الاخوان (6-15) أنداد الله - بقلم محمد المطوع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2013, 9:18 م 1197 مشاهدات 0
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ) 165 سورة البقرة .
مما يؤخذ بشدة على الحكومات العربية إنها تعين في المناصب العليا على أساس هذا ولدنا متجاهلة الكفاءة والقدرة وهذا أدى إلى تراخي الأداء الحكومي وتراجع الخدمات وتقهقر التنمية مما جعل هذه الحكومات عجوز حيزبون شمطاء مكروهة وغير مرغوبة من قبل شعوبها, فاتجهت هذه الشعوب المقهورة إلى الأحزاب كملجأ لها تتوقع منها أن تحررها وتنقذها من واقعها المرير لتحلق بها في سماء الأمل ولتحقق لها التطور المنشود والرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي الذي طالما تاقت إليه الشعوب العربية على مدار قرون من الزمان.
ولكن للأسف فإن الأحزاب العربية جلها إن لم يكن كلها تعيش واقعا دكتاتوريا أسوأ من الحكومات, ومن أسوأ هذه الدكتاتوريات هي دكتاتورية الأخوان, ولبعض مدعي العلم عندهم كتابات في أدبيات الشورى ( الديمقراطية الإسلامية ) يتشدقون بها بالحرية وعلو الإرادة الشعبية على أي اعتبار آخر ( عدا الدين طبعا ) إلا إنهم وعند أول اختبار يتراجعون ليظهروا الوجه القبيح لأسوأ ديمقراطية.
ما يهم في هذا المقال هو كيفية اختيار مجالس الشورى القطرية ومجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد والمناصب الرئيسية في الأخوان مثل المرشد, فنجد وعلى الرغم أن الثورة المصرية قامت في يناير 2011 إلا أن الأخوان لم يهتموا لتطوير العمل الداخلي في انتخابات الجماعة لاختيار مجلس الشورى أو مكتب الإرشاد أو لاختيار المرشد العام, بل تم تعيين محمد بديع كخليفة للمرشد السابق من غير انتخابات مباشرة بين جموع الأخوان, وعلى جميع الأخوان طاعته من غير أي اعتراض ومن يعترض فهو من الخوارج والروافض وسيتعرض لأسوأ المعاملة, بعد الثورة وعلى اثر إعلان جماعة الأخوان كجماعة معترف بها من الدولة, أصبح لدى الأخوان الفرصة التاريخية الأولى لاختيار مرشدهم ومجالس الشورى بالانتخاب المباشر بين كافة أعضاء الأخوان ولكن الدكتاتورية المتأصلة داخل الفكر الاخواني رفضت استغلال هذه الفرصة.
لقد جعل الإخوان من المرشد شخصية لا يمكن معارضتها ( رغم إنهم لم يساهموا مباشرة في وجودها ) وهذا أمر خاص بهم يسيء لهم, ولكن الأشد سوءا إنهم جعلوا أوامر المرشد حتى وإن كانت مخالفة لأقوال وتعاليم الله ورسوله واجبة التطبيق لا تناقش, ويتهمون كل من يحاول مناقشتها والتحاور حولها بأنه يقود حربا على الإسلام, وبذلك يهدفون لحماية المرشد من أي انتقاد واعتباره أعلى من أي نقد, ومن طبع الأخوان إنهم يهربون ويولون الأدبار عند أي نقاش أو حوار عملي وعلمي جاد وقائم على الأدلة والقرائن المستندة على القرآن والسنة وعلى أحداث الواقع الحي, حتى لا تنكشف أخطاءهم أمام العوام منهم.
ومن هو المرشد وكيف أصبح مرشدا , فهو يحمل دكتوراه في علوم البيطرة فهل من يحمل مثل هذا التخصص يصلح ليقود تنظيم عالمي متخصص بالدعوة وبالسياسة, فالأخوان لم يراعون التخصص والكفاءة والقدرة السياسية حينما اختاروا المرشد وهو اختيار مهما وصفوه لا يمكن أن يكون ديمقراطيا أو ممثلا حقيقيا لرغبة جموع أعضاء الجماعة إنما هو سياسة الأمر الواقع الذي تم فرضه على شباب الجماعة تحت التهديد والوعيد بالفصل والتوقيف والنبذ من الجماعة , وللأسف الأخوان جعلوا من المرشد الذي يحمل علم البيطرة ندا لله يحبونه كحب الله , فهم مستعدين للتجاوز عن أخطاءه وأفعاله وأقواله مهما خالفت قول الله ورسوله, حسبنا الله ونعم الوكيل أسأل الله لهم الهداية والصلاح.
وأذكرهم بقول الله (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( الآية22 سورة البقرة )
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور
تعليقات