علاقة البـشت في المجتمع الكويتي

عرف الشعب الكويتي بحبه الكبير للأناقة خصوصا في لباسه ، وسنتحدث هذه المرة عن البشت أو العباءة الرجالية ، فالبشوت مرتبطة ارتباطا وثيقا باللباس الكويتي ، وكانت في الماضي من الضروريات ، فلا يكاد يخرج الرجل من بيته إلا وهو مرتديا البشت ، سواء في موسم الصيف أو الشتاء ، إلا أنه وبعد التطور بدأت الناس لاتهتم به كثيرا ، ولكن يتوجب على الرجل في الوقت الحاضر أن يرتديه بحفل زفافه ، كما أن أقارب المعرس يرتدون البشوت بحفل الزفاف لكي يتميزون عن باقي الحضور ، ولم يعد البشت الأسود الزاميا لإختيار المعرس إلا أنه لايزال هو اللون السائد ، وهذا عند عامة الشعب ، إلا انه يعتبر من اللباس الضروري حاليا لدى رؤوساء الدول والأمراء والشيوخ والوزراء وعلما الدين وكبار السن والتجار في جميع المناسبات والإحتفالات .
وتختلف البشوت بأنواعها وأسعارها فكلما زادت جودة البشت زاد سعره ، وتصنع البشوت من أصواف الجمال والماعز واللاما ، حيث يتم غزل هذه المادة ، وذلك يستغرق مدة زمنية ثم بعد ذلك يصنع منها القماش الذي يكون جاهزا لاستخدامه كبشت ، ويقسم البشت إلى نوعين رئيسيين ، الأول الصيفي وأشهره النجفي وهو من أكثر البشوت استخداما في الكويت ، وهناك أيضا الدورقي والانجليزي والياباني ، اما الثاني الشتوي ومنه البوشهر والحساوي والأردني والسوري والكشميري ، وهناك بشوت ربيعية وهي كثيرة ومنها المارينا الياباني المصنع من الصوف ونوع آخر يسمى اوبشن وهو مصنع من خيوط الوبر الخفيف وبعضه يصنع في إيران والأخر مصدر خيوطه من انكلترا ، أما الألوان فهي كثيرة إلا أن الأسود والبني هما السائدان .
وتختلف أنواع الزري الذي تزين به البشوت فمنها الحر الذي يعود أساس خيطه الى الفضة والمطلي بطبقة من الذهب الخالص ، ونسب طلي الذهب تتفاوت من نوع الى آخر وهذه الأنواع تخاط يدويا من دون الاستعانة بالماكينات الالية ، ويوجد كذلك نوع اخر من الزري يسمى المذهب ، وهو في معظمه صناعة فرنسية ، إلا أنه يطلى بالنحاس بدلا من الذهب ، ويعتبر من الأنواع المتوسطة الجودة والسعر ، ومن أهم ما يميز التطريز ( الشمسه ) أو ( الدربوجه ) وهي دائرية الشكل تعلق تحت التطريز ، وتحتاج عملية الخياطة لقوة تركيز واتقان كبيرتين ، حيث يحتاج الخياط لوقت طويل حتى ينتهي من صناعة بشت جيد ، ليكون مميزا بتطريزه وفاخرا بمظهره ، ليتيح له بيعه بسعر مناسب .
ومن كبار تجار البشوت في الكويت أحمد الدويسان رحمة الله وحجي إبراهيم بوحمد رحمه الله وأحمد بوحمد رحمه الله وعلي أحمد العلي وحسين العلي بوحمد وعيسى بوحمد وسعود الياقوت وحسن البغلي ومحمد البغلي وأحمد الشواف وعبدالله العباد وعلي العباد وأحمد المفيرس وسليمان الزرقي ومحمد السليمان ، وهناك أبناء ورثوا التجارة من أبائهم ولايزالون يمارسونها ، ومحلاتهم موجودة إلى الآن في سوق المباركية .