النفط الصخري يخرب ويدمر البيوت

الاقتصاد الآن

الحرمي: لولا إنتاج أمريكا له لصعدت أسعار النفط بكل سهولة لأكثر من 130 دولار للبرميل

6751 مشاهدات 0

صورة تعبيرية - من الأرشيف

النفط الصخري . صمام الأمام

ولولاه . ولولا إنتاج أمريكا النفط الصخري  لصعدت أسعار النفط بكل سهولة إلى ما فوق معدل 130 دولار للبرميل . 
هذا هو واقع الأمر الحالي في الأسواق النفطية حيث أكثر الدول المنتجة للنفط الخام الخفيف مثل ليبيا الذي انخفض إنتاجه الى ما دون 200 الف برميل من  4 ر1 مليون ونيجيريا الى أقل من 800 ر1 من حوالي 500 ر 2 مليون مع التوقف الشبه تام في  إنتاج النفط في كل من جنوب السودان واليمن و سوريا مما يعني خفض في انتاج النفط الخفيف بأكثر من 2 مليون برميل يوميا . وغياب بأكثر من 2 مليون برميل من النفط الإيراني من الأسواق العالمية . ومع ذلك لم ترتفع أسعار النفط الى معدلات حادة وهذا كله يرجع الى إنتاج النفط  الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية. و لم تجدر اية اشارة الي وجود أزمة نفطية بالرغم من غياب أكثر من 2 مليون برميل أغلبيته من النفط الخفيف . مما يعني و يؤكد تواجد  النفط الصخري ليساعد في تهدئة و أستقرار أسعار النفط ولولاه لأرتفعت أسعار النفط الي مافوق ال 130 دولار . 
وهذا ما أكده معظم وزراء دول منظمة ' أوبك ' في الأشهر الماضية لكن على المدى المتوسط والطويل سيؤدي هذا النفط الى خراب ودمار البيوت . هو فعلا ساعد الآن في ضبط الأسعار لكن ماذا لو ان أستثمرت الصين و الهند والدول المستهلكة الأخرى الكبرى في النفط الصخري .وهذا قادم لا محال وما على الصين  سوى شراء تقنية التعصير المائي Fracking) ) لنرى ماذا سيكون رد فعل دول منظمة 'أوبك' . ومن هذا المنطلق  يجب على الدول المنتجة للنفط التقليدي النظر وبكل جدية عن سبل ووسائل لبقائهم وسيطرتهم علي ثرواتهم وإلا مصيرهم سيكون مثل مصير الدول التي كانت تنتج وتتاجر بالفحم. 
النفط الصخري الأمريكي أصبح صمام الأمان لإقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية حيث ساعد أكتشافه في تسريع عملية شفاء وتنشيط الأقتصاد وذلك عن طريق تخفيض كلفة الإستهلاك المحلي من الطاقة حيث الآن أمريكا الأرخص في مجال الكهرباء و الغاز و في القطاعين لإستهلاك الأفراد و الإستهلاك التجاري والصناعي . وساهم في خلق و تجديد حوالي 2 مليون وظيفة . وإضافة أكثر من 75 مليار دولار في ميزانية الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية . وأنخفضت ميزانية الإستيراد الخارجي بأكثر من 60% لتصل الى أقل 20% لتتضاءل مع نهاية الى الصفر مع نهاية عام  2017 .و قد ساهم إنتاج النفط الصخري في زيادة الإنتاج المحلي من النفط بنسبة 50% منذ عام 2008 .
و يطل علينا سؤال آخر وهو وما هو دور منظمة ' اوبك ' حاليا ومستقبلا . حاليا وجدنا تظافر و جهود المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاجها من النفط لتصل الي أكثر من 10 مليون برميل في الشهر الماضي. وهذا قد ساهم نوعا ما في طمأنة ألسواق وإعادة الإستقرار. لكن وجود النفط الصخري الأمريكي وهو من النوع النفط الخفيف ساهم في إيجاد حل إنقطاع وإنخفاض الإمدادات من الدول الإفريقية من البترول الخفيف .
لكن مستقبلا يجب على المنظمة عمل شيئا ما وبعجالة أما الأنتظار حتي نهاية 2017 فهذا مستحيل . لأن النفط الصخري قد حل فعلا محل النفوط الإفريقية الخفيفية  والآ لإرتفعت أسعار النفط الى مافوق ال 130 دولار. والسؤال الآخر لماذا وحتي الآن لماذا سكوت الدول الأفريقية والمنتجة للنفط مع هذا العنصر الجديد ولم لم تدعوا الي إجتماع خاص للمنظمة . هل هو الخوف من الداخل وعاجزة عن حل المشكلة أم ستتجه هذه الدول شرقا الي الأسواق الآسيوية الواعدة وستنافس دول الخليج العربي في أسواقها الإستراتيجية . وتجرها الي حرب أسعار مابين ' الأخوة ' في دول المنظمة .
امريكا  أدت دورها الآن في تهدئة أسعار النفط خاصة في الأسواق الأمريكية الداخلية و ستواصل ذلك .
من المؤكد ان المستقبل غير مطمأن وغير آمن للدول المنتجة للنفط و دول  لمنظمة
' اوبك ' خاصة . ونظن الآن بأن الرسالة قد وصلت الآن بالصوت العالي الملموس من دون أدني شك . وما نحن بفاعلون ؟ 
كامل عبدالله الحرمي  
كاتب ومحلل نفطي  
 

كتب: كامل الحرمي

تعليقات

اكتب تعليقك