وليد الجاسم: نحن بحاجة إلى انتداب 'عبدالفتاح العلي' لهيئة الزراعة

زاوية الكتاب

كتب 716 مشاهدات 0


الوطن

انتداب عبد الفتاح

وليد جاسم الجاسم

 

سبق أن حذرنا في مقال سابق في شهر أبريل الماضي من خطورة انتشار ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في المنازل والمزارع والشاليهات، وهي مناطق مأهولة بالسكان وأن هذه التربية تتم دونما ضوابط تذكر ودونما التأكد من أن أصحاب هذه الحيوانات لديهم التأهيل الكافي واللازم للتعامل مع هذه الوحوش المستأنسة، وأن لديهم الأماكن الملائمة لهذه الوحوش والإمكانات الضرورية لرعايتها وضمان سلامتها وسلامة من يتعاملون معها سواء كانوا أصحابها أو من يعملون لديهم أو من أفراد أسرهم.
خاطبنا في ذلك المقال الجهات المسؤولة وتساءلنا في مقال عنوانه حمل الكلمة الشهيرة لعادل امام في خالدته المسرحية: (شاهد ما شافش حاجة)، عندما قال (دنا بخاف من الكلب.. يطلعلي اسد؟») تساءلنا ماذا لو هرب أسد بالغ أو نمر شرس من صاحبه؟ وماذا لو اختفت ذئبة حامل بين المزارع والجواخير والشاليهات مثلاً؟
كما طرحنا مجموعة من الضوابط المفترض وضعها لضبط مثل هذه الهواية منها: تزويد الحيوانات بشرائح تمكن من تعقبها إذا هربت أو تغير مكانها والتعرف على صاحبها ليتحمل مسؤولياته الكاملة إذا هرب منه حيوانه المفترس أو آذى أحداً.
ودعونا أيضا الى التشديد قبل أن نجد أنفسنا يوماً في موقف مشابه للفنان عادل إمام عندما وجد أسداً طليقاً يجلس خلفه!!
ولأننا في الكويت، فقد كانت الإجراءات الرسمية تهدف فقط للتملص من المسؤولية دون إجراء حقيقي واقعي، ولهذا ما حدث كان فقط صدور بيان يحمل التأكيد على «منع» تربية واستيراد بعض الحيوانات والزواحف والطيور والإعلان عن قائمة الممنوعات ليس إلا، وهي إجراءات نظرية لن يلتزم بها أحد، فالمطلوب ليس المنع لأن المنع لن يطاع، لكن المطلوب التشدد في الإجراءات قبل منح المستحق ترخيصه، والتشدد في العقوبات على من لا يلتزم.
المهم أن ما حذرنا منه بدأنا نراه، وبعد أسد الخيران الطليق، جاء دور أسد بيان الطليق، ويبدو أننا اقتربنا من اليوم الذي سنكتب فيه عن مأساة مروعة أو مجزرة ارتكبها أسد ملغوث أو نمر هائج. والله يطلف بالجميع.
٭٭٭
جزى الله رجال الداخلية الف خير على تعاملهم مع «الاسود» والحيوانات المفترسة، رغم ان هذا الدور لا يفترض ان يكون منوطا بهم، فهم ليسوا مدربين على ذلك ولا يحملون اي خبرات تساعدهم في هذا، وربما يعرضون انفسهم الى الخطر الشديد عند التعامل مع الحيوانات المفترسة السائبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم تتم الاستعانة بحديقة الحيوانات؟ وهل لديهم سيارات مؤهلة لنقل الحيوانات المفترسة؟ وهل لديهم فريق متخصص ومزود بالامكانات المطلوبة من افراد وسيارات وشباك صيد وبنادق طلقات التخدير؟
المسألة والله ليست عبثا ولا دلعا.. ويبدو اننا بحاجة الى انتداب الاخ «عبدالفتاح العلي» الى هيئة الزراعة لعدة شهور فقط.. ثم يعود إلى الداخلية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك