هل لا يزال الشعب يرحب بالتغيير؟!.. فاطمة الشايجي متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 656 مشاهدات 0


الشاهد

أرفض هذا التغيير

د. فاطمة الشايجي

 

من يتجاهل التغيير الذي يحدث الآن في الكويت، فهو بالتأكيد أعمى، فنحن نشهد مرحلة جديدة من التغيير. الزحمة زادت.. أليس هذا بتغيير؟ عدد الطلاب زاد.. أليس هذا بتغيير؟! الفضلات بالشوارع زادت.. أليس هذا بتغيير؟ ارتفعت نسبة الاحباط في المواطن.. أليس هذا بتغيير؟ ازدياد في عدد المرضى.. أليس هذا بتغيير؟ ازدياد رهيب في أسعار السلع التموينية.. أليس هذا بتغيير؟ فاق عدد الطلب السكاني الخطط الخمسية.. أليس هذا بتغيير؟ انتعش التضليل الإعلامي.. أليس هذا بتغيير؟ زادت نسبة الطلاق.. أليس هذا بتغيير؟أصبح الشعب أكثر تذمراً.. أليس هذا بتغيير؟ ازداد عدد التُبع.. أليس هذا بتغيير؟ ازدادت الفتنة عندنا.. أليس هذا بتغيير؟ في المقابل قل الشعور بالهدوء والسكينة، وانعدم الامل عند الشعب، وما عدنا نهتم بحكمة العقل السليم في الجسم السليم، وأصبح المفكر أداة فتاكة بالمجتمع، ولجأ الناس إلى منظمات حقوق الإنسان لحل مشكلاتهم.. أليس هذا بتغيير؟ إن هذا التغيير الذي حدث لاقى رفضاً من بعض الشخصيات السياسية وعندما تسألها ما الحل؟ تمتنع عن الاجابة.

لقد ذكر الكاتب محمد حسنين هيكل الحل في محاضرته التي ألقاها في جامعة جورج تاون بالدوحة بعد أن تغزل بهذه الدولة الخليجية الصغيرة، وأشار بعدها بيديه وقال إن التغيير سيبدأ من هنا، وبالفعل تم نقل السلطة من الأب إلى الابن، أليس هذا بتغيير؟ لكنه ايضا أي هيكل اشار الى باقي المنطقة الخليجية والعربية قائلا: إن التغيير آت، ولا يقصد، بالطبع، التغيير الى الافضل، بل التغيير بالسلطة آت لا محالة، ولكن هل سينتج عنه تغييراً في حال الشعب؟! بالطبع، لا، أتعلمون لماذا؟ لسببين الأول أن أصحاب التغيير فئة تحارب السلطة لتصبح هي السلطة.

الثاني: إن اصحاب التغيير يجدون أنهم قلة من المواطنين المتماسكين والمؤمنين بهدف واحد ومشروع سياسي واحد وهم خير من أغلبية بلا هدف ولا رؤية واضحة، لذلك من يتبع هذه الفئة سيصيبه التغيير ومن عارضها لن يتبدل حاله، أليس هذا بتغيير قارئي العزيز؟

لقد كانت المعارضة تتحدث باسم الشعب وكانت تقول إن الشعب يريد التغيير وأكدوا أنهم أغلبية في ذلك الوقت، والآن يظهر لنا ضمير الأمة ويصرح بأنهم 10 آلاف فقط، أليس هذا بتغيير؟

لقد طال التغيير أيضاً أهم المشكلات السياسية، فمشكلة الأغلبية والاقلية كانت ولا تزال هي محور مهم في الفكر السياسي، وهي مشكلة تتحدد بالسؤال التالي: كيف يمكن ضمان حقوق الأقلية، وسط أغلبية ساحقة؟ ولكن في المستقبل سيتحول السؤال إلى: كيف يمكن ضمان حقوق الأغلبية تحت حكم أقلية غالبة؟ أليس هذا بتغيير؟ أرجو أن يتم فهم مشكلة المستقبل بشكل سليم، فنحن إذا كنا في السابق تحت سلطة أقلية غنية وهم ما يطلق عليهم أصحاب المال والنفوذ، فالمستقبل يحمل لنا أقلية خيرة معتدة بنفسها ترى أغلبية الشعب شرير، فهل لا يزال الشعب يرحب بهذا التغيير؟! عن نفسي هناك تغيير آخر أطمح به.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك