الكونغرس الكويتي مختلف!.. هذا ما يراه تركي العازمي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2013, 1:18 ص 757 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الكونغرس الكويتي مختلف!
د. تركي العازمي
حاولت أن أسقط خبر «أعضاء الكونغرس يستمعون لناخبي دوائرهم قبل تحديد الموقف من الضربة ضد سورية» على نوابنا الأفاضل في الكونغرس الكويتي لقناعة غالبيتهم بفاعلية ممارسات الغرب للديموقراطية!
في أميركا... للشعب صوت يسمعه النواب ويحدد النائب موقفه بعد سماع رأي ناخبيه ومع أن طبيعة الممارسة الديموقراطية الأميركية تختلف عن الكويتية لكن الكونغرس الكويتي مختلف لاسباب متصلة بالثقافة.
أولاً... نوابنا الأفاضل «يهلكون» أنفسهم بزيارات الناخبين في دواوينهم وتنتهي الزيارات برسالة اعتذار لمن لم يستطيعوا زيارته لضيق الوقت وبعد نجاح المرشحين بالكاد تلمحهم في مناسبة فرح أو عزاء... أو عبر شاشات القنوات التلفزيونية!
ثانيا... كثير من أحبتنا تجده مغرما بالممارسة الغربية للديموقراطية ولا يطبقها وهنا تلعب الثقافة وتركيبة المجتمع دورا في اتساع الفجوة بين النواب والناخبين ورغم وضوح الفجوة تجد النجاح حليف البعض إما «بشيمة أو قيمة» وفي الأشهر القليلة الماضية ظهرت «القيمة» كلاعب رئيسي في إيصال بعض النواب وقد تختلف صور «القيمة» لكنها بعيدة عن «الشيمة»!
ثالثا... على المستوى الاجتماعي، نجد أصحاب القرار حريصين على مجاراة الممارسات المؤسسية في الدول الغربية بما فيها طريقة اقتناص الفرص الاستثمارية ويحاولون تطبيقها على المجتمع الكويتي الذي يعتبر «السياق Context» مختلفا لاعتبارات جوهرية جذورها ثقافية طبقية وتفشي «الواسطة والمحسوبية» ناهيك عن انعدام توافر مناخ العمل المؤسسي السليم!
لا نريد الاسترسال في هذه الجوانب لأننا وإن قمنا بذلك فلن نجد آذاناً صاغية، ولذلك نود من أحبتنا النواب أن يفهموا الممارسة الديموقراطية وأن يحترموا عقلية ناخبيهم ولا يصوتوا على قرار دون الرجوع إليهم فمن القاعدة الانتخابية وصلوا إلى قبة البرلمان وتجاهلهم خطيئة إن كانوا يرغبون في تطبيق الديموقراطية الحقة.
والمعارضة: أين هي؟... إنه لا توجد ممارسة ديموقراطية من دون معارضة وهذا التساؤل نوجهه لكل من يريد الانفراد بقراره حتى على مستوى العمل المؤسسي ( أغلب المؤسسات قد تم تسييس كثير من قراراتها )! أن تستمع لصوت عاقل يعارضك الرأي فيه من التعقل والنضج الشيء الكثير... ومن يظن أنه على علم ويستطيع أن يأخذ قراره من دون استشارة من هم أفضل منه في جزئيات معينة أعتقد أنه بحاجة إلى مراجعة وضعه المعنوي المضطرب!
وأن تحاول أن تطبق المفاهيم الغربية على مجتمع كالمجتمع الكويتي الذي تختلف تركيبة سياقه الثقافي فأنت تسهم في تدمير هويتك الثقافية وتكون أشبه بمن يزرع في «سبخة» فالتغيير الثقافي يحتاج إلى جرأة ووقت طويل!
على أي حال لفت انتباهنا خبر عودة أعضاء الكونغرس لناخبيهم لأخذ القرار ونحن نوابنا نبحث عنهم تجاه بعض القرارات الحساسة ولا نجد لهم أثراً... فأي ممارسة للديموقراطية (من دون معارضة) نتحدث عنها. والله المستعان!
تعليقات