وائل الحساوي: لهذه الأسباب أؤيد ضرب سورية؟!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 3, 2013, 12:26 ص 948 مشاهدات 0
الراي
نسمات / لا خيار لنا سوى تشجيع الضربة على سورية
د. وائل الحساوي
سألني أحد الصحافيين ان كنت أؤيد الضربة الأميركية المحتملة على سورية فأجبت من دون تردد بأني أؤيدها لسببين رئيسيين: الاول: هو ان الشعب السوري ممثلاً بقيادات المعارضة والصامدين في الداخل كلهم يؤيدون الضربة ويطالبون بها، والثاني: هو ان ما يمكن ان يحدث لو تراجعت الولايات المتحدة عن الضربة وتركت نظام الأسد وشأنه فان العواقب الوخيمة على سورية ستكون كارثية، حيث سيقوم الاسد باستخدام الكيماوي على ما تبقى من الشعب السوري وسيقتل مئات الآلاف في فترة قصيرة دون رحمة.
تذكرت الغزو العراقي للكويت عام 1990 حيث كنا نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العسكري لانقاذ البلد بينما برز لنا فلاسفة العرب يقرعوننا ويتهموننا بالخيانة العظمى للعرب ويحذروننا من عواقب التدخل الاميركي في بلادنا واستعمار الجزيرة، وقد ساندهم في ذلك بعض الجماعات الاسلامية التي تدعي الفقه بالواقع والغيرة على الدين من الذين حذروا من غزو وشيك للحرمين الشريفين واحتلال بلاد الحرمين الشريفين حينها برز دور العلماء الكبار أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله تعالى، اللذان وقفا كالطود الشامخ وأفتيا بوجوب التصدي للعدوان وإن ادى للاستعانة بالاعداء، فانظر الى حقيقة فقه الواقع الذي لا يفهمه اولئك المتشدقون بالدين!!
أكمل الصحافي اسئلته عما يمكن ان نتوقعه في حال قرر الروس التدخل لدعم نظام الأسد، وعما يمكن ان تفعله ايران التي حددت دول الخليج في حال تم ضرب سورية، فأجبته بأن هاتين الدولتين هما في الحقيقة نمور من ورق وأنهما تراهنان على خوفنا منهما، فالروس قد سحبوا اساطيلهم من قبالة الموانئ السورية الى عرض البحر وارجعوا مواطنيهم الى روسيا، بل وألغوا صفقة السلاح، المتطورة التي وعدوا بها نظام بشار بحجة واهية ومضحكة وهي ان سورية لم تسدد التزاماتها لهم.
اما ايران فقد ألقت بجميع ثقلها في الحرب في سورية الى درجة ان لم يعد لها القدرة على بذل المزيد، وقد شاهدنا مقاتليها الاشاوس ومقاتلي ربيبتها حزب الله اللبناني وجماعة ابي الفضل العباس العراقي يستغرقون شهرين للسيطرة على مدينة القصير الصغيرة ثم يتوقفون على ابواب حمص دون القدرة على دخولها، وذلك في مقابل كتائب قليلة من المقاتلين السوريين لا يمتلكون الا اقل القليل من السلاح.
اما التهديد بتفجير ابار النفط وتخريب المنشآت وغيرها فنحن على اتم الاستعداد للتضحية بها ان كانت ستحقق لنا النصر على تلك الفئة المجرمة التي دمرت الامة العربية عقوداً طويلة وتجرأت على شعوبنا بالقتل والدمار.
ليسوا كلهم قاعدة
لكن الواجب هو ان ننبه الاميركان بأن تخطي قوات النظام المجرم في سورية الى السعي نحو استئصال جميع الجماعات الاسلامية المقاتلة في سورية بحجة الحرب على تنظيم القاعدة هو خطأ كبير لان غالبية تلك الجماعات والافراد لا علاقة لها بتنظيم القاعدة، حتى جبهة النصرة التي ينضوي تحت لوائها اكثر من 35 ألف مقاتل اليوم فان عدد افراد تنظيم القاعدة فيها لا يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل بينما البقية قد انضوت تحت مظلتها من شتى بقاع الأرض فقط من اجل محاربة العدوان على الشعب السوري، ومن شأن ضربها ومقاتلتها دون تمييز ان يتحول الجميع الى ذلك التنظيم الخطر.
تعليقات