التعليم في الكويت ماشي على البركة.. هذا ما يراه فهد العازب
زاوية الكتابكتب سبتمبر 7, 2013, 12:41 ص 1880 مشاهدات 0
الوطن
على رسلك / سماسرة التعليم من أسباب أزمة قبول الطلاب
د. فهد عامر العازب
يعتبر الاهتمام بالتعليم من اهم روافد الدول الناجحة والمتقدمة لأن في التعليم تنوير شرائح المجتمع وتثقيفها، فتكون نتائجه مجتمعات واعية وبعيدة عن الجهل الذي هو سبب لانتشار الظلم والرشوة والفساد الاداري والاجتماعي.
ونحن هنا في الكويت مع الأسف الشديد لا يعير المسؤولون للتعليم المزيد من الاهتمام ولا يجعلون ملف التعليم من اهم اولوياتهم بل ان واقع الامر في الكويت (ان التعليم ماشي على البركة) والعقبات التي تحدث في المسيرة التعليمية لا تكون حلولها جذرية بل هي حلول ترقيعية، وسأذكر مثالا يوضح هذا المقال.
اولا: قبول ابنائنا في الكليات الاكاديمية والجامعية: فمعاناة قبول الطلبة في الكليات ازمة استمرت الى ما يقارب الثلاثين عاما – من دون مبالغة – ومسؤولو التربية في البلد لم يحركوا ساكنا ولم يعملوا على حلها فأصبحت تتدحرج مثل كرة الثلج حتى اصبح ملف التعليم الجامعي من اهم مشاكل ابنائنا فقد تكلم الكثير من محبي الخير لهذا البلد في هذه القضية وضرورة الاسراع في حلها ولكن لم يجدوا آذانا صاغية، حتى اصبح عدد الطلبة في بعض الكليات في القاعة الواحدة 140 طالبا وطالبة بل زاد في بعضها الى 160 طالبا وطالبة.
وانا هنا اتساءل: كيف يوفي الدكتور المادة العلمية لهذا المقرر بهذا العدد الهائل في مدة محاضرة لا تزيد على 50 دقيقة لثلاثة أو اربعة اشهر في الفصل الدراسي الواحد!! فهذا التكدس الطلابي يؤثر سلبا في المسيرة التعليمية سواء للمحاضر أو الطلبة.
ثانيا: من تبعات ازمة القبول وكثافة الطلاب في الجامعة (الشعب المغلقة) فهناك عدد كبير من الطلاب ولا يقابلها قاعات كافية، فالنتيجة الحتمية ان تكون هناك (شعب مغلقة) فكثير من الطلبة لا يتجاوزون الثلاث أو الاربع مواد طوال الفصل الدراسي، فبدلا من ان ينهي الطالب دراسته الجامعية بأربع سنين يضطر مجبرا الى انهائها بخمس أو ست سنين!!
ثالثا: من اسباب ازمة – قبول الطلبة (سماسرة التعليم) واعني بهم بعض اصحاب الجامعات الخاصة فهؤلاء لهم علاقة بالتعليم العالي، والدليل على ذلك تولي بعض وزراء التربية السابقين رئاسة بعض تلك الجامعات الخاصة، وهذا يعطي مؤشرا واضحا ان هؤلاء الوزراء لم يعملوا بصدق اثناء توليهم الوزارة على حل ازمة قبول الطلبة حتى تنتفع بعض الجامعات الخاصة من هذه البعثات الداخلية التي تنشئها وزارة التعليم العالي!!
فانظر كيف تدار البلد وبالاخص المؤسسة التعليمية!!
فخلاصة الموضوع: اننا في بلد - ولله الحمد – من اغنى بلاد العالم وعندنا وفرة مالية وايضا هناك وفرة من المعلمين الاكاديميين المخلصين المحبين لهذا البلد وهناك مساحات شاسعة في البلد، فليس هناك أي عقبة لإنشاء جامعة حكومية ثانية وثالثة لتفادي هذه الازمة وأخذ البلد الى التنمية الحقيقية وهي توعية المجتمع الكويتي.
تعليقات