محاسبة الدولة للمقصرين كفيل باستقامة الوطن.. برأي وليد الغانم

القبس

من يحاسب مسؤولي الكهرباء؟

وليد عبد الله الغانم

 

خيال أو حلم، ما حققته وزارة الكهرباء خلال سنة مضت من تحصيلها مبلغ 270 مليون دينار تقريباً من مديونيات فواتير الكهرباء المتعثرة والبالغ إجماليها 300 مليون دينار تراكمت لأكثر من عشرين سنة، وبجدية لم تشهد لها الوزارة نظيراً منذ أمد بعيد!

جهد مشكور وإنجاز رائع يجعلاننا نقوم بما لم نتعود عليه في البلد -للأسف- من توجيه الشكر إلى أركان الوزارة والقائمين عليها بهذا العمل الدؤوب لتحصيل مستحقات الدولة الضائعة في غياهب اللامبالاة والتقصير واستباحة المال الحكومي، ولكن للقصة جانباً آخر لا بد من كشفه.

كيف استطاعت الوزارة خلال سنة ونصف السنة فقط تحصيل ديون متراكمة على مدى عشرين عاماً تحت نظر وبصر مسؤولي الوزارة المتتاليين، ممن لم يحركوا ساكناً لإيقاف الهدر والتلاعب والفوضى في التحصيل؟ ما الذي تغير في هذه الوزارة، أو بالأصح مَنْ الذي تغير وجاء بالحزم والجدية واسترداد حقوق الدولة من المتهربين من الوفاء بها؟ هل وضعت أنظمة جديدة؟ هل تغيرت القوانين؟ هل استبدلت العدادات بأخرى متطورة؟

الجواب واضح، لم يحصل شيء من ذلك، فالأنظمة هي هي، والقوانين كما هي، ومنذ عهد الاستقلال والعدادات الحجرية لم تتغير، والواضح للملأ أن مَنْ تغير هم مسؤولو الوزارة واجتهادهم الشخصي في تفعيل اللوائح وفرض الأنظمة، وهذا لب التغيير الحكومي المنشود لإصلاح الأوضاع في البلد...

طيب، شكرنا من قام بواجبه المفروض وساندناه في عمله الذي يستحق عليه الراتب والمنصب الذي يتقلده، لكن السؤال: ماذا عن عشرات المسؤولين السابقين المتخاذلين عن أداء واجباتهم؟ ماذا عن الأشخاص الذين تسببوا بهذه الفوضى سنوات، من قياديي وزارة الكهرباء كوزراء ووكلاء ووكلاء مساعدين ومديرين؟ من يسائلهم عما قصروا في حق الدولة وخانوا أمانتهم في أداء أعمالهم؟ من يقول لهم إنهم لم يكونوا أكفاء في عملهم وغير مستحقين لمناصبهم ولم يؤدوا واجب وطنهم، وينبغي عليهم أن يفكروا ألف مرة في ما حصلوا عليه من رواتب ومكافآت وميزات عن مناصب لم يقوموا بواجبها الصحيح؟ متى تحاسب الدولة المقصرين في كل موقع لتستقيم أمور الوطن؟

شكراً وزارة الكهرباء على جهدكم في التحصيل، ونطالبكم بأن يواكبه الجهد نفسه في توفير الكهرباء والماء، وعدم قطعهما عن الناس... وللحديث بقية والله الموفق.