهم أن يفهموا أكثر ويتعلموا أكثر وتتعدد فيها موارد العلم ومناهله، فيصححوا الخطأ الموروث وينبهوا إليه، فإنه بالتالي علينا كمسلمين معاصرين الأخذ بما نبهنا إليه أولئك المفكرون والمجتهدون والعمل به، وأن ندرك أن ما ورد في كتب الأقدمين ليس مقدسا وليس منزها عن الخطأ.
تعليقات