ما نحتاجه شيخ يحمي الكويت وشعبها!.. هكذا يعتقد خليفة الخرافي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 13, 2013, 12:44 ص 2509 مشاهدات 0
القبس
لقد ضعنا.. فهل الشيوخ هم المشكلة أم هم الحل؟
خليفة مساعد الخرافي
عبرنا بكم من مقالات سابقة عن تاريخ دويلات ومشيخات حكمت المنطقة ومن يحكم المنطقة يحكم الكويت قبل فترة نزوح تحالف العتوب إلى الكويت في بداية القرن السادس عشر، وإن كانت سيطرة العثمانيين على كامل الوطن العربي، والكويت ليست استثناء حتى في زمن سيطرة العتوب.
في المقالات المقبلة سنسلط الضوء أكثر على طبيعة العلاقة المميزة بين أسرة آل الصباح الكرام وأهل الكويت الطيبين، منذ أن استقر العتوب في الكويت وحكم الشيخ صباح الأول وبعده الشيخ عبدالله الأول، الذي حكم لفترة طويلة ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا تواصل شيوخ الكويت مع أهلها بالاحترام المتبادل فلم يبطش الشيخ أحمد الجابر بشباب الكويت حين ثاروا، مطالبين بإصلاحات سياسية كانت في معايير ذلك الوقت هي أقرب للثورة، بل افرج الشيخ أحمد الجابر عنهم، وإن تعامل حاكم بصرامة وحزم شديدين لإخماد الثورة، وتكرر هذا الموقف الأبوي بالتسامح بالعفو والصفح في عهد الشيخ عبدالله السالم والشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله، وآخرها الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد، بعفوه الأخير عن مجموعة شباب، ومعهم فتاة، لانهم أُحبطوا من تفشي الفساد والفوضى والاهمال في وطنهم، فتعدى انتقادهم المألوف، وحكم عليهم القضاء بالسجن وفق مواد في القانون والدستور، فعفا عنهم سمو الأمير.
من يقرأ تاريخ الكويت يجد فيه أحداثاً كثيرة، لهذا يجب علينا أن نتعلم من التاريخ ونتعظ منه حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها بدل إشغال المجتمع الكويتي وإلهائه برمته في قضايا هامشية، كسنّي وشيعي، وبدوي وحضري، ومناطق داخلية ومناطق خارجية، يضحك علينا من يفد إلينا زائراً حين يجد ان هذه المناطق لا تبعد عن بعضها سوى كيلومترات قليلة، كما يجب ألا يعاير من تواجد آباؤه قبل ظهور النفط مع من أتى آباؤه بعد تغير أحوال الكويت من الفقر إلى الغنى، ويجب على من وفد آباؤه إلى الكويت بعد ظهور النفط ألاَّ يرفض الاعتزاز بتاريخ الكويت ومن بنى أسوارها الثلاثة لحمايتها من الغزاة، لا بل للأسف تعدت أحوالنا إلى انشقاقات بين الأطراف والمذاهب والفئات نفسها، وهو خراب كبير للوطن في ظل ما يحاك ضد العرب والإسلام من مؤامرات ومكائد ودسائس وفتن، لهذا يجب أن نقرأ تاريخنا بتمعن، وسنبدأ في أول مقالتنا بوثوب الشيخ مبارك الصباح على الحكم بعد ان قتل أخويه محمد وجراح بطريقة دموية مأساوية، فنتائج استيلائه على الحكم مع بشاعة الجريمة، هل كان من مصلحة الكويت وأهلها أن حكمها الشيخ مبارك أو لو استمر نفس أداء حاكمها الشيخ محمد وأخيه جراح ومستشارهما ونسيبهما الشيخ يوسف الإبراهيم؟
البعض رأى ان تولي مبارك الحكم انقذ الكويت، إلا ان الوسيلة لا تقرها لا الأعراف ولا الأديان، والتي استهجنها العتوب وأهل الكويت جميعاً. وقد اثارت غضبة الشيخ يوسف الإبراهيم دفاعاً عن الشرعية.
بسبب تبدل الأحوال والقوى واختلاف الموازين والتي تحتاج إلى قائد قوي الشخصية، أجمع المؤرخون على ان الشيخ مبارك الصباح هو الرجل المناسب لهذه المرحلة مع شجاعة الشيخ مبارك وجسارته في المعارك، حيث قاد معارك عديدة سنأتي على ذكرها ومع الشيخ مبارك خسر معظم الحروب التي خاضها إلا أن ذكاءه ودهاءه أعاناه على قراءة المستقبل، ووازن بين الإمبراطورية العثمانية الآفلة والإمبراطورية البريطانية المسيطرة، فراهن على الحصان الرابح، وهو الإنكليز، ووقع معهم بعد ثلاث سنوات من استيلائه على الحكم اتفاقية الحماية.
ما واجه الشيخين سالم المبارك وأحمد الجابر من مصاعب
وفي مقالات مقبلة سنركز على فترة حاكم الكويت الشجاع الشيخ سالم المبارك الصباح ومعركة الجهراء، ونتبعها بالأحداث إبان فترة حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الطويلة، والذي اشتهر بحلمه، وحدثت في فترة حكمه صراعات وبروز قوى جديدة طامعة في الجزيرة العربية، وكيف استطاع بصعوبة ان يبحر في سفينة الكويت بعد أن تغيرت أهواء الإنكليز، وكيف قبل الشيخ أحمد الجابر مكرهاً نتائج مؤتمر العقير برعاية الإنكليز، والذي اقتطع ثلثي مساحة الكويت، كما سنذكر تصدي الشيخ أحمد الجابر وبدعم من الإنكليز بحزم وصرامة لرغبة الشباب المتنور في إصلاحات سياسية تسمح للشعب بدور أكبر في إدارة الدولة، وبعدها سنسلط الضوء على الكوارث التي دهمت الكويت من سيول وأمطار هدمت منازلهم الطينية البسيطة، وانتشرت أمراض الجدري والطاعون التي أفنت عائلات بأكملها.
كما سنذكر كيف كان الأمن مستتبا في حقبة ما قبل النفط لتعامل المسؤول عن الأمن الشيخ عبدالله الاحمد بشدة وحزم وصرامة مع الخارجين عن القانون، وسنذكر قصة طريفة «خليفة لزياني فك خليفة لشياني» مع الشيخ عبدالله الأحمد وقصص أخرى لتبيان أن الشيوخ بشر يصيبون ويخطئون ويرحمون ويغضبون ويستعجلون.
كما كان تعامل البيع والشراء بين أهل الكويت جميعاً باديتها وحاضرتها بالكلمة والثقة فقد كانت نواياهم حسنة طيبة وسنذكر أمثلة.
براميل وخيازين ولعب البلدية بالتثامين
وسنذكر قصة اكتشاف البترول في الكويت وحلم الإنكليزي (السدرة)، وقد تغيرت المعادلة التي كانت تحكم العلاقة بين الشيوخ والتجار والأيدي العاملة، حيث كان الحكم يعتمد اعتماداً كلياً على إيرادات الغوص والسفر والجمارك، بينما أصبحت السلطة هي التي تملك المال الذي يحتاجه أهل الكويت، مما جعل السلطة صاحبة اليد الطولى.
وسنذكر فترة توزيع الثروة على شعب الكويت في الخمسينات في تثمين بيوتهم البسيطة بمبالغ طائلة بمقاييس مستوى المعيشة في ذلك الوقت، وتحول أهل البحر والبادية إلى موظفين في الدولة وشركة النفط، وسنذكر ما هي عقدة النوخذة الذي كان الآمر الناهي في «البوم» (السفينة)، فأصبح من يأمره والمدير عليه إما وافد عربي وإما شاب كويتي صغير السن خريج، وسنوضح ما هي قصة استيلاء قلة من الشيوخ على أراضي الدولة وأصبحوا بسببها من أكبر المليونيرات في الشرق الأوسط، وان كانوا مقارنة بأفعال اقرانهم من شيوخ الخليج يعتبر وضعهم أخف بكثير، وسنذكر بسبب قلة الشعب وقلة الراغبين في العمل التجاري قصة توزيع قسائم الشويخ الصناعية والخدمية والتخزينية في فترة الخمسينات وسبب عزوف الكثير عن تملكها، وسنذكر كيف استولى بعض أعضاء المجلس البلدي على بيوت أهل الكويت البسطاء الذين على نياتهم بشراء بيوتهم بأسعار متهاودة لمعرفتهم بتثمينها، كما سنبين أسباب ثورة الشيوخ المالك الصباح، وسُجن بسببها الشيخ فهد المالك الصباح، رحمه الله. وسنذكر أخباراً وسوالف كيف كان لا يسمح لسيارة أحد بتجاوز سيارات الشيوخ، التي تضع علمين في مقدمتها ومن الخلف في مكان لوحة السيارات، ومن يتجاوز سيارة الشيخ «أم علمين» سيضربه خدام الشيخ بالخيازرين، وسنركز على أسباب زعلة نائب الحاكم الشيخ عبدالله مبارك واخو الحاكم الرجل القوي النفوذ الشيخ فهد السالم، وكيف حاول بعض الشيوخ في المجلس التأسيسي جعل دستور 62 لا يهش ولا ينش، فتصدى لهم أخيار أهل الكويت ومنهم المرحوم الوزير حمود الزيد الخالد.
