الكويت المُختطفة!.. بقلم علي الذايدي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2013, 12:46 ص 826 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / عاش فريجنا
علي الذايدي
لا يختلف اثنان على ان الكويت مختطفة من قلة تملك المال والجاه والسطوة، تسيّر البلاد على حسب أهوائها ورغباتها ومازالوا يتعاملون مع الكويت على أنها شركة يمتلكونها فمن يرضون عليه يصعد إلى أعلى عليين ومن لا يريدونه يهبط إلى أسفل سافلين، فقط لأنهم يختزلون الكويت في شخوصهم وعائلاتهم,ويتعاملون مع البلد على أنه مجرد فريج يسرحون ويمرحون فيه كما يريدون.
تخشاهم الحكومة فتعين أبناءهم ممن تنتهي أسماؤهم بالألقاب الرنانة في اعلى المراكز والمناصب في الدولة، وتفتح لهم الأبواب وتخفي عيوبهم وتتستر على أخطائهم ومن ثم تقوم أجهزة الإعلام المرئي والمقروءة المملوكة لهم بتلميعهم ووصفهم بصفات العظماء وإنهم من رجالات الكويت الذين ساهموا في رفعتها وإعلاء اسمها في المحافل الدولية.
فعلى سبيل المثال تعين الحكومة احد أبناء هذه الأسر بمنصب مدير كبير في هيئة الاستثمار ومن ثم ينتقل بقدرة قادر الى مستشار في وزارة مهمة ومن ثم توفده الحكومة سفيرا في دولة ذات طقس بديع ورائع وعندما يصيبه الملل من العمل الخارجي يعود للكويت ويتم تعيينه في احدى الهيئات الحساسة في البلاد وعندما يموت تبدأ الصحف المملوكة لهم أصلا كما أسلفنا بشق الجيوب واللطم وتطلق عليهم لقب «العم» ونقرأ للكتاب المتمصلحين وبلاعي البيزة المقالات الرثائية في العم فلان الذي مات وترك الكويتيين يتامى لا يعرفون كيف يديرون البلد،.
هل هؤلاء هم رجالات الكويت؟
هل يتوجب على أي مواطن كويتي إن يكون فردا من عائلة خمسة نجوم حتى يتسنى له خدمة بلده؟
إن الأعمال التي يقوم بها ممن تطلق عليهم ألقاب مثل رجالات الكويت او العم بو فلان لا يقومون بأشياء مستحيلة وخارقة للعقل مثل ما يتصور البعض ممن يقرؤون ما يكتب عنهم بالصحف، ولكنهم ببساطة يستيقظون من النوم متى ما أرادوا وإن لم يكن هناك ما يفعلونه يتوجهون للإدارة المهمة لتي يترأسها ويطلب البريد من السكرتيرة التي تم اختيارها بعناية شديدة وتتمتع بصفات مهنية كبيرة أهمها أن تكون حسنة المظهر، فيقوم بالتوقيع عليها بعد أن يمحصها مدير مكتب هذا النابغة والذي يكون غالبا مصريا أو لبنانيا، وهو الذي يقوم بالعمل الحقيقي ويتحمل عبء هذا المنصب، وفي النهاية يتم توجيه كتب الشكر والتقدير لهذا النابغة الذي لم يفعل شيئا غير كونه فردا من أسرة مخملية طبقية.
متى تصبح الكويت دولة حقيقية ودولة مؤسسات فعلية يتم تعيين قياداتها حسب الكفاءة؟
لقد تراجعت الكويت في السنوات العشر الأخيرة في مجال التنمية خطوات عديدة للوراء وأصبح المعدل الإداري والمالي فيها مخيفا حتى أصبح المواطن يخشى من المستقبل ولا يأمن على مستقبل أبنائه.
السبب الذي جعل الكويت تحتل مراتب «تفشل» في إحصائيات الأمم المتحدة حتى أصبحت تقارن بدول مثل المكسيك ونيجيريا هو معايير اختيار القيادات ورؤوس الهيكل التنظيمي في أي إدارة في البلاد، ولأن اختيار هذه القيادات يتم حسب معايير خاصة بالكويتيين فقط ومن أهمها أن يكون فردا من أسرة مخملية هو الذي أعاد الكويت سنوات للوراء بعد ان كانت درة الخليج ومصدر إلهام للمبدعين في كل أنحاء الوطن العربي.
تعليقات