#الهاشتاق_بين_التأثير_والتدمير
محليات وبرلمانسبتمبر 23, 2013, 11:29 ص 1634 مشاهدات 0
في زمن الصحافة المطبوعة كان العنوان بالخط العريض ,أو كما يقال في لغة الصحافة المانشيت بالبوينت العريض , من أهم الوسائل المؤثرة في الرأي العام لأنه غالبا ما يوجه الخبر إلى حيث ما تريد الصحيفة توجيه آراء الناس في قضية محددة .
في الاعلام الجديد الذي يتسيده حاليا من حيث التأثير موقع تويتر ظهر ما يعرف بتأثير الهاشتاق Hashtag أو ما يسمى بالعربية الوسم أو الإشارة وهو كلمة أو عبارة مترابطة الكلمات يسبقها الزر المربع # بحيث تظهر في التغريدة باللون الأزرق وتتيح ربط ألاف التغريدات في موضوع واحد .
ومن الهاشتاق ظهر مصطلح الهشتقة أي إنتقاد شخصية عامة أو حدث معين بقسوة وقوة وعبر هاشتاق - وسم يجعل المغردين يركزون على نقطة واحدة محددة غالبا ما تكون سلبية .
ويكفي أن يقوم مدون له متابعين كثر بإنشاء هاشتاق ذو عنوان مثير بتدوينة واحدة حتى يتبعه عشرات فمئات فآلاف المغردين وأحيانا يشارك الملايين إما بقراءة التدوينات أو بالمشاركة فيها وهي تعتبر للمغردين فرصة لكسب مزيد من المتابعين عبر التواجد في نقاشات تتمحور حول هاشتاق واحد .
وربما بدأت ملامح الهاشتاق وتأثيره حين هاجم المغردين في السعودية بهاشتاق موحد أحد المغردين العاديين الذين أشترى نحو 300 ألف متابع دفعة واحدة فكان في حينها حدثا غير عاديا أما في الكويت فظهر تأثير الهاشتاق المرعب حين أجتهد أكاديمي في تقديم دورة تدريبية عن إستخدام تويتر في بداياته فهوجم في هاشتاق عنيف إستهزاء به .
وظهر تأثير الهاشتاق بوضوح حين ظهر منتصف يوليو 2012 في السعودية هاشتاق #الراتب_ما_يكفي_الحاجة الذي كان من أكثر الهاشتقات العربية إنتشارا وحصل حينها على عاشر أكثر الهاشتقات إنتشارا في العالم .
قبل أن يتحول إلى حملة شعبية تطالب بزيادة الرواتب تحمل أسم الهاشتاق نفسه فكان بمثابة برلمان مفتوح في بلد لا يوجد فيه برلمان فظهرت حالة غير مسبوقة من النقاش العميق المتنوع تدخل فيه لاحقا وبشكل غير مسبوق أمين عام مجلس الوزراء السعودي عبدالرحمن السدحان وبتصريح صحافي ينتقد فيه الهاشتاق بشكل مباشر ويعتبره فتنة .
إذن الهاشتاق تحول إلى حالة من الرعب في بداياته بحيث كان البعض يهدد الآخرين بالقول ' الظاهر تبوني أهشتقكم ' .
وكما تأثير المانشيت بالبوينت العريض في الصحافة المطبوعة أدرك عدد من المغردين أن الغلبة في تويتر لن تكون لإعادة بث تغريدة معينة لأنها مجرد تكرار لمعنى بل ستكون الغلبة لمن يقود الهاشتقات الأكثر تأثيرا .
فبدأت جملة من الهاشتاقات المتنوعة والتي ظهرت لاحقا حسابات معينة تعلن عنها .
وأختلط الحابل بالنابل فظهرت الهاشتقات السيئة التي تنتقد بمهنية شخصيات وهيئات معينة كما ظهرت هاشتقات ظالمة توجه الأحداث إلى زوايا يحددها من يطلق هذه الهاشتاقات فقط وأنتشرت كذلك هاشتاقات لامست الواقع وقادت إلى حوارات مباشرة وموضوعية تسمي الاشياء بمسمياتها بعيدا عن قيود الإعلام التقليدي .
وبين هذا وذاك ظهرت أنواع أخرى من الهاشتقات تتضمن النصائح الدينية وذكريات الماضي وبالطبع أنتشرت هاشتاقات تركز فقط على الضحك ,والسخرية .
وفي الكويت لعبت الهاشتقات دورا مهما في الأزمة السياسية الأخيرة حيث تنافست هاشتاقات محددة في الإنتشار كل منها يعبر عن وجهة نظر محددة تجاورت أحيانا في تغريدة واحدة .
ومن هذه الهاشتاقات ( #الشعب_صاحب_السيادة ) الذي إستخدمته المعارضة الكويتية بقوة للترويج لأفكارها في أستخدمه في الوقت نفسه خصوم المعارضة لمواجهة أفكار المعارضة في أرضها أو إن صح التعبير في هاشتاقها .
في حين أنتشر هاشتاق (#سأشارك) بين الموالين للسلطة في الكويت كدلالة على المشاركة في الإنتخابات البرلمانية التي قاطعتها المعارضة بسبب تغيير النظام الإنتخابي من الإقتراع بأربعة أصوات إلى الإقتراع بصوت واحد .
ولكن كيف يمكن التعامل مع الأساليب المؤثرة في الإعلام الجديد لجعلها مفيدة وإيجابية للمجتمع ؟ ومن يفترض أن يتولى هذه المهمة ؟
نكمل غدا
تعليقات