اوطاننا و الإستقطاب المفتعل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 5, 2013, 2:08 ص 851 مشاهدات 0
تحولت البلاد العربية أجمعها الى معسكرات متناحره و إن توحدت بعضها فلهدف اسقاط البعض الآخر، و عند القضاء على العدو المشترك ستشتعل حالة استقطاب جديده بين المتحالفين ،فقد اصبح الوضع الطبيعي هو التحيز و الاستقطاب الذي افتعله الاعلام الذي تحالف مع قوى توافق معها في الاهداف لاقصاء تيار لا يرتضيه من المشهد ، واقصد بذلك تيار الاسلام السياسي وبعد الانتهاء او الاقصاء لتيار الاسلام السياسي ستدور حربا ضروصا بين المعسكر الليبرالي و المعسكر اليساري فحالة الزخم و التحفز بل و التخوين قد تستمر عقود ،فالنار التي خبا لهيبها مازالت جذوتها و ستظل ملتهبة .
إن الخطاب الاعلامي الذي لم يعد يعرف غير التطرف و الغلو في الانتقاد و في الانتقام سيعاني كثيرا لكي يغير من صفات بشرية أسس بإمتياز لدعائم تغييرها ،سيعاني من اجل نزع بذرة التوحش التي طالت الجميع يقال ان البشر لو استصاغوا الدماء لن يزهدوها و ما نراه الآن من شماته في الدم و في الموت مؤشر جد خطير على تحول نوعي في الشخصية العربية و ما نراه من غلو في الانتقام و التشفي لهو خير دليل على صعوبة الايام القادمه .
رأينا اليوم الجيش النظامي السوري يقصف المدنيين بالاسلحة الكيماوية فيقتل و يصيب الآلاف، و تحفزت لارى رد فعل من العالم او حتى البشر العاديين على المستوى الانساني فما وجدت الا حديثا عن ارقام فحين يتحول الانسان لمجرد رقم هي بداية نهاية حضارته التي بنيت على انسانيته التي اشتق منها اسمه ، فلو انتزعت من الانسان تلك الصفه لصارت الوحوش ارحم منه بكثير . إن هذا السقوط المهين في بئر التوحش و الاقصاء و محاولة التسفيه للمعارضين و من كل الاطياف هي ناتج ذلك الاستقطاب الذي سخر له الاعلام جيوشه ، التي اعتادت قول الكذب و اتخذت من جوبلز هاديا و إماما وقد كان هذا الرجل وزيرا لاعلام النازي ادولف هتلر و الذي كانت اشهر اقواله اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون. لقد اعتاد الناس تصديق الكذب و الادهى تكذيب الصدق فتكرار الكذب مرارا لا يعطي ادنى فرصه لطرح زاوية الحقيقه بعد ترسخ الكذب من كثرة التكرار
ايها السادة ... نحن في خطر داهم و امام هاوية وشيكه من له راي اغلق قلبه عليه و كأنه طبع على قلبه بالفعل صارت قلوبنا غلف ، و الخشية من اللعنة تلك اللعنة التي ستصيب الجميع فلم يعد الاستقطاب على شئوننا الداخلية فقط بل امتد ليشمل دولا تساند تيارات ، و دولا تساند افكار ، و دولا تساند مشاريع ، و الملعب مفتوح ،و المباراة مستمرة ، ولا يوجد حامل راية فلا وجود للتسللات و الجماهير تشاهد المباراه و هي لا تعلم بتغير قواعد اللعبه ، و لذلك فهي لا تعي شيئا مما يحدث فهي ترقص و تهلل لكل هدف يسجل و لكنها لا تعلم متى تنتهي المباراه ، ولا تعلم هل يجوز ان يلعب فريقا مكتملا و الفريق الاخر لا يوجد به حارس مرمى يزود عن مرماه و صارت تلك المرحلة اشبه ما يكون بملعب كرة قدم تقام عليه مباراة راجبي و الحكم كاوبوي ولا وجود لمدربين بالمعنى الصحيح كما يقول المصريون ( سمك لبن تمر هندي ) .
و اعتقد انه حان الوقت ليس لمنع المأساه بل لتقليل اثرها و نتيجتها المدمره على الجميع و بانهاء حالة الاستقطاب و السيوله و خاصة في الخطاب الاعلامي ثم تفعيل ذلك بخطوات عملية على ارض الواقع إن بقيت هناك اراده.
رضا رفعت
تعليقات