عن العمل الشعبي خلال الغزو يكتب - الطراح

 استذكار العمل الشعبي اثناء الغزو الغاشم هو استنهاض للذاكرة عند كل من ساهم في اثراء عمل اللجان للعمل على توثيقه للتاريخ.

لجان الرابطة الكويتية للعمل الشعبي، كما ذكرت في الجزء الأول، وضعت تصورات ودراسات مهنية واستشرافية لكويت ما بعد التحرير، وكانت جميع هذه الأعمال تم توثيقها ضمن مجلدات للرابطة، وتم تسليم نسخ منها إلى السفارة الكويتية في مصر، وإلى عدة جهات أخرى. إلا أنه من المؤسف جداً أن هذه المجلدات ليست بين مقتنيات مكتبي اليوم، غير أنني متأكد أن هناك من الإخوة والأخوات من احتفظوا بنسخ عن هذه المجلدات.

ونحن في خضم العمل بين لجان وفرق الشباب ومهرجانات خطابية كان للأخ أحمد النفيسي (ابو بدر) دور مهم في كتابة هذه الخطابات، نما إلى علم الأمانة العامة للرابطة أن ثمة موقفا أو بالأحرى تحفظات لدى الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله -طيب الله ثراه- على عمل الرابطة واهدافها، بسبب روايات بعضهم الذين وجدوا في التحريف والتهويل غاية لهم آنذاك!

لذا اقتضى الأمر أن يتوجه الأخ الكبير عبد العزيز المخلد (ابو خالد)، إلى الطائف للقاء الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح -طيب الله ثراه- لتوضيح أهداف الرابطة وانجازاتها. وعاد ابو خالد بعد هذه الرحلة بابتسامة تجدد روح المبادرة والعطاء، حيث أبلغنا عن دعم الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله -رحمه الله- وكان لهذا الدعم مردود طيب على أداء الرابطة.

كان للرابطة دور مهم إعلامي في مصر، فكانت لنا عدة لقاءات مطولة مع مجاميع حزبية وسياسية وإعلامية مختلفة، فقد كان الهدف من هذه اللقاءات التصدي لما يتردد من إشاعات وادعاءات باطلة لنظام المقبور صدام حسين.

المؤسف في الأمر أن هذه الأعمال لم توثق جيداً، بل لم توثق على الإطلاق من جهة السلطات المعنية والحكومة ككل. وظلت كل هذه الأعمال مجرد ذكريات مشتتة نسترجعها من حين إلى آخر، خصوصا بين من عمل آنذاك في القاهرة وعواصم أخرى من نساء ورجال وشباب كان لهم بصمات واضحة في نجاح العمل الشعبي. ويظل السؤال المحير الذي لم يلق إجابة حتى اليوم: لماذا لم توثق هذه الأعمال؟!

ضمن اجتهاد شخصي وبتشجيع من الأخ العزيز الشيخ سعود ناصر الصباح -رحمه الله- الذي حمل بعد التحرير حقيبة الإعلام، قدمت برنامجا تلفزيونيا، وهي أول تجربة تلفزيونية لي، بعنوان أضواء على التعاون الكويتي الاميركي بمناسبة زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الأب للكويت. ومن بين ضيوف البرنامج كان الأخ العزيز الدكتور حسن الإبراهيم، والدكتور عبد الله العبيدان اللذان قدما سرداً موثقا عما قاما به من خلال لجنة مواطنين من أجل كويت حرة في واشنطن. واستضاف البرنامج أيضا الأخ الفاضل ابو فواز -رحمه الله- الذي كان له إسهامات بارزة أيضا خلال محنة الغزو، وقد يعتبر هذا البرنامج المساهمة اليتيمة التي سلطت الضوء على العمل الشعبي.

لجنة واشنطن بفضل مساعي شخصيات كويتية واميركية تحولت إلى المؤسسة الكويتية - الاميركية، وانجازاتها اليوم مستمرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الاميركية.

في الواقع أن الحديث عن العمل الشعبي خلال فترة الغزو هو حديث متشعب ومثير لكثير من التساؤلات. وفي هذا الصدد، أتمنى من الإخوة والأخوات الذين شاركوا في إثراء لجان العمل الشعبي أن يسهموا في استرجاع ذكرياتهم، لعل وزارة الإعلام أو جهة أخرى تتبنى توثيق العمل الشعبي خارج الكويت وداخلها بصورة حيادية ومتوازنة، فالتاريخ غير قابل للتجزئة.

خالد أحمد الطراح