الاخوان (9-15) اجتثاث الجنرال - بقلم محمد المطوع

زاوية الكتاب

كتب 1716 مشاهدات 0


 

جنرال الحركة الدستورية في الكويت وهو يدافع عن الأخوان ( أتمنى أن لا يدعي إنه ليس من الإخوان ) يطالب بعدم اجتثاثهم من مناصبهم ويهاجم هذا التوجه لدى بعض الكتاب والناشطين, أولا أصنف نفسي مسلم يدافع عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان وكمصلح اقتصادي وسياسي انشد التطور الإداري في البلاد وللعباد مما يجعلني ملتزما بمبدأ عدم الاجتثاث لأي جماعة تحت أي عذر كان ولأي هدف, فالإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي وأي إصلاحات مرتبطة لابد أن يكون مبني على أساس متين قائم على العدل والإنصاف لا الإثم والعدوان, فهذه الوظائف العامة لابد أن تملأ وتشغل على أساس الكفاءة والدراية بين المواطنين لا على أساس الولاء والتبعية لهذا أو ذاك, فنهضة الأمم والشعوب تقوم على جميع أطياف المجتمع بتعاونها وتعاضدها من خلال المبدعين والنشيطين منهم, وتنهار المجتمعات إذا ما تم إقصاء طرف من أطرافها, ولكن على الجنرال أن يكون أخر من يتكلم عن هذا, ولو كنت مكانه وفي ظل ظروفه ومعطياته لإنجعفت في ابعد زاوية مسجد قاضيا باقي أيامي بالاستغفار عن ما لم تقدمه يداه, وسأتجاوز عما قدمت يداه حتى لا ندخل بمتاهات الإخوان وحدس.
الجنرال وفي قول سابق وتصريح ثابت يقول إنه من عبس وإن عنتره بن شداد من أجدادهم , والجد عنتره يقول
( يخبركِ من شهــــَد الوقيعةُ إنني .... أغشى الوغى وأعُفُ عند المَغنَمِ )
وهذا الفعل من عنترة يعتبر قمة الأخلاق العربية قبل الإسلام والرسول يقول أنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق وفي السورة التي أوردتها في مقال سابق نهى الله عن مشاركة المناضلين لمغنمهم , فهل التزم إخوان مصر بهذه الأخلاق العربية ( راجع المقال رقم 3 ).
أما على الصعيد المحلي فالجنرال أنهى دراسته من أميركا في سنة 1977 وجاء للكويت ليجد التعاون الاخواني الحكومي لوأد الديمقراطية عن طريق حل مجلس الأمة وإغلاق نادي الاستقلال الذي كان يمثل الجانب القومي من الحراك الوطني, وحينها صفق الأخوان لهذا وشاركوا لأول مرة بوزير في وزارة حل المجلس وكان رئيس جمعية الإصلاح آنذاك هو الوزير المشارك, بل بدأ الأخوان منذ ذلك الحين مسيرة اجتثاث الآخرين ممهدين للحكومة كل طرق الاجتثاث ومصفقين لها ( تشربك ) وكان نصيب القوميين والوطنيين أكبر نصيب من الاجتثاث, بل طال الاجتثاث كل من لم يساير الحكومة أو الأخوان في فسادهم وإفسادهم حتى وإن لم يكن من معارضي الحكومة.
وعلى اثر هذا التعاون بينهما للإثراء السريع من خلال افتراس الثروة الوطنية, كافأت الحكومة الأخوان وسهلت لهم الهيمنة على الهيئة العامة للإسكان ثم جاء بيت التمويل ومن ثم جاء بيت الزكاة ومن ثم الهيمنة على التعليم التطبيقي ومن ثم الأمانة العامة للأوقاف واستثماراتها المتعددة فلجنة استكمال الشريعة ومن ثم الهيئة الخيرية الإسلامية وغيرها الكثير, وكان التعيين في هذه المؤسسات مقتصرا على جماعتهم مبعدين كل من لا يسير على نهجهم أو غير موالي لمتنفذ في الحكومة, والطامة كانت في لجنة التطوير الإداري التي أنهت الكثير من بعثات الماجستير وكذلك أتاحت الفرصة للوزراء لتدوير الوكلاء في خطوة غبية هدفها اجتثاث الآخرين فأضرت بالوطن وأفادت الحكوميين والإخوان وثبتتهم في مراكز عديدة لا يستحقونها في اغلب الأحوال ولا هم أهلا لها.
أيها الجنرال لقد ساهمت في تدهور هذا الوطن على اثر وجودك في مجلس الأمة ومن بعدها في وجودك في قيادة حدس من خلال سكوتك عما يقوم به الإخوان والحكوميين من إقصاء الآخرين سواء بعمليات اجتثاث ممنهجة للوكلاء والمدراء السابقين واستبدالهم بآخرين انبطاحيين من الأخوان أو الحكوميين وكذلك من خلال عمليات تعيين أساسها التفرقة الحزبية ومدى الانتماء لا الكفاءة والأداء.
الله عز وجل يقول ) أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين( 109 ) لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم ( 110 ) ( ( سورة التوبة )
ومصداقا لقول الله تعالى نرى الأخوان حاليا في حالة انهيار تام, ونجد الكويت على حافة انهيار ما لم نستدرك, فهل سيدعو الجنرال بصدق وأمانة إلى إنشاء لجنة تحقيق تاريخية لجميع المناصب الحكومية وشبه الحكومية وأيضا في القطاع الخاص الذي تساهم به الحكومة على أن لا يستثني أحد, ليكشف للشعب وللمواطنين كيف وصل من لا يستحق أن يصل وكم وكيف نمت أموالهم وخزائنهم من العدم إلى مئات الألوف والملايين, وكيف استنزفت الأموال العامة, فالإخوان والحكومة تعاونوا فملئوا جيوب بعضهم البعض وفرغوا جيوب الوطن ثم المواطنين, و ملئوا حساباتهم وربعهم الأقربون ومن واطئهم بالملايين , و ملئوا السجون بالمستضعفين من المواطنين.
ملاحظة : التفجير الذي استهدف وزير الداخلية المصري وقبله الهجوم على باخرة في قناة السويس, سيكون هو التوقيع على قرار إجتثاث الأخوان في معظم دول العالم, إن تصرفات الأخوان وعدم استنكارهم للأفعال السابقة في اعتصامات ومسيرات إخوان مصر جعلت العالم لا يثق بأي من أقوالهم ولن يصدق أي نفي أو استنكار يصدر منهم على التفجير الإرهابي لوزير الداخلية.

 

 

الآن - كتب: محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك