الداخلية شريكة رئيسية في الفوضى المرورية.. بنظر وليد الغانم
زاوية الكتابكتب أغسطس 31, 2013, 12:07 ص 951 مشاهدات 0
القبس
أنظمة 'الداخلية' مخترقة
وليد عبد الله الغانم
«إدارة المرور اعلنت عن سحب 40 ألف رخصة قيادة من الوافدين، حصلوا عليها بالمخالفة للقرارات الوزارية» («الانباء» 2013/8/26). رقم خيالي لرخص القيادة المزورة في الكويت، أو تلك التي اصدرت بغير وجه حق وبالمخالفة للقوانين، فاذا عرفنا ان آخر القرارات المنظمة للرخص كان سنة 2005، عندما أضيف شرط الجامعي والحصول على 400 دينار لراتب الوافد، فهذا يعني ان كل سنة يتم التلاعب في 5000 رخصة قيادة على الاقل.
لا يمكن اعفاء وزارة الداخلية - قطاع المرور - خلال السنوات الماضية من هذه الفوضى، فهي شريك أساسي في حصول عشرات الآلاف على «الليسن»، وهم غير مستحقين لها فعلياً، لكن السؤال: كيف يتم اختراق انظمة الداخلية ولوائحها بكل هذه السهولة في معاملة واحدة فقط هي رخصة قيادة؟ الغريب في الخبر نفسه ان وزارة الداخلية تقول، وبعد ان تشددت في تطبيق القانون، انخفض عدد استمارات القيادة شهرياً من 8000 استمارة الى 2000 استمارة.. ألا يكشف لنا هذا مكمن الفساد وبؤرة التلاعب؟
هل نلقي اللوم على العاملين في «الداخلية» فقط؟ ماذا عن الكفلاء وأرباب العمل الذين يقدمون معلومات مغلوطة عن الراتب؟ وماذا عن «الشؤون» التي تغض الطرف عن تغيير المؤهلات العلمية للوافدين في القطاع الاهلي بعد دخولهم البلد؟ وماذا عن الشركات والمؤسسات التي تتلاعب بالمسميات الوظيفية لتسهيل اصدار رخص القيادة؟
ليس هذا فحسب، فالقرار الوزاري الخاص باصدار رخص القيادة (2005/1729) أباح الاستثناء لأكثر من 25 فئة من الوافدين، وبعد قراءة الشرائح المستثناة لا ادري ان تبقى احد في الكويت لا يحصل على الليسن غير الخباز وبياع النخي والباجلا!
يجب ان نعترف ان المصيبة ليست في وزارة الداخلية لوحدها، مع انها شريكة رئيسية في هذه الفوضى، ولا أشك لحظة في أن هناك من أثري مالياً من هذا الموضوع، لكن وللاسف فإننا معشر المواطنين نساهم بشكل مباشر في اصدار رخص القيادة لمن لا يستحق، سواء بالتوسط أو بحسن نية أو بالتحايل والغش والتزوير، كاستقدام عمالة فائضة وبيع الاقامات، ثم تقديم بيانات مغلوطة عن وظائفهم ورواتبهم ومؤهلاتهم لتسهيل حصولهم على «الليسن».
سنوات ونحن نسمع عن بيع رخص القيادة في الكويت بمئات الدنانير، واذا ما شاهدنا في الطرق آلاف السيارات ومن كل شكل ونوع نتساءل: أكل هؤلاء مستحقون لإجازة القيادة في الكويت؟ فجاوبتنا الداخلية الآن لتعترف بوجود 40 الف رخصة فاسدة.. وما خفي كان اعظم.
وزارة الداخلية تقول انها ستسحب كل هذه الرخص الفاسدة، وهذا طيب، لكننا لا نكتفي بذلك، بل نريد مساءلة المسؤولين عن اصدارها، ونطالب بمعرفتهم وكشف اكثر الاقسام المرورية اصداراً للياسن المزورة، اما المصيبة الاكبر فهي اذا كانت خدمة واحدة فقط في «الداخلية» حصل فيها 40 الف تزوير.. فكم سيصل العدد لو تم التحقيق في كل معاملاتها وخدماتها؟ من يجاوبنا يا ترى؟ وانت شايف حضرتك؟ والله الموفق.
***
• اضاءة تاريخية: سنة 1990 العداء القطري طلال منصور يحرز ذهبية في اولمبياد بكين، ويرفع علم الكويت تضامنا مع الشعب الكويتي في الغزو العراقي.. مواقف لا تنسى.
تعليقات