الكويت ليست صندوقاً خيرياً.. حسن كرم مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 971 مشاهدات 0


الوطن

هل الكويت دولة أم صندوق خيري؟!

حسن علي كرم

 

من انجازات مجلس التعاون الخليجي معاملة مواطني دول الخليج معاملة المواطن في دولته. وهذا القرار كما ينطبق على الكويت (وهو مطبق عمليا في الكويت) ينطبق وبالمثل على سائر الديار الخليجية. ولكن هل يحصل المواطن الكويتي على نفس المعاملة التي يحصل عليها المواطن الخليجي في الكويت اذا ذهب الى احدى هذه الديار للعمل او للتعليم او للعلاج..؟!!
في الكويت يعمل آلاف المواطنين الخليجيين في القطاعين الحكومي والخاص. وغالبية هؤلاء يعملون في القطاع الحكومي ولاسيما في الداخلية والدفاع.. ويتلقون الرعاية المجانية من التعليم والصحة وخلاف ذلك. ولكن نادرا ما نرى او نسمع عن كويتي وظف في السلك الحكومي في احدى تلك الديار الخليجية او عومل معاملة المواطن في التعليم والصحة وما الى ذلك.
والكويت شأنها شأن شقيقتها السعودية والامارات سارعت بدعم الاقتصاد المصري بالمليارات بعد الحركة التصحيحية الاخيرة وعزل الرئيس محمد مرسي. لكن المصريين تناسوا المليارات الكويتية وعملوا هليلة وزفة للسعوديين والاماراتيين..!!
والكويت تبرعت بالملايين من الدولارات الى اشقائنا العراقيين بعد سقوط النظام البائد لبناء مدارس ومستشفيات وترميم الاضرحة والطرق وخلافه. ولكنهم لحسوا تلك الملايين واخفوها من سجلاتهم الرسمية وعن اعلامهم وبالتالي عن مواطنيهم..!!
والكويت في مقدمة المتبرعين للنازحين السوريين في كل من الاردن وتركيا ولبنان. فهل سمعتم او قرأتم عبر الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية عن التبرعات الكويتية وجهود الهلال الاحمر الكويتي والهيئة الخيرية العالمية وهي هيئة خيرية كويتية للنازحين السوريين؟!!
الكويت قامت اخيرا بتقديم معونات فورية للمتضررين بالفيضانات الموسمية في السودان. فهل كان لتلك المعونات الكويتية ذكر او اشارة في الاعلام السوداني او حتى في الاعلام الرسمي الكويتي..؟!!
هذا غيض من فيض مما قامت او تقوم به الكويت في الآونة الاخيرة فقط. ولو رصدنا كافة الاعمال والمعونات والمساعدات التي تقوم الدولة الكويتية بتقديمها الى بلدان العالم ما اتسعت لها آلاف الصفحات.
ولعلي هنا لست مانعا للخير والمشاركة الانسانية للدولة الكويتية سواء بالمال او بالمعونات العينية. ولكن ما يلفت النظر هو ان تبقى هذه الاعمال مجهولة ومحجوبة عن اعين الشعوب التي تستفيد من تلك الاعمال. هذا اذا كانت تستفيد لا ان تذهب الى مصادر اخرى او الى جيوب المسؤولين الحكوميين هناك.
عندما غزا الجيش العراقي الكويت خرجت جماهير في بعض البلدان العربية لا سيما في الاردن واليمن (صنعاء) وبلدان المغرب العربي والسودان الى الشوارع فرحة باحتلال الجيش العراقي للكويت. ومناصرة لصدام الغاشم ولجرائم جيشه المحتل. خروج الجماهير في تلك البلدان الى الشوارع ضد الكويت المحتلة لم يكن بسبب المال العراقي الذي كان يدفع للمتظاهرين او لان حكومات تلك البلدان تواطأت مع صدام حسين وضد عودة الشرعية الكويتية. ولكن في الواقع ان هناك الجماهير كانت مغيبة. او غائبة عما كانت تقدمه او تقوم به الكويت من يد الخير منذ ان افاء الله عليها من الذهب الاسود الى كافة الشعوب والحكومات العربية من الخليج واليمن وانتهاء بآخر الاصقاع العربية موريتانيا.
سياسة ما تقدمه اليد اليمنى لا تعلمه اليد اليسرى قد تكون مفهومة ومنطقية على الصعيد الفردي كأن يقوم محسن بمد يد الخير والمساعدات او توزيع زكواته الى المحتاجين دون اشهار او تعميم، فذلك شأنه، ولكن للدول سياسات ومصالح ولا تقدم اية دولة مساعدات او قروضا للدول المحتاجة الا وفقا لمصالحها ولا تخرج فلسا من خزائنها الا لكي تسترد اضعاف اضعاف ما قدمت ولا تقدم المساعدات او القروض خلف الابواب المغلقة او بعيدا عن الاضواء وعدسات المصورين وانما بحضور اعلامي كثيف وباحتفالية كبيرة.
كان على الحكومة الكويتية ان تتعلم من تجربة الغزو العراقي الغاشم. بان توظف قروض صندوقها التنموي والمنح المالية واعمالها الخيرية الانسانية وفقا لمقتضيات مصالحها الاقتصادية والسياسية. وان توظف الجانب الاعلامي لتوثيق تلك الاعمال. فالكويت ليست صندوقا خيريا، وانما دولة ويفترض الا تصرف اموالها وتقديم خدماتها الا بحسب سياسات وطنية واضحة ومدروسة. وتاليا مطلوب كذلك تطبيق سياسة المعاملة بالمثل مع الخليجيين فلا يصح ان تقدم للاشقاء الخليجيين كل التسهيلات والخدمات فيما لا يتلقى المواطن الكويتي المعاملة الجيدة او المماثلة هناك.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك