مشكلتنا في بيئة مهترئة ومنتهكة قياديا.. هذا ما يراه تركي العازمي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 24, 2013, 12:53 ص 963 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / البيئة المنتهكة!
د. تركي العازمي
يحق للطالب في المرحلة الجامعية أن يدرس الإدارة الاستراتيجية وإدارة المخاطر والسلوكي الوظيفي والقيادة وغيرها من المواد المقررة في تخصص الإدارة... انه حق فرضته المناهج الأجنبية المعتمدة والمواد المعروضة بسطت مساحة كافية للطالب من جهة التقارير التي يتطلب على الطالب اعدادها ودراسته لحالات Cases تحاكي الواقع الغربي ولا يوجد كتاب معين يتحدث عن أوضاع اقتصادية خاصة بيئتنا ولا غرابة في الأمر!
هذه المقدمة أعرضها بعد قراءة أخبار نشرتها الصحف حول دفن المخلفات السرطانية ومنها «الاسبست» لأن معالجة المخلفات السرطانية سواء في الجهراء وقبلها أم الهيمان تنم عن جهل في الإدارة الاستراتيجية للشؤون البيئية حتى وان خصصت ادارات خاصة بها في بعض الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة... فأي بيئة نتوقع من الحكومة معالجتها وهي تفتقد للرؤية الاستراتيجية على حد تعبير أحد نواب مجلس الأمة!
وأذكر هنا للاستدلال، انه قبل عدة سنوات بثت قناة الجزيرة تقريرا حول مخلفات حرب تحرير الكويت والتي تم دفنها في مكان ما شمال غربي الكويت وتلك المخلفات تحتوي على مخلفات اشعاعية ولا أحد يعلم عنها إلى حد الآن!
فهل القصور البيئي محصور في مادة الأسبست أو الغازات المنبعثة من المصانع المخالفة شمال أم الهيمان أو غيرها مما تم دفنه وتحديدا في تلك المنطقة المسورة قرب منطقة القرين التابعة لمحافظة مبارك الكبير؟
اذا انعدم الفكر الاستراتيجي وهو الأساس في طبيعة العمل القيادي فلنا ان نتوقع غير المتوقع في القادم من الأيام!
لقد أثبتت لنا التجارب أن أحبتنا قياديي القطاعين الخاص والعام غير مؤهلين للقيادة التحولية Transformational Leadership التي تحتاج الكويت لها في الوقت الحالي وغياب الرؤية الاستراتيجية نتاج طبيعي لطريقة اختيارنا لقياديي المؤسسات وقد تطرق لها أكثر من نائب ومختص ولم يتحرك اصحاب القرار تجاه كل التحذيرات التي يطلقها أهل الاختصاص... وسبق وأن تطرقنا لهذا القصور في مقالات عدة لكن طريقة اختيار القياديين ظلت كما هي دون تغيير...!
وعند مراجعة الأوضاع المتعلقة بالبيئة، فنحن نتحدث عن بيئة العمل، والبيئة الاجتماعية وبيئة الدراسة في المرحلة الجامعية الصالحة التي يتعلم منها الطالب الجامعي وبعد تخرجه يشعر بأن ما تعلمه لا صلة له بالممارسات على أرض الواقع!
لو أن الحكومة حاولت تعيين مجموعة من المستشارين الجدد وقامت بايفادهم ببعثة قصيرة محددة الأهداف كي يعملوا في احدى المؤسسات المحترمة خارج دولة الكويت والمجتمع العربي بأكمله وأعني المؤسسات الغربية بقصد تبادل الخبرات وسمحوا لهم باعداد خطة عمل تغييرية فانهم حينئذ سيكتشفون الفراغ GAP بين ما يعرضه مستشاروهم الحاليون وما وقعت عليه أعينهم من تقارير كتبها مستشارون جدد لم تتلوث افكارهم بالبيروقراطية والواسطة التي دمرت كل أنواع البيئة لدينا!
وان لم تستطع الحكومة فعل ذلك فسنظل ندرس طلبة الجامعة المفاهيم السليمة من قاعدة أخلاقية استمدت من المناهج الأجنبية المحترمة التي أبدعت في عرض العمل المؤسسي حسب التخصصات التي أشرنا اليها في بداية المقال.
مشكلتنا في بيئة مهترئة ومنتهكة قياديا... وسلوكيات لا تحترم ابجديات العمل المؤسسي المحترم وهذا هو الخلل الذي نعاني منه... والله المستعان!
تعليقات