علاقة الكويت ومصر لن تهزها كلمة هناك أو زلة هنا.. حسن كرم مؤكداً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 25, 2013, 12:07 ص 839 مشاهدات 0
الوطن
ما بين الكويت ومصر أكبر من المليارات
حسن علي كرم
كثيرون يختزلون علاقات الدول بالمصالح آخذين في الاعتبار المصالح الآنية المتبادلة، وهذا قد يكون صحيحا، ولكن ليس بالضرورة ان تحكم علاقات الدول بالمصالح الآنية وحسب، فهناك ايضا علاقات قد لا تحكمها مصالح وانما تدخل ضمن امور اخرى لعلها عاطفية مرتبطة بوحدة المصير واللغة والدين والانسانية. واذا بقيت العلاقات محصورة في المصالح المادية، فالمصالح لا تدوم وتبقى حالة انتهازية فجة.
من هذا المفهوم نستطيع ان نقيم علاقة الكويت بمصر ومصر بالكويت، فلربما كثيرون لا يعلمون ان علاقة البلدين تمتد منذ نحو القرنين منذ عهد محمد علي الكبير. ففي تلك الفترة ارسلت الدولة المصرية مندوبا عنها الى الكويت الذي مكث فيها نحو الشهرين لجمع معلومات وشراء سلاح الذي كانت الكويت في حينها ميناء حرا لجلب السلاح والمؤن الغذائية وغير ذلك، وعندما قدم ابراهيم باشا ابن محمد علي على رأس قوات الى الجزيرة العربية، واقام معسكره في مكان قريب من الكويت قام حاكم الكويت آنذاك الشيخ عبدالله الصباح بزيارة المعسكر والتقى ابراهيم باشا، ومنذ اوائل القرن الماضي ذهب كويتيون إلى مصر للدراسة في الازهر الشريف كالشيخ عبدالعزيز الرشيد ومساعد العازمي وفي الثلاثينيات من القرن الماضي ارسلت وزارة المعارف المصرية على حسابها في عهد وزيرها عميد الادب العربي الدكتور طه حسين معلمين للتدريس في مدارس الكويت القليلة ولعل هذه النفحة العظيمة وحدها من مصر تساوي عند الكويتيين مال الدنيا، فمصر قامت بتلك المبادرة في وقت لم تكن الكويت تصدر النفط او تملك المليارات.
واذا كانت الكويت في عهدها الزاهر قامت برفد الاقتصاد المصري بالمال ان كان على شكل هبات او ودائع فليس في ذلك منة وانما هو شعور بالواجب الاخوي في ظرف يتوجب فيه مساعدة مصر وانقاذ اقتصادها، وبالتالي فالكويت لم تتأخر ولن تتأخر ولن نقول اكثر من ذلك، ولكن حري بالتذكير ان الكويت دولة مؤسسات يحكمها دستور وقوانين وهذا ما قد توجب البطء وهو اجراء لابد منه.
ان الكويت التي ستستقبل بعد ايام الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور - حسب ما نقل - لتقديم الشكر للقيادة الكويتية اقول الكويت لا تحتاج للشكر، فلا شكر على الواجب فما يجمع بين مصر والكويت اكبر من المال، واكبر من المليارات ويكفي ان نقول لقد امتزجت دماء الكويتيين والمصريين هناك على ارض مصر وهنا على ارض الكويت.
ولعل في هذا السياق نسترجع مقالة نشرت مؤخرا في جريدة الاهرام لكاتبها الزميل عبدالسميع بعنوان (الكويت) مؤاخذا على الرئيس المؤقت عدلي منصور انتقاده للكويت عن تأخر المنحة المليارية، في لقاء خاص جمعه ومجموعة من الاعلاميين ولعل الزميل قد وضع النقاط على الحروف وكان صريحا وعادلا من غير تحامل على الكويت او تعصبا لمصر، وهذا ما نحتاج اليه ان نكتب من دون تعصب او مجاملات على حساب الحقيقة.
لن تهز علاقة الكويت ومصر كلمة هناك أو زلة هنا..
تعليقات