'لا أثر لها'.. علي البغلي منتقداً خطة التنمية الكويتية

زاوية الكتاب

كتب 896 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  خطة تنميتنا.. وعين عذارى!

علي أحمد البغلي

 

طبعا الكلام عن خطة التنمية الكويتية التي لم نلمس لها أثرا على أرض الواقع هو كلام مأخوذ خيره، أو كلام يشبه «كمن يؤذن في مالطة» على حد تعبير إخواننا المصريين! وقد وارينا الخطة الثرى بعد معايشتنا لأداء آخر عشر وزارات لدينا، فوزراؤنا وجيوش موظفيهم في واد.. والخطة المتوفاة في واد آخر!

ما اثار الشجون وجعل الكل يتحسر على بلده الذي كان رائدا في كل شيء هو تقرير التنافسية العالمية لعام 2013 - 2014، حيث قبعت الكويت في آخر قوائم «دول مجلس التعاون» في كل بنود أو عناصر التقرير، فعلى سبيل المثال لا الحصر: «الهدر في الإنفاق الحكومي» و«جودة التعليم الأساسي» و«جودة التعليم العالي» و«جودة التعليم العالي في العلوم والرياضيات» و«مدى تدريب العاملين و«فعالية سياسة منع الاحتكار» و«عدد إجراءات بدء النشاط التجاري» و«قدرة البلد على الحفاظ على المواهب» و«قدرة البلد على جلب المواهب» و«توافر الخدمات المالية» و«معيار سهولة الحصول على قروض» و«معيار توافر احدث التكنولوجيا» و«الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التقنية» و«حماية الملكية الفكرية» و«الدفعات غير المنتظمة والرشى» و«عبء القوانين الحكومية» - انتهى.

ما أدمى نفوسنا والقلوب هو ترتيبنا في اواخر الركب، العالمي والخليجي، فكل دول الخليج تسبقنا في تلك المعايير لاسباب غير منطقية وغير مبررة! ليأتي لنا جماعة من عندنا ويقولون: الله لا يغير علينا! لا نحن نبي الله يغير علينا يا إخوان.. نريد التحرر من ربقة الجماعات الأصولية - إخوان وسلف - وهم أحد أهم أسباب تخلفنا على كل الأصعدة.. نحن نريد أن الله يغير علينا في اختيار وزرائنا وقياديينا من دون اسلوب المحاصصة والترضيات، والهون أبرك ما يكون، وستروا على ابناء الحمايل! نحن نحتاج لثورة جذرية في التفكير وأسلوب الإدارة في كل شيء.. والشفافية ومحاسبة المسيء والمقصر والمرتشي واللص والمتربح من وظيفته.. نحتاج لـ«نفضة» وليس «نهضة» شاملة تطيح بكل مسلماتنا في العقود الأخيرة، لعل وعسى ان يشهد أبناؤنا في المستقبل مراكز متقدمة للكويت في تقارير الشفافية.

***

• والشيء بالشيء يُذكر، فقد اطلعت على تقرير صحفي بث من لندن بشأن زواج ابن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.. والشاب يدعى «ايون» (29 عاما) وسيقترن بفتاة من اصل تركي تدعى سوزان اشمان (25 عاما).. وقد تتساءل عزيزي القارئ عن صلة خطة تنميتنا الفاشلة على كل الأصعدة بزواج ابن توني بلير الذي نباركه من كل قلوبنا! لأقول لك انه من المنتظر ان تكلف احتفالات ذلك القران المبارك 12 مليون دولار او 8 ملايين جنيه استرليني فقط لا غير!! وكلنا نعلم أن بلير ليس شيخ بترول كما يقولون وهم من اشتهر عنهم - ما عدا شيوخ الكويت - باللعب بالملايين لعب من دون وجع قلب! ولكن كلنا نعلم من ناحية اخرى ان السيد بلير، وقد تم تكليفه من قبل حكومتنا الرشيدة بتقديم تقاريره ونصائحه لها بخصوص وضع خطة تنميتها المريضة موضع التنفيذ، مقابل ملايين الدنانير التي اهدرت عليه كأتعاب، وعلى الجهاز - الكويتي - الذي تولى متابعته وهو جهاز تابع لمجلس الوزراء الكويتي!! نصائح وتقارير بلير لم تنفذ - او غير قابلة للتنفيذ - على ارض الواقع!! ولكن ملاييننا التي اهدرت على نصائحه وتقاريره ساهمت حتما في زواج ابنه - على الطريقة الخليجية الباذخة - وهذا ما عنيته في ان خطة تنميتنا كعين عذاري: «زوَّجت ابن بلير» وبقينا نحن كالعانس التي تنتظر زوجا، من دون بارقة أمل بالأفق!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك