هل هيأت دول الخليج مواقفها لضرب سورية؟!.. شملان العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2013, 12:08 ص 1456 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / الخليج وما بعد الضربة
د. شملان يوسف العيسى
أصبح في حكم المؤكد إقدام دول التحالف الغربية على ضرب نظام الطاغية في سورية بعد ارتكابه الجريمة اللا انسانية واللا اخلاقية في قتل اكثر من 1000 شخص بينهم اطفال وشيوخ بالاسلحة الكيميائية - الجرثومية المحظورة دوليا.
لا نعرف حتى كتابة هذا المقال متى تبدأ الضربة الدولية ضد نظام الاسد، لكن ما يهمنا هنا ليس توقيت الضربة.. بل ما نتخوف منه هو ان لا يكون لدول الخليج موقف موحد مبدئي لكيفية التعامل مع افرازات ونتائج الضربة!، وما سيحدث لدول الجوار لسورية ونتيجة لذلك ماذا سيحدث لدول الخليج العربية؟!.
السؤال، هل هيأت دول الخليج مواقفها، وهل هي مستعدة لظروف ما بعد الضربة؟ هل سينفذ النظام السوري وحلفاؤه في المنطقة تهديداتهم السابقة الداعية لحرق المنطقة كلها؟، ماذا سيكون موقف دول الخليج لو تهور النظام في دمشق وضرب بالصواريخ دولا صديقة لنا مثل لبنان والاردن وتركيا، ما هو موقف دول الخليج لو تدفق الآلاف او ربما مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى كل من الاردن وتركيا ولبنان والعراق؟؟!.
حتى هذه اللحظة يبدو ان ايران لم تعلن عن موقفها الحقيقي تجاه ضرب سورية سوى تهديدها للدول الغربية بان مثل هذا بالعمل غير شرعي ولن تسكت ايران على الاعتداءات وهددت ايران بان اسرائيل قد تزج نفسها في المعركة.
روسيا الاتحادية اعلنت اعتراضها على تصرفات دول التحالف الغربي وطالبت الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن بالعمل على ايجاد حلول سلمية للمشكلة وتفادي الحرب وقد اتخذت الصين نفس الموقف، وتجدر الاشارة إلى ان روسيا قد اعلنت انها لن تتدخل اذا اندلعت الحرب.
ماذا سيكون موقف دول الخليج في حالة تحرك حزب الله في لبنان وضرب اسرائيل؟، هل يلتزم انصار حزب الله في الخليج الصمت في حالة اشتعال حرب اسرائيلية على لبنان؟.
هل وضعت دول الخليج تصورا لطبيعة النظام السوري القادم بعد الضربة في حالة انهيار النظام او عدم انهياره؟ هل يمكن التعامل مع النظام القديم بعد تقليم اظفاره.. الجيش السوري الحر الذي تدعمه دول الخليج يريد نظاما ديموقراطيا تعددياً ويرفض التعاون مع النظام القديم.. ماذا ستفعل دول الخليج اذا اصرت دول التحالف على المفاوضات بين الفرقاء وايجاد حلول وسط ترضي الطرفين؟!.
ماذا سيكون موقفنا في الخليج لو وصل الى حكم سورية حكم اسلامي متطرف؟!، وان كان ذلك مستبعدا، لكن كل الاحتمالات واردة اذا لم يتم القضاء على تنظيم النصرة والقاعدة في سورية والعراق.
دول الخليج ستواجه مشكلة جديدة سواء سقط النظام او لم يسقط وهي كيفية التعامل مع الجهاديين الخليجيين المنخرطين في العمل الهجادي في سورية.. هؤلاء الشباب المغرر بهم ملتزمون اسلاميا وقد اعلن القائد في الانصار والمهاجرين ابوعمر الكويتي عن نية التنظيم اقامة حكم الخلافة في سورية واعتبر ان الانتخابات كفر واعلن العمل على استعادة نظام الخلافة بقضائها الشرعي والاهم من كل ذلك أن الجهاديين الخليجيين معادون للغرب ويقولون إن تدخل الغرب في سورية سيكون مقبرة تاريخية لهم.. نحن نعي تماما ان مثل هذه التهديدات لا معنى لها.. لكن واقع الحال يقول ان منطقتنا الخليجية هي التي تفرخ الجهاديين وذلك يعود لتسيس الدين في دول الخليج وسكوت الانظمة على ادلجة التعليم والمساجد ومحاربة الانظمة للفكر القومي والليبرالي والمدني.
واخيرا لا نريد لسورية ان تكون نموذجا آخر كما يجري في العراق من حروب طائفية ودينية.. علينا ان نلتزم بمدنية الدولة في كل ارجاء الوطن العربي لضمان الامن والاستقرار تحت راية القانون.
تعليقات