'خسارة كبيرة'.. تركي العازمي واصفاً استقالة د. عبد الرازق النفيسي

زاوية الكتاب

كتب 1073 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  قبول استقالة د. عبد الرازق النفيسي!

د. تركي العازمي

 

حصلت «لخبطة» في القبول والتسجيل بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب... اعترف المدير العام الفذ الدكتور عبدالرزاق النفيسي بالخلل وانتظر حتى تمت معالجة الخطأ وترجل كفارس يشهد له القاصي والداني بالنزاهة وقدم استقالته.
لم أتوقع قبول استقالة الدكتور عبدالرزاق النفيسي لأسباب عدة يأتي على رأسها إنه كفاءة وعلى خلق لكن قدر الله ما شاء فعل.
إستقالة الدكتور النفيسي من وجهة نظري لها أبعاد ولا أريد أن أخوض في تفاصيلها لكن يبدو لي انه تحمل الشق السياسي من أزمة القبول والتسجيل وتمسك بموقفه وكان له ما اراد مع العلم بأن أزمة القبول معلومة أسبابها.
في الكويت كفاءات كثر من أمثال الدكتور عبدالرزاق النفيسي وقبول استقالته خسارة كبيرة لصرح التعليم التطبيقي والتدريب وما ان قرأت خبر قبول استقالته إلا وأنا «أتوماتيكيا» أجده بشخصه وصفته ينضم إلى القائمة الطويلة التي ذكرت خصالها في المقال السابق (نهاية قيادي «شريف»)!
ولم استغرب الأمر من باب علمنا بخلفية ممارسات مؤسسات الدولة العام والخاص... فالكفاءة والنزاهة لا يستمر المتميز بها طويلا.
ولو بحثنا في تجارب المؤسسات المحترمة من منظور إداري لوجدنا القيادي هو من يختار التابعين له ولا يفرض عليه من الخارج لأي سبب كان وإن حصل و«بلع» طريقة الفرض هذه فإنه لا يشعر بانتمائه أخلاقيا للمؤسسة التي يعمل بها ومن الطبيعي أن تنتهي رحلته بالاستقالة!
أحبتنا معتمدي القرار النهائي هم في الغالب من تسببوا في التيه القيادي الذي تعاني منه مؤسساتنا ومطالباتنا بكشف قدرات القياديين الحاليين «قذفتها» قناعاتنا وفق ما نعلم عن حقيقة الوضع قياديا وإداريا لكن لا حياة لمن تنادي!
الحاصل، أن أي خلل في المنظومة القيادية ينتج عنه ضرر مباشر وغير مباشر على التابعين و«نفسية» الكفاءات المنسية... وفي حقل التعليم والطب والأمن يكون مستوى الضرر «الشعور بالإحباط» أكثر، وأعتقد إنه السبب وراء إصرار الدكتور النفيسي على استقالته متمنين له التوفيق اينما كان.
وللاستدلال، فإننا نذكر بالعرف الاجتماعي الذي يؤكد على أن القيادي المتسم بالكفاءة والأخلاق يفرض عليك احترامه حتى وان حاول البعض تشويه سمعته... فالمحترم الأخلاقي يحافظ على مكانته ومن يحكم على أي فرد قيادي كان أو من عامة الشعب لمجرد سماعه كلمة من هنا أو هناك فهو ظالم لنفسه قبل أن يسمح لنفسه بتشكيل صورة خاطئة عن الصادر بحقه كلام زور وبهتان!
استقالة النفيسي وقبله الكثير من الكفاءات قدموا استقالاتهم... فأين هم الآن ومن حل مكانهم؟
ومما تقدم وانسجاما مع الخط الأخلاقي الذي التزمنا به، أظن والله العالم ان «الشخبطة» القيادية مستمرة. والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك