العمل الشعبي خارج الكويت بحاجة إلى التوثيق.. الطراح مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1237 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  العمل الشعبي خارج دائرة التوثيق (1-2)

خالد أحمد الطراح

 

 إن أهم ما يجب تسليط الضوء عليه أثناء الغزو الغاشم هو العمل الشعبي الكويتي في الخارج، الذي يستحق الاحترام والتقدير.

تنوء الذاكرة بأحداث لا يمكن أن نتجاوزها، فهي، أيضاً، جزء لا يتجزأ من تاريخ الكويت دولة وشعباً. وأقصد بذكرى الغزو وتسعة شهور قضاها الشعب الكويتي في الداخل في ظل البطش والاستبداد الدموي كابده الكويتيون من قلق ولهفة وعناء لا يوصف وهم خارج الكويت.

وفي هذا المقام أجد لزاماً عليّ أن أتناول جزئية، أوردها للتاريخ، وأجدها لا تقل أهمية عن غيرها من المراحل التي صاحبت احتلال الكويت: وهي حقيقة العمل الشعبي خارج الكويت. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من شأن ما شهدته الكويت في الداخل من صمود شعبي وتضحيات وإرادة صلبة كسرت صفوف المعتدي وحافظت بإيمان مطلق على شرعية التصدي والصمود من أجل الكويت.

أعود إلى مرحلة عايشتها وعايشها آلاف غيري من الكويتيين خارج الكويت، وتتمثل في العمل الشعبي الذي تنظمت صفوفه من خلال لجان وروابط وجمعيات في مجمل العواصم الأجنبية والعربية والإسلامية بشكل عفوي، حرّكه حب الكويت. ومن بين هذه المبادرات الشعبية المنظمة انطلق في العاصمة المصرية تنظيم شعبي بعد جهد مكثف وسلسلة لقاءات قامت بها مجاميع مختلفة، أعلن، آنذاك، عن إنشاء الرابطة الكويتية للعمل الشعبي في مصر، وأستطيع الجزم بأن أصحاب المبادرة هم جميع الكويتيين الذين وُجدوا على أرض مصر، والذين أرادوا أن يعبّروا عن تضامنهم مع أشقائهم وأهلهم في داخل الكويت، وكذلك مع الشرعية الكويتية المتمثلة في النظام والحكومة في الطائف.

انطلقت الرابطة الكويتية للعمل الشعبي، ولا تسعفني هنا الذاكرة تحديد تاريخ الانطلاقة، إلا أنها كانت انطلاقة منظمة، وعلى أيدي مواطنين من الكويت، كنت بلا فخر أحدهم، وربما أصغرهم سناً ومقاماً أيضاً. ومن أبرز هذه الشخصيات الأخ الكبير عبدالعزيز المخلد، أطال الله في عمره، الذي أصبح أميناً عاماً للرابطة وأعضاء الأمانة العامة، الأخ الفاضل محمد الرومي (أبو رزام) والأخ الفاضل أحمد النفيسي (أبو بدر) والأخ الفاضل المحامي فهد الخزام، والأستاذ الكبير جمعة ياسين، والأخت الفاضلة الدكتورة كافية رمضان، والأخ المهندس وليد الجاسم، والأخ محمد الغربللي، وأرجو التماس العذر إذا سقطت من الذاكرة سهواً أسماء آخرين، فلجميع من شارك التقدير.

هؤلاء الإخوة كانوا يمثلون الأمانة العامة للرابطة الكويتية للعمل الشعبي، وكنت أنا أعمل مقرراً عاماً. ولم تكن الرابطة يقتصر عملها على الأمانة العامة، وإنما انبثقت عنها، أيضاً، لجان عمل مختلفة لتضع تصوراتها لكويت ما بعد التحرير، ومن بين أعضاء هذه اللجان مهندسون وأطباء وقانونيون وتربويون وإعلاميون من الجنسين. وكان من مهام عملي التنسيق مع هذه اللجان، وأيضاً التنسيق مع لجان أخرى وتحديداً لجنة «مواطنون من أجل كويت حرة» في واشنطن، بقيادة الأخ العزيز الدكتور حسن الإبراهيم وإخوة أفاضل آخرين.

وحرصت الرابطة، أيضاً، على أن يكون للشباب دور من أجل الكويت، حيث تم وبالتنسيق مع السلطات المصرية تنظيم دورات رياضية ودورات تأهيل في الإسعافات الأولية وتنظيم حركة المرور، ودورات أخرى من الممكن أن تساعد السلطات الكويتية بعد التحرير على القيام بواجباتها واستكمالها على أفضل وجه.

الجزء الثاني من المقال يكتمل يوم الثلاثاء المقبل، حيث يتم التركيز على انطلاقة نشاط وعمل اللجان المنبثقة عن الرابطة الكويتية للعمل الشعبي ومواقف واجهتها الرابطة، وفي مقدمتها «موقف مفاجئ» للحكومة في الطائف من الرابطة والمشرفين على عملها وأنشطتها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك