ثقافة مجتمع !

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1622 مشاهدات 0



إن الالتزام بالقانون هو ثقافة تبنى في المجتمع على مر السنوات وليست في ليلة وضحاها ، ففي السابق بريطانيا مثلا لم يكن الناس يقفون في طوابير منظمة في الأماكن العامة كما هو اليوم فقامت الحكومة في خمسينات القرن الماضي بفرض غرامة مالية قدرها 100 جنيه استرليني على كل من لا يقف في الطابور تخيل هذا المبلغ في ذلك الزمان يعد ثروة هائلة ، فبدأ الأفراد يلتزمون بالقانون ، أما اليوم فلقد أصبح الوقوف في الطابور والانتظار ثقافة مجتمع وانتقلت لتعم معظم الدول الغربية
في معظم الدول العربية ( هي فوضى ) بالحياة العامة تشاهدها بحركة المرور، مراجعة الدوائر الحكومية ثقافة فوضوية ، في الغرب يستخدمون الطرق ووسائل النقل والمترو وامواج بشرية هائلة تدير نفسها بانضباطية ودقة ، حياتنا العربية الفوضوية انعكست سلبا على الرياضة وملاعبنا فتشاهد الإصابات والتدافع والزحام من أجل شراء التذاكر لحضور المباريات وصعوبة في تنظيم الآلاف لدخول الملعب والجلوس في الكرسي الصحيح ، كيف نريد ان نبني ثقافة رياضية في المجتمع وفي حياتنا فوضة !!

تشاهد الملاعب في أوربا وقبل انطلاقة المباراة بحوالي ربع ساعة وكأنها خاوية على عروشها وما ان يطلق الحكم صافرة الانطلاقة حتى يتوافد الآلاف على كراسيهم ويمتلأ الملعب عن بكرة أبيه ، وأيضا تلاحظ نظافة دورات المياه  رغم استخدامها من العشرات ، وقبل سنوات عندما احتضن ملعب السانتياغو برنابيو لقاء الملكي وريال سوسييداد ضمن الدوري الإسباني وأخلت الشرطة الملعب من الجمهور الذي كان يقدر بحوالي 70 ألف بسرعة قياسية بعد تلقي إنذار بوجود قنبلة ، وخروج الجميع بسلام وبصورة هادئة دون تدافع أو اصابات .

وهناك مقولة شهيرة للشيخ محمد عبده ( ذهبت للغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ، ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاما ) .

مشهد الختام

قصفت .. وضربت بالنووي .. تألمت .. فتعلمت .. فقامت .. فأبدعت .. اليابان من الألم إلى الأمل والعمل ، ضربها زلزال مدمر 2011 وتسونامي وتسرب نووي لم تستسلم بعدها بأشهر منتخب اليابان للسيدات يحرز كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى بتاريخه ، وتواصل التألق والتميز فحصلت طوكيو على حق استضافة أولمبياد 2020  لتكون العاصمة اليابانية أول مدينة آسيوية تستضيف الحدث الأولمبي لمرتين وكانت الأولى 1964 ، اليابان إنها ثقافة العمل وثقافة المجتمع .

عبدالعزيز الدويسان

كتب: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك