الاخوان (11-15) استفراد - بقلم محمد المطوع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 9, 2013, 9:29 م 1084 مشاهدات 0
وضح بشكل لا يساوره الشك بعد عزل مرسي وعلى اثر حشدهم للمظاهرات في أنحاء الجمهورية, بأن عدد الأخوان المسلمين في مصر لا يتجاوز المليونين, وهو عدد مؤثر وذو نتيجة باهرة في الانتخابات خاصة بأن الأخوان حزب ممتد زمنيا ومكانيا ويستمد قوته بإدعائه إتباع الله ورسوله, والمعروف عن الشعب المصري بأنه شعب في أغلبه يحب الله ورسوله, لذلك فالأخوان حصلوا نتيجة الانتخابات الجولة الأولى أصوات ضعف عددهم ثلاث مرات مما أعطى مرسي القدرة على خوض الجولة الثانية, وفاز بها بفارق بسيط عن الفلول الذين كان يساندهم جزء من ثوار 25 يناير المتخوفين من إقصاء الأخوان لهم, وساند الاخوان أعداد كبيرة من الثوار آملين بنقل الحياة المصرية نقلة نوعية مثلى وفضلى في جميع جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية, ولكن الأخوان خيبوا الضن في جميع هذه المناحي ولم يستطيعوا ان يحافظوا على الوضع الهش والسيئ لهذه الجوانب من الحياة, والأخوان لم يضعوا خارطة طريق واضحة ودقيقة في مراحلها ومحددة زمنيا, لنقل مصر من حال إلى حال, ولو فعلوها والتزموا بسبعين بالمائة منها, لوقف الشعب خلفهم يساندهم.
الأخوان بكل أسف لم يفهموا الشعب المصري رغم إنهم يعيشون بينهم, وفشلوا في تحقيق رغبة الشعب المصري الذي خرج عاري الصدر ضد نظام مبارك وبذل الشهداء لينال الديمقراطية , فالمواطن المصري تواق للحرية وللديمقراطية وينشد حياة كريمة يسمح بها بالعمل والاستفادة من إمكانات وثروات بلاده ووطنه ليرتقي بأسرته اقتصاديا واجتماعيا, هذه هي ببساطة مطالب الشعب المصري, فهو لا يطلب أن يغزو العالم ولا يطلب أن تجوب حاملات الطائرات التابعة له محيطات العالم, فأرض مصر خصبة معطاءة تستطيع أن تعيش إضعاف تعداد سكانه بخير ونعمة.
لكن الأخوان بعكس الشعب المصري, أرادوا استبدال نظام مبارك الفاسد بنظام أخوان من غير أي إصلاحات ديمقراطية حقيقية واسعة بل أرادوا الحفاظ على أسلوب الحكم الدكتاتوري, والدكتاتورية أكبر مفسدة, وفي حركة استبدال المحافظين أكبر مثال عن تقاعس الأخوان وتوضح عدم رغبة الإخوان في إصلاح النظام, فمرسي عاش في أميركا ويعلم إن رئيس قسم الشرطة هناك يتم انتخابه, وحينما رأس مرسي مصر لا يريد أن يجعل اختيار المحافظ بالانتخاب الشعبي المباشر وهو منصب أهم من أي وزير, فمرسي يريد أن يتحكم الأخوان في مصر باستفراد تام مثلما كان نظام مبارك يفعل, ولا يريد للشعب أن يحكم مصر, وكذلك استكبر وأستفرد مرسي في الإعلان الدستوري المكمل وتحصينه ضد القضاء, فهي دكتاتورية لو سمح بها الشعب, لأصبحت سابقة يعتمد عليها كل رئيس قادم لمصر إلى أن يرث الله الأرض وما عليها , ولكن الشعب المصري الثائر أذكى من أن يمرر هذه الفعلة الشنيعة, لذلك تحول الكثير من الشعب من ناخب لمرسي إلى مساند لحركة تمرد, فخسر الأخوان الشعب.
والأعجب بأن الأخوان في مصر لا يستوعبون أن الشرعية الشعبية أعلى من شرعية صناديق الانتخابات, بالرغم من أن فرع الكويت وهو أكثر فرع عربي للإخوان معرفة وممارسة للديمقراطية قد مارس الشرعية الشعبية, هذا الفرع كان يطالب على لسان جمعان الحربش عضوه في مجلس 2009 أن يتم عمل انتخابات مبكرة لمجلس الأمة, رغم إنه لا يوجد حكم محكمة بالإبطال لأي سبب كان, وأعتمد جمعان الحربش على الإرادة الشعبية في طلبه, ولكن حينما يأتي طلب الانتخابات المبكرة من الشعب المصري ضد الأخوان, فيصبح الأمر غير ديمقراطي وحرام شرعا, فيا جمعان الحربش اتق الله في نفسك وفي الشعبين الكويتي والمصري وحدد بالضبط أين الحلال وأين الحرام, ولا تجعل أهواءك تلعب بآرائك, والله يقول (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) الآية 40 , 41 سورة النازعات.
لذلك فالشرعية الشعبية في مصر التي خرجت في 30 يونيو والتي تجاوزت ثلاثين مليون هي من خلعت مرسي وليس الجيش كما يدعون, إنما الجيش وقف بجانب الشرعية الشعبية ولم يقف مع الرئيس مرسي المتمسك بالكرسي بتعنت يشبه تعنت القذافي, وفيما سبق فعل الجيش نفس الأمر مع مبارك حينما انحاز الجيش للشعب الثائر ولم ينحاز لمبارك وحينها بارك الأخوان فعل الجيش رغم إن من حكم مصر في ذلك الوقت هم عساكر الجيش ولمدة أطول مما سيحكم المدني المستشار رئيس المحكمة الدستورية في هذه الفترة.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور
تعليقات