كارثة التجنيس
حين تضايق بعض الشيوخ من مجلس الأمة والديموقراطية هداهم تفكيرهم وبعض مستشاريهم إلى تجنيس جماعات وفدت إلى الكويت أواخر فترة الخمسينات، وهذا الفعل أدى إلى كثير من السلبيات والمشاكل لمعاناة شباب الكويت من الانتظار الطويل لسكن وقلة فرص العمل، وما زادها سوءاً هو سوء إدارة الدولة وعدم قدرتها على احتواء القادمين الجدد، فهم قوة خير ايجابية وسند للدولة. ان من وفد اباؤهم إلى الكويت في الخمسينات وتجنس أصبح ابناؤهم اليوم عمود من أعمدة تنمية الكويت وتطويرها، كما سنبرز كيف حاول في منتصف حقبة الستينات بعض الشيوخ إبعاد الزعامات الوطنية بمحاولة التزوير في انتخابات عام 1967، وبعدها تم اغلاق نادي الاستقلال.
كراهية بعض الشيوخ للديموقراطية «ما لها حل»
بعدها سنذكر كيف حول بعض الشيوخ قاعة البرلمان الكويتي إلى سوق لشراء الذمم وعقد الصفقات، كما سنذكر كيف تورّط قلة من الشيوخ في صفقات وعمولات مع متنفذين يتبعون لهم، وسنذكر كيف كانت الكويت في الريادة في فترة السبعينات نتيجة جهد قيادات الخمسينات والستينات، الذين قاموا في بداية الخمسينات بإنجاز المخطط الهيكلي لمدينة الكويت، والذي سنتكلم عنه، وتم ابعاد هذه القيادات الكويتية في يناير 1965، فتعطلت أمور عديدة ومشاريع سنبينها، وزادت المشاكل وتفاقمت بسبب التردد في القرار لضعف قيادات الدولة، فتردت أحوال الكويت فظهرت قوة تعيث في الكويت فساداً مستغلة صراع الشيوخ.
ما نحتاجه شيخ يحمي الكويت وشعبها وليس ليحمي الشيخة والشيوخ، ومصالحهم ونفوذهم بشكل عام أداء شيوخ الكويت طيب ومتفق عليهم من كل الشعب وبجميع أطيافه وشرائحه، وردى بعض شيوخنا ولا طيب غيرهم من بعض الأنظمة الأخرى، انما ما نذكر هي حوادث حصلت في الماضي ودونتها كتب التاريخ نتمنى ان نتعلم منها ونتعظ.
***
• زهيرية فهد الخشرم وشعره أيضاً جميل:
يا زين جد بوصلك لا تقلي لا
ادعيت الأيام من بعد السرور بلا
كل المعزة لغيري ولجنابي لا
أقسمت بالله روحي والوجد عندك
وجوارحي ما برت من دائها عندك
ان جان الأنذال مثل أهل الوفا عندك
كل بعقله رضى إلا بماله لا.
***
• أغنية هولو بين المنازل
غناء شادي الخليج الفنان الاستاذ عبدالعزيز المفرج
كتبها الشاعر أحمد مشاري العدواني
ولحنها أحمد باقر
ليتكم تسمعونها بــ«النت» جميلة رائعة:
هولو بين المنازل
اي والله اسمر سباني
هولو حلو الشمايل
اي والله زين المعاني
اسمر ومضمر
ما في مثاله
شفته يتخطر
مثل العزالة
سبحان من صور
حسنه ودلاله
اسمر يا اسمر
يا اللي سباني
يا حلم السمار
في الليل الهادي
يا شدو الاطيار
في روض الوادي
عندي لك اسرار
شاغلة فؤادي
خلتني محتار
يا اللي سباني
اسمر يا مملوح
يكفيك الدلال
قولي وين اروح
قولي كيف احتال
كل القلب جروح
كل النفس أغلال
بس ما اقدر ابوح
يا اللي سباني
• نعزي أسرة الخلف التيلجي الكريمة والفاضلين الأديبين فاضل وعبدالله، اللذين يجسدان أواصر المحبة والتآلف والتقارب بين أهل الكويت، بوفاة شقيقهما المرحوم- بإذن الله- خالد خلف، طالبين له الرحمة، وداعين لهم بالصبر والسلوان.
***
• المقالة المقبلة أهم الأحداث في عهد الشيخ مبارك الصباح (أسد الجزيرة).
لله درك يا كويت تعمرين مئات المشاريع لدول العالم النامية وبجودة عالية، بمشاريع ضخمة للبنية التحتية لهذه الدول من خلال الأداء المتميز لصندوق التنمية الكويتي والقادر على انجاز خطة التنمية الكويتية المتعثرة لو تم تكليفهم بها، بينما وزارات الدولة عاجزة عن انجازها بسبب التخبط!
بزيارتي للعم خالد علي الخرافي في منزله بمنطقة الشعب وجدته، وهو جالس في صالته المطلة على حديقته الغناء بالنخيل والزهور والتي تشرف على ساحل البحر، منشغلاً بقراءة كتاب الأزمنة والأمكنة للدكتور يعقوب يوسف الغنيم الذي طبع على نفقة الأديب الشاعر رجل الأعمال عبدالعزيز سعود البابطين والذي أنصح الجميع بقراءته ليستمتعوا بأسلوب الكاتب البديع وبأحداث وتواريخ حقيقية موثقة. ولهما الشكر الجزيل.
تعليقات