الأمة الإسلامية لا تعدم من أمثال صلاح الدين.. الشيباني مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 639 مشاهدات 0


القبس

لست مع أحد ضد أحد!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لا يتصورن أحد من متابعي مقالاتي عن الأحداث في مصر أني مع طرف ضد آخر، أي مع الإخوان المسلمين ضد السلفيين، أو مع الإخوان ضد الحكومة العسكرية، فأنا لا شأن لي بالجميع، لأني لا أنتمي إلى أي من الجماعتين، ولا إلى أي جماعة أخرى في الكويت أو على هذه الأرض، فكلها تنظيمات تسعى للحكم والزعامة والمناصب العلية في الدول، وتجربتي معها لا أحقرها ولا أستخف بها، بل كنت من قبلهم مع التيار الناصري والقومي، بل كنت عضواً في نادي الاستقلال في الستينات في البيت العربي، مقابل سينما حولي الصيفي، ولا أبرئ الجميع من السعي للسيطرة واحتكار السلطة وإقصاء الآخر.

كان همّي في كتاباتي هو نقد أحداث مصر، وقبلها أحداث سوريا، وقبلها أحداث أمتي العربية والإسلامية لتهاون اغلب قادتها في إهدار الدماء الزكية للمسلم، والتي مازالت تهدر هنا وهناك بحجة التأويلات السياسية ونيل الزعامة والسيطرة، وعند من جعل الدين مطية له للوصول الى غايات غير دينية، ليس لها سائغ شرعي يفوض ذلك للأطراف المتنازعة كافة.

همّي وهمّ أمثالي كثير الخوف على الأمة مما يحاك لها من عدوّها في داخلها وخارجها، فيصيبنا ما أصاب أمتنا في ماضيها، عندما سلمت كل أمرها لعدوّها فخنعت وذلت قروناً طويلة حتى أنقذها -بعد الله- المجددون لها أمثال صلاح الدين ومن بعده، ولا تعدم الأمة من أمثال هؤلاء الرجال الذين يحيون دين الله في أنفسهم أولاً ثم في أمتهم لترجع عزيزة كريمة كما كان همّ أهلها في الماضي، حب الآخرة والسعي إلى مرضاة الله وليس الدنيا وملذاتها والطمع بها كما هو عليه أكثرهم اليوم من بعض الجماعات الإسلامية أو غيرها رص الدولارات في البنوك الأجنبية وتضخيم الأرصدة فيها!

قدوتنا وأسوتنا وحبيب قلوبنا وسبب سعادتنا في الدنيا والآخرة وسعادة من كان قبلنا هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وسنته الصحيحة التي تركها لنا غضة طرية ليلها كنهارها، نتبعها كأنه بيننا، وليس أي أحد مستحقاً للمتابعة غيره، فهو جنة المسلم وناره إلى ربه، والاقتداء به وما ترك هو النجاة بعد كثرة المناهج والايديولوجيات والمفاهيم المتنوعة التي أهلكت الشباب قبل الكبار، وتاهت بها القلوب والأبصار.

دم المسلم كله حرام، بل ماله وعرضه، فمن تلبس بشيء من ذلك فعليه أن يتحرر منه قبل انقضاء حياته.

أما المُعاهد من غير المسلمين، فمن مسّه أو قتله فلن يجد رائحة الجنة، وهي على مسير كذا وكذا.. ناهيك عن غضب الله عليه وعقابه له في الدنيا. والله المستعان.

***

• الدار عزيزة.

«لي جفتك الدار حول بغيرها»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك