عن خطة الطوارئ - يكتب عبدالكريم الغربللي
زاوية الكتابالاستعداد لواجبات المستقبل بالتزامن مع الضربة العسكرية الوشيكة
كتب سبتمبر 3, 2013, 6:33 م 2453 مشاهدات 0
لإعداد خطة للطوارئ والاستعداد لواجبات المستقبل علينا بدايةً ان نرسم صورة تقريبية لذلك المستقبل من واقع الإمكانيات وبمداد الاحتمالات المنطلقة من أحداث الماضي ومعطيات الحاضر وتوقعات المستقبل كما هي عليه، والتي غالبا ما تكون في مثل هذه الأحوال المتوترة ليس كما نتمنى، فعند بداية العمليات العسكرية واستخدام أسلحة ذات مدايات بعيدة وبكميات كبيرة... فاثر هذه العمليات سوف لن يكون مقتصر فقط على مسرح العمليات، بل سوف يطال أثره السلبي والمدمر جوانب أخرى في أماكن مختلفة من العالم... فمسرح العمليات العسكرية لدولة صغيرة المساحة مثل الكويت ويغطي أغلى واهم منطقة في العالم... لما يحتويه من مخزون بترولي كبير... وللأهمية الإستراتيجية لموقع الخليج العربي... ويمكن توقع الآثار السلبية للعمليات العسكرية على جوانب كثيرة، سوف نتناول أهمها من وجهة نظر خليجية... دون تسطيح ولا تهويل.
عناصر التهديد وجوانب الخطر: بشكل عام ومبدئي فان من الواجب الاستعداد إلى اثر الصواريخ بعيدة المدى الموجودة في دولة جوار التي طالما تم التلويح في استخدامها، الخلايا النائمة، إغلاق مضيق باب المندب، خطر الإشعاعات النووية الناتجة من مفاعل بوشهر سواء كان ذلك بسبب الكوارث الطبيعية الزلازل والأعاصير أو الأخطاء البشرية أو العمليات العسكرية، تلوث مياه الخليج العربي ـ بقع زيت أو تسرب إشعاعي من بوشهر أو غواصة ـ ، التصدي للإشاعات والحملات الإعلامية المغرضة 'البروبجندة Propaganda '، توقف محطات تقطير الماء وإنتاج الكهرباء، الحاجة لتعطيل المدارس والأماكن المزدحمة بالجمهور، ضبط الأمن في ظروف انقطاع الكهرباء.
الجانب الأمني 'الدفاع، الداخلية، الحرس الوطني، المطافي': يشكل الهاجس الأمني بشقيه العسكري وعمليات الأمن الداخلي الهم الأكبر لتداعيات المعركة... لما له من تأثير سلبي مباشر على مختلف الجوانب الأخرى... ومن أهم المخاطر العسكرية سقوط بعض الصواريخ الإيرانية الضعيفة التوجيه والعشوائية الإصابة على المواقع المؤهلة بالسكان، أو على المنشئات الهامة في الدولة كمحطات تقطير المياه وتوليد الكهرباء، أو المنشئات البترولية من حقول إنتاج أو مصافي... أو لا سمح الله تلك التي تحتوي على مخزون مواد سامة وخطرة مثل غاز الأمونيا... أما الجانب المتعلق بعمليات الأمن الداخلي فتعتبر من الهواجس الواجب الاستعداد لها بكل الإمكانيات وبالحزم المطلوب... خصوصاً في ظل تركيبة سكانية مركبة ومرتبكة، بلغت فيها أعداد بعض الجاليات إلى نسب كبيرة وغير أمنية قد تخرج عن السيطرة إذا لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة وقبل فوات الأوان... وهناك أيضا بعض من تجاوز ولاءه حدود وطنه قد يعمل كطابور خامس بالتصريحات أو الفاكسات التي قد تستهدفا الوحدة الوطنية... كما ان الخلايا النائمة وإعلان إيران في الفترة الماضية عن تجهيز أكثر من خمسون ألف مقاتل انتحاري للقيام بأعمال انتقامية عند تعرض إيران للعمل العسكري... هذا التصريح يجب ان يؤخذ على محمل الجد والحزم... إذن التحديات الأمنية كبيرة وخطيرة ويجب مواجهتها بالتخطيط والإعداد الجيد…
الإمداد والتموين والإسعاف 'التجارة، الجمعيات التعاونية، الكهرباء والماء، الصحة، الموصلات': يجب توعية الجمهور لتجنب القلق والابتعاد عن الهلع من انقطاع المواد الغذائية والاستهلاكية… فخطوط الإمداد الجوي والبري سوف لن تتأثر بالإحداث… ومن المهم مراقبة أسعار السلع بصورة دقيقة وحازمة منعاً للاستغلال… كما ان هناك بعض القطاعات المهمة المرشحة للتوقف بشكل مؤقت، اذكر منها الكهرباء والماء عند تعرض محطات الطاقة للقصف أو وصول بقع الزيت لها… كما ان الوقود بأنواعه عند إغلاق المصافي… والرهان والاعتماد هنا على وعي الجمهور بالاقتصاد بالاستهلاك… بالإضافة إلى تخزين كميات احتياطية من الماء والوقود وتقنين توزيعها… كما انه من المؤمل ان تكون لوزارة الصحة خطة طوارئ للتعامل مع الحدث يجب تحديثها والتدرب عليها... وقبل كل ذلك وجود خطة طوارئ محكمة محدثة يتم تدريب الجمهور عليها بصورة دورية وكلما دعت الحاجة.
موائد الإغاثة والدعم المجاني 'الأوقاف، الدفاع والحرس، اتحاد الجمعيات': كما ان لابد من وضع خطة إعاشة وتغذية مجانية، وربما إخلاء من يرغب من مئات الآلاف من المقيمين الذين سوف يتوقفون عن العمل والكسب وذلك إلى أن ينجلي الأمر.
جلسة خاصة للبرلمان والحكومة: على وجه السرعة جلسة خاصة وعاجلة: لمجلس الأمة «النواب والحكومة» للإطلاع على خطة الظوارئ ـ المكتوبة ـ ومناقشتها ولوقوف على استعداد وجاهزية الدولة بأجهزتها المختصة واخص بالذكر منها القوات المسلحة، الداخلية، الحرس الوطني، الصحة، التربية والتعليم، وزارة التجارة، الكهرباء والماء، البترول، الإطفاء، المواصلات.. إلخ، كل جهة حب مسئوليتها ودورها 'بخطة الطوارئ'، علما بان مفاعل بوشهر النووي، وسياسة إيران التوسعية واضطراب الوضع في العراق، واختلال التركيبة السكانية، وعدم الاستقرار الإقليمي... كلها عوامل تحتم عقد جلسة كل 6 شهور على الأقل لمناقشة جاهزية الدولة ومدى ملائمة خطة الطوارئ والحاجة إلى تحديثها وذلك على غرار الجلسة الخاصة لمناقشة الوضع المالي، كما ولا بد من ان تكون خطة الطوارئ شاملة ويتم تحديثها، وضرورة تدريب الجمهور عليها وذلك بصورة دورية وكلما كان هناك حاجة للتدريب بصرف النظر عن وضع التوتر فالاستعداد وقطرات عرق التدريب توفر نزيف الدم في العمليات الحقيقية.كما ان ذلك يجنب الدولة مصاريف الميزانيات الطارئة التي تطلب عند الطوارئ ويتم استنزافها دون تحقيق أقصى الفائدة منها.
التوجيه والتعطيل والإخلاء 'وزارة الإعلام، التربية': يجب إعداد خطة يتم التدرب عليها لإخلاء المناطق المتاخمة لاحتمالات انبعاث الغازات والأبخرة السامة أو الضارة واخص بالذكر المنطقة القريبة من مصنع تخزين الأمونيا في منطقة الفحاحيل… كما على وزارة التربية ان تكون مستعدة للتعامل مع الحدث بشكل مرن ومسبق… فتعطيل المدارس في بداية العمليات يمكن تعويضه بأيام الخميس فيما بعد… ذلك خير من إغلاق المدارس في منتصف اليوم… 'وتعالوا اخذوا عيالكم…'، كما ان إغلاق سوق الأوراق المالية بشكل مؤقت هو أمر يجب ان يدرس بعناية…
اللهم ابعد الخطر عنا... وأحفظنا جميعاً… اللهم آمين.
عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي
برقيات عاجلة:
جاهزية الدولة: يجب ان تكون مستمرة ـ بغض النظر عن حالة التوتر ـ وفق خطة طوارئ منسقة بين كافة الجهات المعنية، ويجب ان لا تكون سرية ويتم تدريب الجمهور عليها بصورة مستمرة.
الميزانيات الطارئة: تعتبر عامل ضعف وقلة تسحب وتوقع لواجبات المستقبل، وتكون باب من أبواب هدر المال العام، وعلى جميع الوزارات والهيئات تحديد مطالبها لتنفيذ خطة الطوارئ مسبقا كلما أمكن ذلك.
جلسة برلمانية خاصة: ودورية كل ابر أو ستة شهور وكلما دعت الحاجة لمناقشة خطة الطوارئ والوقوف على مدى استعداد وجاهزية الدولة لتنفيذها.
الموضوعية والواقعية: في التعامل وتحديد أنواع وحجم التهديد والأخطار دون إفراط أو تفريط. حيث ان تصريح المسئول عن توفر مخزون غذائي لا يمكن ان يتأثر ... طال عمرك هذه وايد قوية خفف شوي وعليك بالواقعية.
اللحمة الوطنية: يجب بذل كافة الجهود لنزع كل ما من شانه شق الصف الوطني بعيدا عن الصحف الإعلام الأصفر. ويجب ان نتذكر بان كل من يقيم على ارض الوطن مواطننا أو وافدا أمام القانون سواسية.
العملية العسكرية: المرتقبة اعلن انها محدودة في البداية...، ولكن عندما احيل ملفها لمجلس النواب فأعتقد ان الخيارات المتوقعة سوف تخرجها عن إطار المحدودية...، والله اعلم..
سوريا بلد النضال: وليس من اللائق ان يذهب البعض لتصوير لقطات بطولية ثم يبثها في الانترنت!!! ولعل من أسباب تأخر حسم المعركة في سوريا استمرار المتطرفين في التدفق على سوريا وما يمثله ذلك من عدم ارتياح للمجتمع الدولي في مآل الأمور بعد الإطاحة بنظام الأسد. أفضل دعم أهلي لسوريا هو دعم اللاجئين واسر المقاتلين.
قصر نظر: البعض يتحاشى إعلان خطته للطوارئ ... بحجة عدم إرباك الجمهور... ولكن هل يعلم هذا البعض ان الربكة هي مكون رئيسي لظروف العمليات الحقيقية التي يجب التدرب والاستعداد لها...حتى يصبح الأمر طبيعياً كما يفعل ركاب الطائرة بالتدرب على الحالات الطارئة كل مرة قبل الإقلاع حتى بات الأمر طبيعيا...
وزير الإعلام: يملك من الخبر والخلفية العملية ما يجعله الأكثر ملائمة لقيادة فريق إعداد خطة الطوارئ ومتابعتها.
الخلاصة: خطة طوارئ بدون مراجعة وتقييم وتحديث وتدريب الجمهور عليها ... يعني لا توجد خطة.
تعليقات