الكويت ليس لها بعد الله إلا الثروة البشرية
زاوية الكتابالمسباح يدعو لإيقاف الدروس الخصوصية ورفع أداء المعلم
كتب ناظم المسباح سبتمبر 20, 2013, 7:33 م 1132 مشاهدات 0
بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد وجه الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح أربع رسائل لأطراف العملية التربوية مبيناً أن هدف وزارة التربية العام المتمثل في تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحيا وخلقيا وجسديا، إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة يحتاج أن تتكاتف جميع أطراف العملية التربوية - الوزارة والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور - لتحقيقه، مؤكداً أن الكويت بحاجة لثورة تربوية تقوم بها الوزارة بالتنسيق مع أهل الميدان، ولمعلم يسير على منهج الأنبياء والرسل، ولأسرة تقدر قيمة المعلم، ولطالب يعرف قيمة العلم والمعلم، مشدداً على أن التعليم أهم الركائز التي تقوم عليها نهضة الدول وتقدمها، مشيراً إلى أن الكويت ليس لها بعد الله إلا النفط ثم ثروتها البشرية.
رسالة للوزارة
وشدد على ضرورة الاستعانة بخبراء الميدان في عملية تطوير ونهضة التعليم، فمن المؤسف أن نرى أحيانا بعض القرارات التي تمس صلب العملية التعليمية وبعض التغييرات في المناهج وأهل الميدان آخر من يعلمون، مشدداً على أن التطوير والتغيير في المناهج يجب ألا يمس الثوابت الشرعية لدولة الكويت المسلمة السنية المالكية، والتي نص الدستور فيها على الأخذ بالشريعة الإسلامية، مطالبا بضرورة أن تكون كافة القرارات مدروسة وتطبق على مراحل مناسبة حتى لا تحدث نتائج عكسية على العملية التعليمية برمتها، موضحاً أن للوزارة دوراً أساسياً في محاربة الدروس الخصوصية ليس فقط في ملاحقة المعلمين الخصوصيين ولكن بالعمل على استغناء الطلاب عن هذه الدروس فالأسرة لا يمكن أن تلجأ للدروس الخصوصية إذا قامت الوزارة برفع أداء المعلمين وإيجاد وسائل حديثة لتقوية الطلاب سواء عبر الانترنت أو التلفاز أو تسهيل وجود معاهد مجانية للتقوية تكون تابعة للوزارة ويعمل فيها مدرسون لديهم قدرات عالية على توصيل المعلومة للطلاب.
رسالة للمعلمين
ووجه د. المسباح رسالة إلى المعلمين قال فيها: أنتم مؤتمنون على تربية أبنائنا قبل تعليمهم، مشيرا إلى أن الطالب يقبل من المعلم ما لا يقبله من الأم والأب ولذلك تعظم المسئولية عليكم لأنكم تسيرون على خطى سيد الأولين والآخرين معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن الإخلاص في العمل هو مفتاح النجاح وأن الإتقان ينمي أهم ثروة في البلاد وهي الثروة البشرية في المجتمعات الحضارية التي تقوم على أفرادها لا مواردها الطبيعية فحسب، وهذه دولة اليابان لا تملك من الموارد الطبيعية شيئا لكنها جعلت أولويتها التنمية البشرية فنافست أكبر دول العالم ولا زالت مثالاً متميزا في التعليم لاهتمامها به.
وتابع: إن إتقان المعلمين وأداءهم للأمانة يحد من ظاهرة الدروس الخصوصية التي تلتهم جيوب المواطنين والمقيمين وتسبب لهم أزمة حادة في كل عام دراسي، وأن تضييعهم للأمانة إضرار بالبلاد وإخلال بواجبهم وتعاقدهم مع الدولة كما أنه يؤثر سلبا على المخرجات التعليمية.
وأوضح د. المسباح أن التعليم وطلب العلم الشرعي أو الدنيوي النافع شرف عظيم وعمل جليل مذكرا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'إنَّ الملائكَةَ لتضَعُ أجنِحَتَها لطالبِ العلمِ رضىً بِما يصنع' وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).
رسالة للطلاب
وأوضح أن على أبنائنا الطلاب أن يعلموا أن المعلمين في مقام الوالدين وأنهم وإن بدر منهم شي من الانفعال غير المقصود فهم في النهاية بشر عليهم ضغوط كثيرة وعلينا أن نتفهم ذلك ونقدر لهم جهودهم ووقوفهم الساعات الطويلة للتعليم والتدريس، موجها دعوته لكل الطلاب بالدراسة اليومية في البيت وعدم تأخير الدراسة لوقت الامتحانات لأن تراكم الدروس يسبب عبئا ثقيلا بينما المذاكرة اليومية ولو لساعة تخفف عن الطالب وتقربه من درجات التفوق، موصيا إياهم بأن يعتبروا المعلم في مقام الأب أو الأخ الأكبر فلا يجوز للطالب المسلم الذي تربى في بيت كريم أن يسيء لمعلمه أو يتسبب في التطاول عليه لا قولا ولا فعلا ولا حتى بنظرة فقد كنا لا ننظر في عيون معلمينا حبا واحتراما وتوقيرا.
رسالة لأولياء الأمور
وناشد د. المسباح أولياء الأمور متابعة أبنائهم، مؤكداً أن غيابهم يساهم في تأخرها ويضر بالطالب فلا يعقل أن بعض أولياء الأمور لا يعرف في أي صف يدرس ابنه أو ابنته بل ويتم استدعاؤه عدة مرات للمدرسة ولا يذهب ولا يرسل أحدا نيابة عنه، بل ومن المؤسف أن بعض أولياء الأمور يقوي شوكة الطالب على معلمه بينما كان الأوائل يقولون للمعلم 'لك اللحم ولنا العظم' وهو كناية عن أن المعلم كالوالد في حقه واحترامه.
تعليقات