الأخوان (7-15) يحسبون كل صيحة -بقلم محمد المطوع

 

قال الله تعالى ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) الآية 4 سورة المنافقون .
بكل آسف وأسى نجد الأخوان قد وصموا كل من أختلف مع مرسي وطريقة إدارته لمصر بأنه يحارب الإسلام والمسلمين وهذا معناه إن الإخوان اخرجوا من الإسلام وكفروا كل من خالف طريقة إدارة مرسي للحكم, بل ذهب القرضاوي بعيدا في هذا وأفتى بقتل كل من خرج ضد مرسي وبهذه الفتوى أجج العنف والرغبة بالعنف والإرهاب لدى شباب الأخوان.
وقبل أن أولج لصلب الموضوع لنتساءل كم حزب إسلامي في الدول الإسلامية, وهل هم على أتفاق ؟؟ .. فهل كلما اختلفوا سيكفر أحدهم الآخر ؟؟ لقد أحتار العقل مع تصرفات هؤلاء, وفي الدول الغربية نجد كثير من الأحزاب تطلق على نفسها اسم حزب مسيحي ولكنهم لا يكفرون من يخرج ضد الحاكم الذي ينتمي للحزب ولا يخرجونه من دينهم, فهل أصبحت المسيحية المطبقة أكثر رحمة من الإسلام الصحيح , بالطبع لا , وأنا مؤمن إن إسلامنا أكثر رحمة من أي دين آخر موجود الآن, ولكن تصرفات محتكري الدين ومحتكري البرامج الدينية والصحافة الدينية هذه التصرفات هي من تسيء للإسلام والمسلمين وتشوه الدين, وأتمنى من شباب الأخوان المثقفين أن يصححوا بوصلة علمائهم, فعلمائهم يهربون من كل مواجهة حوارية منطقية تقوم على آيات الله وأحاديث رسوله, فهؤلاء العلماء أما إنهم يعلمون خطأهم فيهربون من المواجهة مع علماء الطرف الآخر, وأما إنهم على علم بضعف قدرتهم على الاستنتاج والاستنباط مما سيجعلهم ينفضحون ويكونون عرضة للسخرية من قبل أتباعهم إذا قبلوا مواجهة مخالفيهم من أصحاب العلم والمعرفة.
والعجيب بأن عجيل النشمي وجمعان الحربش , زجوا بأنفسهم كطرف مباشر بما يحدث في مصر, فبدل أن يأخذا جانب التحليل والنصح, نجدهما قد مارسا الهجوم المضاد على الشعب المصري من معارضي مرسي وغرد عجيل بالآتي (أقسم بالذي فلق الحب والنوى أن الذي حدث في مصر ليس صراعا بين المعارضة والاخوان إنها حرب على الإسلام.) فيا عجيل هل أصبح ثلاثة وثلاثين مليون مصري كفرة ضد الدين ؟؟ وكذلك قال جمعان الحربش (هي حرب على الإسلام ( فيا جمعان هل أصبح ثلاثة وثلاثين مليون مصري كفرة ضد الدين ؟؟
فيا أيها السيدان, الأمر في مصر كان بسيطا, شعب أنتخب رئيس له وهذا الرئيس لم يوفي بوعوده ولا بحقوق الشعب وفشل في إدارة الدولة, فخرج عليه أغلب الشعب طالبا انتخابات مبكرة يكون هذا الرئيس من يقودها, ولكن الرئيس خرج على شعبه بخطاب طويل يحمل الكثير من الكذب والتناقضات رافضا الاستجابة للإرادة الشعبية, مما حدا بالشعب للطلب منه الاستقالة, ولكن هذا الرئيس أبى وأستكبر, وأراد مواجهة بين مجموعته التي تمثل أقلية الشعب وبين اغلب الشعب المناهض له, لعلمه إن الشعب مسالم, وإن مجموعته فيها متدربين تدريبا عسكريا وتستطيع بالقوة صد اغلب الشعب, ولكن الله خير الماكرين جعل الجيش والشرطة يتدخلان بجانب الشعب وأبطل الله رغبات مرسي والأخوان الغير ديمقراطية وغير سلمية ولا إسلامية, فيا أيها السادة جمعان وعجيل ومن معهم لماذا تدخلتم في شأن داخلي لمصر واعتبرتموه حرب على الإسلام, لماذا تحسبون كل صيحة عليكم.
السؤال الذي يطرح نفسه على عجيل وجمعان هل تعتبرون الكويتيين الذين يعارضون مرسي من ضمن الذين يحاربون الإسلام ( على حد زعمكم ), وهل هؤلاء كفرة أم ماذا تصنيفهم لديكم, السؤال الأهم, هل إذا وصل الأخوان ومن معهم لأغلبية في مجلس الأمة وتم حل مجلس الأمة بناء على رغبة شعبية ( كما حصل مع مجلس 2009 ) فهل ستهددون الشعب الكويتي بالقتل وهل من ذكرتهم أو ممن هم على مثل خطاهم هل سيفتون مثلما أفتى القرضاوي بقتل من يخرج ضدهم ؟ سؤالي بصريح العبارة, أيها الأخوان هل ستفتون يوما بقتلنا كشعب كويتي مخالف لرؤاكم رغم إننا نصلي معكم بذات المسجد, وماذا عن الذين لا يصلون معكم بنفس المسجد؟؟ اتقوا الله, اتقوا الله, اتقوا الله
اعلم أنه لن يحصل القارئ ولا المواطن على إجابة, فعلماء الأخوان وأيضا مدعي العلم منهم لا يجيبون إلا على الأسئلة التي تعجبهم, ولذلك سؤالي قائم إلى يوم القيامة.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور