وائل الحساوي يكتب: السياسة الأميركية كجبنة كيري!

زاوية الكتاب

كتب 999 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  السياسة الأميركية.. كجبنة كيري!

د. وائل الحساوي

 

دعونا نعقد مقارنة بين الاطراف غير الفاعلة مباشرة في الملف السوري، وزير الخارجية الروسي لافروف منذ بداية الثورة السورية وهو يحمل الامر بجد ويطل بوجهه المتجهم مدافعا عن النظام السوري بكل قوة ويرفض اتهامه بابادة شعبه، ويوجه الانظار باتجاه الدفاع عنه وحشد التأييد له مقابل جهود ضئيلة لوليد المعلم!!
الرئيس الروسي بوتين، ذلك الوجه العابس الذي لا يكاد يتكلم إلا قليلا ولا يكاد يلتفت إلى اوباما خلال الاجتماعات، لكنه يحمل قضية سورية على عاتقه ويدافع عنها إلى آخر رمق، ويشحن لها كل ما تريده من السلاح والخبراء، ويركن بوارجه البحرية سنتين ونصف السنة قرب ميناء اللاذقية من اجل تلبية النداء في نصرة صديقه العزيز بشار الاسد!!
على الضفة الأخرى، نرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري يذوب كما تذوب جبنة كيري إذا ما تم مسحها، فهو يعطي للديبلوماسية والبروتوكولات الاهمية الكبرى وتراه يخطب متواصلا حول الانتهاكات السورية والكيماوي الذي يهدد البشرية جمعاء ويكاد يبكي على ما يفعله بشار بشعبه، ثم تراه مازحا مع لافروف وممسكا بيده قائلا: اتفقت مع صديقي لافروف أن لا حل إلا الحل السلمي للمشكلة السورية!!
ولعل كيري قد ادرك ورطة رئيسه اوباما الذي يرتجف كلما فكر في أنه سيضطر لمواجهة ذلك النظام الشرس الذي حوّل نصف سورية إلى خرابة وقتل واعتقل وشرد اكثر من نصف شعبه، واستخدم كل ما يمكن أن يخطر على بال البشر من اسلحة فتاكة بيده!!
لقد خرجت من اوباما زلة لسان ورطته اشد التوريط وذلك بقوله بان استخدام السلاح الكيماوي يمثل (خطا أحمر لا يمكن تجاوزه)، وقد كان يقصد (خطا أحمر ولكن يمكن تجاوزه).
وقد وقع ما كان يخشاه اوباما، فقد تجاوز بشار الخط الاحمر والاسود والاخضر، وعندما اسقط في يد اوباما وبدأ بعض رجالات البرلمان الاميركي يعيرونه ويوبخونه على عدم الرد ما كان منه إلا أن حشد عددا من قواته وقال انه سيضرب بيد من حديد.
حبس العالم أنفاسه ترقبا لتلك الضربة الاميركية التي ستنهي جرائم الاسد بحق شعبه، ثم قام اوباما المهلوع بمحاولة تخفيف وطأتها على شعبه بان اعتبرها ضربة محدودة ضد اهداف معينة مدتها يومان وانها لن تخلع النظام ولن يصاحبها تدخل بري، ثم فجأة قرر اوباما اخذ موافقة الكونغرس، فاتجهت انظار العالم تجاه الكونغرس بعدها بادرت روسيا بخطة للتخلص من سلاح سورية الكيماوي مقابل وقف الضربة الاميركية، فتلقفها كيري بكل اعجاب وتشجيع - ثم كشف لافروف بان كيري هو من اقترح تلك الخطة - وما كان من اوباما إلا الترحيب بالمبادرة الروسية وانه يرحب بأي حل ديبلوماسي للمسألة وعندما بادرت فرنسا بطرح مبادرة في مجلس الامة - بناء على المبادرة الروسية - تمهل سورية 15 يوما لكشف برامج الاسلحة الكيمياوية التي تملكها والا فانها ستتحمل عقوبات من المجتمع الدولي، ما كان من روسيا إلا شتم فرنسا!
دول الخليج هي الوحيدة التي ابدت موقفا شجاعا في رفض المبادرة الروسية واصرارها على استخدام القوة لردع النظام السوري وانها مستعدة لتحمل جميع تبعات الحرب عليها.
المهم هو أن المجتمع الدولي قد اختزل القضية السورية كلها في السلاح الكيماوي الذي يشكل خطرا على اسرائيل واعتبر التخلص منه هو الحل لمشكلة سورية، اما القتل اليومي والبراميل المتفجرة والقصف المتواصل بالطائرات والمدافع فهو شأن سوري بحت لا دخل له به!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك